حيث يخضع ذلك لظروف هؤلاء الشخصية أحياناً أو لما لذلك علاقة بالتربية حيناً آخر، وغالباً لا نستطيع أن نبث هؤلاء الفضوليين كل شيء عن حياتنا، لأن هناك بعض القضايا لها خصوصية لدينا، ولا نرغب بإطلاع أحد عليها أو التعرف ولو على جزءٍ منها أو معلومة مهما كانت صغيرة أو بسيطة.
حول هذا الموضوع التقينا بعض الأشخاص وكان لكل منهم رأيه قي ذلك..
حيث قال محمد شريف أنه سئل عن مشاكل بينه وبين زوجته وأمه من أحد الجيران وهذا ما وضعه في موقف محرج كثيراً جعله يتجنب التحدث إلى هذا الجار عما حصل، وذلك وضعه في حيرة من أمره، متسائلاً هل سيفسر ذلك الجار ما يجري كما يحلو له، أو أنه سيكتفي بإجابة الشخص الذي سأله.
أما فداء سليم تعرضت من أحد الزملاء في العمل لأسئلة عن مرضها الذي تعاني منه، وهو مرض شبه خطير لكن لا ترغب في التكلم عنه أبداً وأردفت قائلة إن الناس يطلبون منها تفاصيل لكنها لا تريد الإفصاح لأحد عن ذلك أو التحدث عنه كما أنها لا تريد التحدث عن نفسها بالتفاصيل التي يريدها أولئك، وتقول لا مانع لديها من السؤال فقط كيف الحال لكن دون الوصول إلى إجابات وحشرية زائدة في أمور لا تعنيه وليس من أجل تناقل الكلام والاطلاع وملئ أوقات الفراغ، والبعض لا يعرف أن هنالك حدود بينه وبين الآخر
رامي حداد نوه قائلا إن أناساً يقتحمون حياتنا ويتفوهون بملاحظات وإسداء المشورة والنصائح التي لا لزوم لها إضافة إلى التدخل بالأمور الشخصية والتطفل على الغير والتعرف على الخصوصيات بهدف فضحها، دون أن يراعوا في ذلك حرية الأشخاص أوتقديرهم وترابطهم فيما بينهم الزمالة في العمل أو معرفة سطحية أو صلة القربى من بعيد، فأسئلة كثيرة تكاد لا تنتهي.
سعاد موعد قالت إنها تنزعج من التدخلات في شؤون الغير فيها لكنها ترغم نفسها على مسايرة الآخرين ومُداراتهم كثيراً ولا يكثرون من الكلام ظناً منهم أنهم يعطونا شيئاً من الخبرة في الحياة.
وقال حسن الأحمد إن ظاهرة ((الفضول و التطفل على حياة الغير )) من المشكلات الاجتماعية و الأخلاقية المزمنة و المنتشرة في جميع المجتمعات , وهي ترتبط بالوضع الأخلاقي والحضاري العام الذي يسود المكان الذي نشأ فيه هذا الشخص أو ذاك.
وأضاف أن الناس من حولنا نؤثر بهم ويؤثرون بنا، إلا أن انتشار هذه الظاهرة دليل على الانحطاط الأخلاقي وانحدار المستوى الحضاري والثقافي فيما بينهم.
كذلك عبر محمود الرواس بالقول إن الفضول من أسوأ العادات ومن أقبح الأفعال و التصرفات , ولطالما تضايق الناس منها و انزعجوا وتكدر مزاجهم , فالإنسان مهما علا شأنه أو صغر يحاول جاهدا كتم أسراره والمحافظة على خصوصياته وحماية شؤونه من تطفل الآخرين.
بالنتيجة إن كتم الأسرار ومنعها عن الفضوليين، حق من حقوقننا المشروعة، لأجل صيانة شؤون الناس وحماية حياتهم الخاصة من عبث المتطفلين وتدخل الفضوليين الذين يندفعون كالسيل الجارف الذي يحطم كل سدود الخصوصيات و أسوار الشؤون الشخصية كي ينتهكوها ويدخلوا حصونها ومن ثم يسحقوها بأقدامهم ، فهؤلاء لهم رغباتٌ عجيبةٌ و دوافعٌ غريبةٌ تدفعهم قسرا لاقتحام حياة الآخرين واستطلاع أحوالهم واكتشاف أسرارهم, لذا لابد من الابتعاد عنهم ووضع حدود للعلاقات معهم كلما سنحت الفرصة لذلك .