ويندرج الانتاج الفني من أدب ودراما ورسم في خطورة هذا الدور في تجسيد وتعريف وتقريب القواسم المشتركة في المجتمع وتسليط الأضواء عليها واستجلاء قيمها الجمالية، واذا كنا لاننكر اختلاف القيم الجمالية من زمن لآخر، ومن مكوّن اجتماعي إلى آخر، إلا أن دور الأدب والفن عليه أن يكون جامعا يتجاوز مكونات الطائفية والعرقية في المجتمع وأن يتقدم ليكون وسيلة وصل وتقارب وتعارف روحي بين الأديان والمذاهب والطوائف بحيث تتوحد المشاعر والهموم المشتركة في المعاناة الإنسانية.. ويجسد الآخر همومه ومعاناته نفسها في الآخر وطنياً لا طائفياً!
هذا ما يدعونا أن نطالب أن يكون للحراك الأدبي والفني في المجتمع ودوره في هذه الأوقات الصعبة، والأدب معني بالدرجة الألى باقتحام أكثر القضايا تعقيداً وأشدها حساسية.. وإزالة الأدران الطائفية والعرقية من جذورها والعمل على جليها بروح الإنسانية والوطنية.. وفقاً لدور مهنة الأدب والفن في المتعة والتنوير وتسخير القِيم الجمالية لتفكيك العقد الاجتماعية التي تكوّنت تاريخياً وأصبحت من القواسم المشتركة في المجتمع والمؤثرة طائفياً وعرقِياً وقبلياً في حياة الناس!!
إنّ الحراك الثقافي والأدبي والفني هو أكثر جدارة وأهمية في التغلب على أصعب العقد الاجتماعية والفكرية التي ينوء بها المجتمع فهل ارتفعنا بالثقافة والفن والأدب على الوجه الصحيح الذي يمكن أن يلعبه في ميدان نزع الشروش الطائفية من وجدانية المجتمع وتطهير نفوس وعقول شرائح واسعة من أبناء وبنات هذا الوطن؟