حتى تغلي فوضع جزرة في القدر الأول وفي الثاني وضع بيضة وفي القدر الثالث وضع كمية من القهوة... وقال: هذا الماء المغلي بمثابة الأزمة التي يمكن أن تواجهك فأنت أي من الأشياء التي وضعتها يمكن أن تكوني عند مواجهتك هذه الأزمة ؟ هل أنت الجزرة التي أصبحت رخوة ولينة ويمكن هرسها بسهولة أم البيضة التي أصبحت بعد تعرضها للغليان أقسى واشد أو تذوبين كالقهوة في القدر الثالث...
هذه الحكاية تذكرتها الآن تنطبق على السوريين في مواجهتهم للأزمة، حيث أصبحوا اشد وأقوى مثل البيضة التي وضعها الطباخ في الماء المغلي، ولاسيما في الأيام الأخيرة من عمر الأزمة التي أرهقت وأتعبت السوريين، نرى الشعب السوري بات أقوى واشد ونلمس بوادر الارتياح على وجوههم، لأن الهجوم والحزم هما سيدا الموقف وذلك بما يبذله الجيش العربي السوري من بطولات وملاحم يكتبها بدمه لتعلو راية النصر عالية خفاقة إن شاء الله..
وفي كل انتصار جديد وبطولة جديدة يعلو نعيق البوم من جهات عديدة لتزيد من اشتعال فتيل الأزمة ولاسيما أبواق مشايخ الفتنة التي بدأت بالنعيق مجددا في مصر وفي تركيا وفي الأردن الكل لا يريد النيران إن تنطفئ في سورية بلدنا الحبيب والغالي على قلوب السوريين دون استثناء...
بدأ الصراخ ومعه بدأت معزوفة الأزمات نسمعها معها بكل وضوح من فقدان المازوت ومعه برزت أزمة الخبز التي بات تمد رأسها من جديد علها تفعل ضجة بين الناس كافة..... عدا عن الغلاء ذلك الوحش الذي أكل كل شيء ولم يعط للمواطن السوري شيئا والسبب الرئيسي له هو احتكار التجار للمواد التموينية الرئيسية ليكدس من ورائه التلال من الأموال لكي تشبع نهمه وطمعه الذي لا حدود له غير آبه بما يشعر فيه الناس من الفقر والعوز... وهو جزء رئيسي من المؤامرة التي نواجهها الآن بكل قوانا..... بالإضافة إلى ارتفاع الدولار الذي اتخذه الكثيرون من الباعة مطية لهم يبررون للناس ارتفاع الأسعار في كل المواد....
الجميع وقعت عليه الأزمة وقوع الصاعقة ولمس الفارق الكبير في مستوى المعيشة بين قبل وما بعد...كل الناس تتحسر على تلك الأيام التي كان المواطن فيها يزيد ولو مبلغ قليل من راتبه لكي يعمل منه مشروع يعينه في الآتي من الأيام...والكل يدعو الله تعالى أن تعيد الأمن والأمان إلى سورية الحبيبة لتعود الحياة كما كانت وأفضل..
ليس بعيدا عن الجيش الذي يقاتل التكفيريون الذين أتوا من جميع بقاع العالم كان يقف الشعب صامدا قويا بالرغم من كل مصاعب الحياة التي يعاني منها يوميا هذا الشعب الجبار الذي جبل على الصبر والتحمل يساند جيشه في رد العدوان بكل ما أوتي من الجلد والقوة بتحمل هذه الأزمات والمصاعب يتعايش مع هذه الأزمة بكل مرونة وسلاسة يخلق شيء من لاشيء... هذا هو الشعب السوري وهكذا هم السوريون يرضون بكل شيء وهم أعزاء في وطنهم عن الذل في قصور الغير ونعيمهم لأن عزتهم وكبرياءهم وكرامتهم فوق كل اعتبار وهي ميزة نادرة لا توجد في أي شعب من العالم.. نحن السوريون نأكل التراب ولا نركع... لأن لدينا وطننا أغلى شيء في الكون وفي سبيله يرخص كل شيء المال والروح والجسد...
فصبراً أيها السوريون فليس بعد الضيق إلا الفرج بإذن الله تعالى ولابد أن ياتي على أيدي رجال الجيش العربي السوري الذي يدافع بكل قوة عن أرض سورية الحبيبة ضد الرعاع.. التكفيريين... والمجرمين... ولن يسمح لهم أن يدنسوا تراب سورية المقدس مهما كلف ذلك من تضحيات000
النعيق والصراخ يرتفع... ولكن السوريين صامدون مع جيشهم ومع قيادته الحكيمة إلى الأبد...