كما وأنه يلعب الدور الكبير تهيئة الرأي العام ، وكلما ازدادت الحاجة إليه ازداد ارتباطه بالتقنيات الحديثة .
إضاءات على علوم التنمية البشرية والتطوير الشخصي
الأستاذة سوسن حكيم ، عضو الهيئة التعليمية في جامعة تشرين ، عضو البورد الأمريكي للبرمجة اللغوية العصبية .. كانت ضيفة منتدى الصحفيين في اللاذقية ، المنتدى التابع لاتحاد الصحفيين فرع اللاذقية ، وهو الذي قام ويستمر بعدد ٍ من النشاطات الثقافية والفكرية العامة .
الأستاذة حكيم تحدثت عن بعض ما أسمته “ إضاءات على علوم التنمية البشرية ،والتطوير الشخصي “ وبدأت بالإضاءة الأولى بعنوان :
التغيير يبدأ من الداخل .
التغيير يبدأ من الداخل سردت الأستاذة حكيم القصة التالية كمدخل ٍ للإضاءة :
“ عندما كنت شابا ً طليقا ً لا حدود لمخيلتي ، كنت أحلم بتغيير العالم ، وكلما كبرت في العمر وازددت حكمة ً ، كنت أكتشف أن العالم لا يتغير ، لذلك قللت من طموحي إلى حد ٍ ما وقررت تغيير بلدي لا أكثر ، إلا أن ذلك لم يحدث . صرت عجوزا ً وقمت بمحاولة ٍ يائسة ٍ لأغير عائلتي ،لكن محاولاتي فشلت. واليوم - وبعد فوات الأوان - أدركت فجأة ً أنني لو غيرت ذاتي نفي بادئ الأمر ، ثم حاولت تغيير عائلتي ، وبتشجيع ٍ منها ربما طورت وغيرت بلدي ، وهنا كان يمكن أن أحدث تغييرا ً يؤثر في العالم.”
إذا تصل المحاضرة إلى أن التغيير لا يمكن أن يكون فعالا ً إذا لم يتم من الداخل ، وبالذات الفردية لينطلق إلى (نحن ) الجماعية ، فأوسع. ومن هنا جاءت العلوم الحديثة لتساعد الإنسان في اكتشاف ذاته من جديد ، ودراسة إحداثياته في كل الأصعدة ، لتقل الإنسان من ذاته إلى الأفق العالمي كله. ومن هنا بدأت المحاضرة بالتعريف بالبرمجة اللغوية العصبية أساس التغيير الذاتي من الداخل .
ما هي البرمجة اللغوية ؟
تقول الأستاذة سوسن :
“ هي ( علم ٌ يطبق بفن ) وتعطينا معارف ومعلومات ، وترشدنا إلى طريقة تطبيقها ، إذا ً هي القدرة على الاستخدام الأمثل للغة وصولا ً إلى الحالة المثلى التي نطمح إليها . وقد عرفها د. محمد الفقي بأنها : فن وعلم الوصول بالإنسان إلى درجة الامتياز البشري ، والتي بها يستطيع أن يحقق أهدافه ، ويرفع دائما ً من مستوى حياته ، أما الأستاذة حكيم فتعرفها : هي علم وفن استخدام ما لدينا ، لنصل إلى ما نريد . “
نشأة البرمجة اللغوية وتاريخها .
نشأ هذا العلم في أواخر السبعينات على يد عالمين استطاعا أن يرسما الخطوات الأولى له ، (جون غريندر ) أستاذ اللغويات ، و( ريتشارد باندلر ) عالم الرياضيات والمهتم بعلم النفس . والسؤال الذي قادهما للاكتشاف هو :
- كيف يكون للفرد مهارة ً دون الآخر، رغم الاتفاق في البيئة والظروف .؟
وكان اهتمامهما ب(كيف ) أكثر من اهتمامهما ب(لماذا ) ، حتى قاما في عام 1975 بتأليف كتابهما وهو من جزأين ، واعتبر أول كتاب ٍ في علم البرمجة اللغوية العصبية .
تطورت بعدها البرمجة ، بدمج علوم ٍ أخرى كالفلسفة وعلم النفس ، ودراسات العقل الباطن ، وعلم الجهاز العصبي ، من هنا فإن علوم التنمية والتطوير الشخصي ليست تنظيرا ً أو فلسفة ً ، بل هي علوم ٌ تطبيقية ٌ بحتة ، تقوم على تدريب الإنسان لنفسه ، وتهذيبها عبر اكتساب عادات ٍ إيجابية ٍ جديدة ٍ، يضعها بدل العادات السلبية القديمة ، التي لم يكن واعيا ً في اكتسابها .
وهنا ننوه أن الإعلام – والكلام للمحاضرة – هو أهم مصادر البرمجة المؤثرة على الناس ،خاصة ً بعد أن دخل لعبة البرمجة ، وأصبح واعيا ً لقوت تأثيره على الناس ، وكيفية زيادة هذا التأثير وتوجيههم عبر مخاطبة الرأي العام بطرق ٍ منوعة ٍ عديدة ٍ تكفل تأثره واستجابتهم .
تطبيقات البرمجة اللغوية العصبية
يمكن تطبيق هذا العلم في أكثر من مجال أهمها ، كما تؤكد المحاضرة :
تطوير الشخصية ، وزيادة الثقة بالنفس .
تطوير الأداء ،ورفع مستواه ، وتطوير التفكير الإبداعي .
التربية والتعليم ، تحسين السلوك ، ورفع مستوى أداء المعلمين .
الإدارة والأعمال، من خلال التخطيط الاستراتيجي ، وإدارة الاجتماعات ، وتحفيز الموظفين .
وتساعد البرمجة اللغوية العصبية ، في الوصول إلى أفضل الطرق لتحقيق الأهداف المنشودة ، ومنها شعت علوم التنمية والتطوير كلها .