تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


النص.. بين المكتوب والمرئي

مسرح
الثلاثاء25-6-2013
كانت النصوص وستبقى مثار جدل لا ينتهي بوصفها فكراً، ولا يتحقق هذا الفكر إلا عندما يجد الاستجابة عندها يتحول إلى أسئلة وأجوبة.

والنصوص تتبلور عبر أساليب تعبيرها واتصالها مع الآخرين، وبذلك تتجلى فاعليتها وقيمتها وتأثيرها، وليس شرطاً أن يكون النص مرسلاً عن طريق اللغة الأصلية أو الدارجة، ولكن يجب أن تحمل معنى، فهناك مسرحيات كثيرة تشاهدها ولا تحمل معنى وإن كانت تحمله فالمعنى لا يصل للمتلقي بشكل أو آخر.. فنكتفي مثلاً إن كانت مسرحية كوميدية فإننا سنضحك.‏

النص يمكن أن يكون -رسما أو عملا فنياً أو مؤلفاً موسيقياً أو بناءً معمارياً.. (إن النص عبارة عن لوحة فسيفسائية من الاقتباسات، وكل نص هو تشرب وتحويل لنصوص أخرى).‏

النص إذاً: هو فكر يحمل بعده التخيلي الرمزي (ضمناً) وهذا التميز يمنحه أبعاداً جديدة تتوالد مع كل قراءة.‏

نجد تطبيق هذا الكلام (السابق) في مجال الخطاب المسرحي.. يتسع يستوعب تحولات النصوص واتقاءها بعد تحويلها من (مقترح ذهني متخيل) إلى إنجاز المشهد المسرحي بجمالياته المحمل بالرموز والدلالات.‏

وهكذا.. أصبح لدينا ما يعرف بـ -الكتابة المشهدية-.‏

فالكتابة الحقيقية للمسرح هي التي تتنامى في فضاء الخشبة، وتستمر حتى وصولها للمتلقي، لكن كيف تتحقق هذه الكتابة؟ وهل تتخلى عن النص المكتوب؟ أم تصبح منطلقا لها أو هي جزء من تعددية النص الذي تحفل به المشهدية الشاملة.‏

إن أغلب مسرحنا العربي يعتمد الصيغة اللغوية من (صوت- ومن أسلوب ومسرد) وليس على المواقف التعبيرية (الحركة المعبرة).‏

بالفعل (الأداء) يجعل من الدراما مسرحاً وليس أدباً مقروءاً، وهو تأكيد لخصوصية المسرح من غيره من فنون الأداء الواقعي.. فالمسرح هدف وفن ورسالة.‏

يعد النص المسرحي المكتوب وفق مفهوم (المسرحة) عنصراً ثابتاً، يتشكل من علامات لفظية -لغوية- ولكن بتحوله إلى عرض يصبح مفتوحاً على الاحتمالات والتوقعات اللامحدودة، حيث إن الصورة والحركة (مع اللغة) تعملان على تحويلها من ثابت إلى طاقة ايحائية ومعبرة في أثناء العرض.. وبذلك يتحرر النص المكتوب نحو آفاق أرحب، لا يقوم به المخرج وحده باعتباره القارئ النموذجي (للنص المكتوب) الذي يوجه دلالات النص وفقاً لموقفه النقدي الجدلي، والفكري الجمالي، ومع كل قراءة من قبل المخرج لهذا النص يطرأ تكيف جديد وهذا ما يسمى الرؤية الإخراجية التي يعتمد نجاحها على قدرة المخرج على إبهار المتلقي بالصورة واللفظ.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية