ينتج عالم المسرح تفرعات زائفة ومهجنة، تفرعات مبرمجة تصيب أعماق الخلايا الحية في المسرح عند الناقد أو الإعلامي.
أصبح عالم النقد بائساً ومضحكاً ومثيراً للاستهجان، بدل أن يضحي عالماً طيباً ومنتجاً، لأنه يفتقد للمجد بلا تفخيم الكلمة وبلا بلاغتها..أشير إلى الاعلامي والناقد في الآن نفسه، في غياب النقاد وكثرة وتكاثر الاعلاميين في عمليات تصنيع الأنماط المسرحية، الأنماط البطولية وغير البطولية، ينتج الاعلامي أنماط المسرح بدل أن يفككها ويعيد تركيبها بحسب حاجته وليس رؤيته لأنه بلا رؤية وكثير الحاجات.
أولى هذه الحاجات إزالة الحد الفاصل بين المسرحي والناقد، يميل هذا الحد إلى تصوير المسرحي في حجمه، ما يريده الاعلامي أن يضحي في حجم المسرحي، أو أن يفوقه حجماً في كتاباته أو متابعاته. لأن جل الكتاب هم متابعون بلا اختصاص كتاب كتبة بتعبير أدق.
هذا كلام تجربة بعد كتابة النقد المسرحي في صحيفة يومية على مدى 22عاماً.
لا عقل ولا معقول في عالم المسرح، بحيث يراوح العالم هذا بين الدنس والخطأ، الدنس صفة من صفات الإعلامي، الخطأ صفة من صفات المسرحي لأن الكثير من المسرحيين أرادوا دخول الأسطورة بقتل النقد كدين مسرحي أو قتل دين الناقد.
هكذا افتقد النقد إلى النقاد في حضور الإعلاميين .. إعلاميو وصف أو تقرير أو أخبار.
*الكاتب والناقد المسرحي