الذي يستقطب أهدافاً أخرى منها تشجيع العمل التشاركي وإشغال الطلبة بالفعل الايجابي بما تتضمنه خططها وخطواتها وبرامجها.
وتعد تجربة مركز عيادات العمل في جامعة دمشق بإقامة دورات تدريبية للأخذ بيد الطالب الجامعي نحو دخول عالم سوق العمل بثقة متسلحا بمعلومات نوعية وتعد تجربة مهمة لانها تعنى بجعل الطالب يمتلك منظومة من المهارات والخبرات العلمية الخاصة كما الاجتماعية التي تنظم معارفه وآليات ترجمتها في التعامل مع الواقع العملي فهذه الدورات لم تقف عند هذا الجانب الايجابي الذي يربط الطالب بميدان التجربة العملية إنما تعرفه وتطلعه أثناء متابعتها على آليات جديدة من شأنها ترسيخ منظومة سلوكيات هامة ترتبط بحياته الاجتماعية وآلية تعاطيه الاجتماعي فتستفيد من مهارات تتعلق بها وتمكنه في ذات الوقت من ترجمة معلوماته العلمية والأكاديمية بشكل مرن تساعده في تلمس وإدراك آليات تعامل تفيد عمله ومهنته.
الطالب(أوس حمود)سنة رابعة اقتصاد قال: تابعت الكثير من الفعاليات والدورات وأهمية هذه الدورات إنها علاوة على كونها مدخلا للطالب الجامعي إلى سوق العمل وتمكينه من المساهمة الفعالة في عمله إلا أن طبيعتها وآلياتها تشجع الكثير من الأهداف الاجتماعية الأخرى ولا نستفيد فقط من الناحية العلمية بل من الناحية الاجتماعية والمعنوية أيضا وما تتركه هذه الأجواء من قيم التعاون والأخذ بعين الاعتبار الآخر كما لفت الطالب إلى قضايا هامة ترتبط بالدراسة وعلاقتها مع العمل من جهة والمجتمع من جهة أخرى.
فمركز عيادات العمل في جامعة دمشق يؤكد عبر دوراته المستمرة على أن مسألة التعليم ليست كافية للإقناع بالعمل من هنا فإن غالبيتها تركز على هذا الجانب كان منها مثلا ورشة عمل لكيفية إجراء المقابلات الوظيفية و تعليم الشاب الجامعي كيف يسوق نفسه كما فتح المركز أبوابه لطلبة الجامعة بشكل دائم لتقديم خدمات استشارية ومهنية أكاديمية وفردية كلها مجانية وتصب في نفس السياق.
والجامعة تهدف أيضا إلى تأهيل الشاب الجامعي مهنيا جنبا إلى جنب التأهيل النفسي و الاجتماعي ثم تعليمه كيف يوجه طموحه و إبداعه أيضا لذالك يعلن مسؤول قسم الترويج و التواصل في عيادات العمل بجامعة دمشق وائل قدور أن المركز يهدف إلى سد الفجوة الحاصلة بين متطلبات السوق و التحصيل العلمي وذلك عبر مجموعة من الخدمات الاستشارية والتدريبية المستمرة بشكل مجاني ودائم فالمركز يدعم الفعاليات والأنشطة التي تقوم بها الجامعة والطلبة على الدوام و ذالك بهدف ايجاد شباب جامعيين قادرين على الاعتماد على أنفسهم عدا التأسيس الدائم للانطباع الايجابي نحو العمل.
فهذه الأنشطة و التدريبات من شانها مساعدة الطالب في جوانب عدة مضافا إلى الجانب العلمي منها تقديم الخدمات الإرشادية لدخول سوق العمل ثم إعداد مدربين معتمدين في جامعة دمشق لتقديم أساليب حديثة متطورة من شانها أن تساعد المدرب لمواكبة التطور العلمي وإكسابه المهارات التطبيقية الخاصة وكله بغرض تأهيل الطالب الجامعي في مجالات مختلفة.
وحول أهمية وتعدد ايجابيات هذه الفعاليات في جوانب عدة علمية واجتماعية قالت الاختصاصية الاجتماعية (عنايات ونوس): للأنشطة والدورات أهمية خاصة في سياق الجانب الاجتماعي كوجه مقابل للجانب العلمي ومهما تنوعت أهدافها تدريبية كانت أو علمية أو ثقافية فهي الوجه المشرق الآخر لدور الجامعة الاجتماعي والثقافي وتجسيد للمحاولة الدائمة لتكريس سلوكيات وقيم ايجابية تترافق مع العملية التعليمية جنبا إلى جنب فهي بمثابة تأهيل اجتماعي أيضا بحكم ما تحمله لذلك الطالب من تشجيع للعمل التطوعي وروح المبادرة والاستكشاف لأوجه أخرى ترتبط مباشرة بالناحية العلمية والمتابع للأنشطة المختلفة يدرك إصرار جامعة دمشق على هذا الجانب لأن لذلك أثره الهام جدا من الناحية النفسية والمعنوية والسلوكية كما تلفت نظر الطالب بأجوائها إلى الروح الجماعية والقيم الايجابية الأخرى التي تزهو وترسخ عن طريق العلاقات الاجتماعية كما أنها تؤكد عنده أهمية العمل التشاركي وجدواه على الأرض في كل المجالات.