وفي كل مرة تصعد وجوه جديدة للإرهاب، وينتخب رئيس جديد ويخترع اسم ومنصب جديد لهذا أو لذاك، تحضيراً لفصل جديد وفاشل من محاولات تعديل توازن القوى على الأرض، فما جرى في الدوحة كان تغييراً في المسميات، لشركة حمد- هولاند المحكومة بالإفلاس بحكم التكوين الفاسد للداعمين والمدعومين في ذات الوقت.
ولأن الأيدي القذرة لا تصنع خبزاً نظيفاً، فلا يمكن أن يُقدم عرَّابو القتل ممن اجتمع في دويلة قَطَر إلا السلاح لقتل الشعب السوري وسفك المزيد من دمائه، فبئساً لهم من أصدقاء مسمومي التفكير من دعاة التكفير، يلبسون زي الأصدقاء ويطالبون بتسليح إرهابيي القاعدة، مخالفين كل ما صدر عن قمة الثمانية الداعي للحل السلمي للأزمة في سورية، وإن كان غالبيتهم لا يمثلون حتى فاصلة بين هذه الدول، لكن ما جمع بعض أصحاب الثمانية هو لهاثهم وراء ما في جيوب المشايخ والأمراء.
فالأميركي جون كيري رهن جميع تطورات الأزمة السورية بالعمل العسكري والسلاح الذي أعلنت بلاده أنها ستمد جبهة المسلحين به واتخذ من الدعوات لتسليح «المعارضة» طريقاً لقلب المعادلة على الأرض وتحقيق توازن القوى حسب وصفه، وإذا وصفنا ذلك فإننا نضعه في خانة اليأس والإفلاس.
وإن اقترب كيري مرة واحدة من الموضوعية عندما قال: إن الشعب السوري سيتمكن من اختيار مستقبله وهذا سيتم من خلال موافقة متبادلة بين الحكومة و«المعارضة» وعلى كلا الجانبين أن يكون مستعدا للتسوية وقبل كل شيء يجب إنهاء العنف والتوصل إلى حل سلمي.
ولكن كيف سيتبدل هذا الواقع ؟ هل كميات السلاح الجديدة ستقلب اللصوص أبطال حرية ليعزلوا أمراء الحرب وملوك الذبح، أم يتحول «القاعديين» والقتلة إلى جماعات تنوير تحمي الكنائس والأديرة ورجال الدين المسلمين الذين يفتى بقتلهم من عواصم الخليج عبر مشايخ التكفير وأرباب الإرهاب؟ وهل تنتهي بجرة قلم سلطة الهامش التي يقيمها الغوغاء من خلال «السلبطة» على الشعب الذي يتشوق لعودة سلطة الدولة الوطنية ؟
نعم، الولايات المتحدة أدركت هي وشركاؤها وأدواتها المجتمعون، ان مسألة التقدم العسكري على الجيش العربي السوري أصبحت مستحيلة، والصفعات تتوالى وتشتد في رجاله ولذلك جاءت عبارة «تحقيق التوازن» في غاية الدقة.
daryoussi@hotmail.com