وقد أعلنت حكومة تصريف الأعمال اللبنانية «الحداد العام على أرواح الشهداء العسكريين الذين سقطوا نتيجة الاعتداءات الإرهابية الآثمة على الجيش الوطني في منطقة عبرا بصيدا».
فخلال الساعات الدامية التي شهدتها صيدا أول أمس قام الأسير بنشر ميليشياته في الشارع وروع المدنيين وأغلق المحلات ووجه نار حقده صوب الجيش والقوى الأمنية ما استدعى قيام الجيش اللبناني بتعزيز وجوده في عبرا لإعادة الاستقرار إلى لبنان.
وأكدت قيادة الجيش اللبناني أن الجيش «ماض في اجتثاث الفتنة من جذورها ولن تتوقف عملياته العسكرية حتى إعادة الأمن إلى مدينة صيدا وجوارها بصورة كاملة وانضواء الجميع تحت سقف القانون والنظام».
وقالت مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني في بيان لها: «إن وحدات الجيش تواصل عملياتها العسكرية في مدينة صيدا ومنطقة عبرا للقضاء على المظاهر المسلحة وتوقيف المعتدين على مراكز الجيش وإعادة فرض الأمن والاستقرار».
وأوضحت أن «العديد من المسلحين عمدوا إلى قنص عناصر الجيش باستخدام المراكز الدينية سواتر لهم إضافة إلى اتخاذهم المواطنين الأبرياء دروعا لهم لتفادي المواجهة المباشرة مع قوى الجيش».
وأضاف البيان: إن قيادة الجيش اللبناني إذ تؤكد حرصها التام على دور العبادة وحياة المواطنين تدعو المسلحين الذين قاموا بالاعتداء على مراكز الجيش والمواطنين وهم معروفون بالنسبة إليها فردا فردا إلى إلقاء السلاح وتسليم انفسهم فورا إلى قوى الجيش حرصا على عدم إراقة المزيد من الدماء.
ودعت قيادة الجيش اللبناني في بيانها المواطنين وخصوصا الموجودين في بقعة العمليات العسكرية أو داخل مجمع الأسير ومحيطه والذين يتعرضون لمشاكل أمنية إلى الاتصال بعمليات قيادة الجيش بغية معالجة هذه المشاكل بالسرعة القصوى وإجلائهم عند الضرورة.
الجيش يحكم سيطرته
وكان الجيش اللبناني أعلن أنه تقدم باتجاه مدخل مجمع الأسير في عبرا في صيدا جنوب لبنان امس وأحكم السيطرة على المكان الذي يتحصن فيه المسلحون فيما أفيد عن ظهور مسلحين مقنعين من أنصار الأسير في منطقة حي البراد جنوب صيدا وفي حي الزهور.
مقتل ارهابيين والعثور على
أسلحة وأعلام «لجبهة النصرة»
إلى ذلك عثر الجيش على أعلام «جبهة النصرة» الارهابية وكميات كبيرة من الاسلحة في الشقق التي كان يشغلها المسلحون التابعون للأسير، كما تم القضاء على الارهابي أبو عبد شمندور أحد المسؤولين العسكريين لعصابات الاسير وشقيق فضل شاكر خلال المواجهات التي جرت في عبرا.
وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن وتيرة الاشتباكات اشتدت بين عناصر الجيش اللبناني والعناصر المسلحة التابعة للسلفي الأسير في منطقة عبرا واستخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والصاروخية كافة وأصيب بنتيجتها مبنى السراي الحكومي في صيدا كما طالت الاشتباكات منطقة شرحبيل جنوب شرق صيدا.
وأقدم عناصر الأسير على قطع الطريق على الطريق البحري لمدينة صيدا بالإطارات المشتعلة وعمل الجيش على فتحها بعد أن اشتبك مع المسلحين وأصاب عددا منهم بينما لاذ الباقون بالفرار. كما اعتقل الجيش ثلاثة من مسلحي الأسير قبل هجومهم على أحد الحواجز العسكرية في منطقة عبرا.
اشتباكات بين الجيش ومجموعات
«فتح الإسلام» و«جند الشام» في عين الحلوة
كما تجددت الاشتباكات بين الجيش اللبناني ومجموعات «فتح الإسلام» و»جند الشام» المتطرفة في منطقة تعمير عين الحلوة القريبة من مخيم عين الحلوة واستخدمت فيها الاسلحة الرشاشة والقنابل والقذائف.
** ** **
أنصار «الأسير» يجوبون
شوارع طرابلس ويطلقون الرصاص
كذلك احتل مئات المسلحين من أنصار السلفي التكفيري احمد الاسير ساحة عبد الحميد كرامي في طرابلس شمال لبنان وبدؤوا باطلاق النار بكثافة في الهواء.
وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام ان مئات المسلحين يجوبون شوارع طرابلس ويطلقون الرصاص في الهواء كما ألقوا قنبلة يدوية على صالون الاندلس للحلاقة الرجالية قرب مقهى نغرسكو.
في نفس الوقت سمع اطلاق رصاص في الهواء في عدد من احياء منطقة البداوي ولاسيما الطريق الدولية التي فتحت باتجاه طرابلس عكار.
واشارت الوكالة الوطنية للاعلام إلى ظهور مسلح في منطقة الطريق الجديدة في بيروت تسبب باقفال للمحال التجارية ما تطلب تدخلا فوريا للجيش الذي نفذ انتشارا كثيفا بدورياته في المنطقة. وأضافت الوكالة ان الجيش اللبناني أعاد فتح طريق قصقص بعدما عمد عدد من الشبان إلى اقفالها بمستوعبات النفايات.
كما قام مسلحون باطلاق النار في الهواء في الشارع الرئيسي قرب سراي طرابلس شمال لبنان مرددين الشعارات المؤيدة والداعمة لاحمد الاسير.
** ** **
بينهم فضل شاكر
مذكرة ملاحقة بحق «الأسير» و123 شخصاً تابعين له
إلى ذلك قال مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية اللبنانية القاضي صقر صقر يصدر مذكرة ملاحقة وتوقيف بحق احمد الاســــير وشقيقه و123 شخصا بينهم فضــــل شـــاكر اضافة إلى باقي افراد مجموعته.
** ** **
قهوجــي: لـــن نســـكت عــن اســــتهدافـنـا
هذا وأكد العماد جان قهوجي قائد الجيش اللبناني ان لبنان مر بساعات عصيبة ومرحلة حساسة وتمكن بفضل جهود الجيش اللبناني وتضحياته من احتوائها.
وتوجه قهوجي للعسكريين اللبنانيين بالقول: اننا نتوجه إلى أهلنا في طرابلس والبقاع وبيروت وجبل لبنان والجنوب بالتعزية باستشهاد أبناء الجيش اللبناني وندعوهم إلى الوقوف صفا واحدا إلى جانب جيشهم وعدم تحويل مناطق لبنان بؤرا مسلحة.
وأكد قائد الجيش اللبناني:
اننا لن نسكت عن استهدافنا لكننا جاهزون لكل مبادرة طيبة تريد الحوار والعمل على حل المشاكل الامنية أينما تقع واستيعاب محاولات البعض اشعال الشارع ونقل الفتنة من منطقة إلى أخرى داعيا القوى السياسية اللبنانية كافة على اختلافها إلى ان يكون وقوفها إلى جانب الجيش اللبناني معبرا من أجل توطيد السلم الاهلي في كافة المناطق اللبنانية مشيرا إلى ان التغطية على أي عمل مخل بالامن ستسهم في توسيع رقعة المشاكل وتدخل لبنان في متاهة طائفية ومذهبية لا خلاص منها.
واوضح قهوجي: ان وطننا يمر بمرحلة صعبة والحل لا يكون باستهداف الجيش بل بقيام جميع القوى السياسية بسحب ذرائع التفجير والتنسيق مع الجيش من أجل استتباب الامن وانقاذ لبنان.
وخاطب العماد قهوجي عناصر الجيش بقوله: لقد أنجزتم مهمة صعبة ودقيقة وخرجتم منها ورؤوسكم مرفوعة لانكم أنقذتم بلدكم من الفتنة في وقت كان الجيش يتعرض لحملة سياسية تستهدفه وتضعه في خانة هذا الطرف أو ذاك وتحاول حماية المعتدين عليه.. لقد برهنتم وعيون الدول العربية والغربية تتطلع اليكم ان الجيش وحدة متماسكة وانه لم يتعرض لطائفة ولا لدور عبادة ولا لاي رجل دين وهو ليس مع فريق ضد اخر ولا مع طائفة دون أخرى بل هو رد على مجموعة مسلحة اعتدت عليه عن سابق تصور وتصميم بعدما حذر مرارا من انه سيرد على النار بالنار.
واكد قهوجي أن الجيش اللبناني جيش وطني ولا يفرق بين طائفة وأخرى ومذهب واخر وهو لجميع اللبنانيين ويسمو باحتضانهم له وحريص على علاقته مع جميع الطوائف والقوى السياسية على حد سواء شرط احترامها القانون والحفاظ على المؤسسات.
** ** **
لاريجاني:
محاولات استهداف
محور المقاومة فشلت
اكد رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني دعم ايران المستمر للحكومة والشعب اللبناني مشددا على ان بلاده تعتبر المقاومة أمرا أساسيا لاستقرار المنطقة.
واشار لاريجاني إلى الاوضاع في المنطقة محذرا من ان انعدام الاستقرار والهدوء في المنطقة يضر بالمسلمين والدول الاسلامية ولذا يجب عدم السماح للقوى الدولية أو بعض دول المنطقة بأن تقوم بفرض أثمان أكبر على المنطقة.
كما لفت لاريجاني إلى فشل بعض المحاولات والاجراءات الرامية إلى استهداف محور المقاومة في المنطقة من خلال تصعيد الازمة في سورية وقال ان الممارسات الارهابية للمجموعات المتطرفة في سورية ستخلق للمنطقة الكثير من المشاكل في المستقبل.