تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المنظومة الوطنية للإعلام.. والكفاءات المهنية

آراء
الاثنين 29/9/2008
أحمد صوان

آمنت, وما زلت مؤمناً, عن قناعة وثقة بأن الإعلام السوري يشكل منظومة واحدة ومتكاملة , غير متقاطعة في وسائله وتوجهاته , وغير مزدوجة في وظائفه ورسالته.

بذلك يكون إعلامنا إعلاماً وطنياً طالما اردناه كذلك, وعملنا من أجل أن يكون كذلك, وليس إعلاماً حكومياً أو رسمياً, أو فئوياً أو حزبياً, إعلام ينطلق من مهمات يحددها الواقع ومتغيراته, وهو في حالة تطور وتقدم, وليس أقانيم خشبية ثابتة, لأن (لا ثابت إلا المتحول) !! وفي ذلك نعطي الإعلام دوره بتفاعلاته مع الواقع وأحداثه, ومع رؤى تنسج للغد والمستقبل, وفق برامج ولوائح عمل, وخطط تعزز دور هذا الإعلام , وتمنحه المصداقية في أن يكون صاحب رسالة وطنية وهدف اجتماعي وإنساني وثقافي وفكري ومعرفي وتربوي, وفي أن يكون رائداً في مواقف سياسية لا تكفي المتغيرات أو تقفز فوقها , بل أن تستقر تطبيقات وتداعيات وانعكاسات هذه المواقف في مواضعها دون تهويل أو تهوين, ودون مبالغة أو لا مبالاة واستخفاف.‏

بالطبع لا إعلام دون ناس, ولا إعلام دون ما يعرف برجوع الصدى, وفي ذلك أيضاً نؤسس عبر ردود الفعل المرافقة والناجحة عن هذه المسألة أو تلك, وهذا الموضوع أو ذاك , ومن خلال استطلاعات رأي واستقصاء مواقف ورؤى, يمكن تصويب وتصحيح مسارات هذا الإعلام بالشكل الذي يضمن لدوره أن يكون فاعلاً ومتفاعلاً في الوقت نفسه مع القراء والمستمعين والمشاهدين, وكل وسيلة إعلامية (مقروءة , ومسموعة ومرئية والكتروني)أن تنتهج وتبني الخطط والاحتمالات وفق ما نطمح ونريد ونرغب علمياً وموضوعياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً واقتصادياً من الرؤية الخلاقة والمتجددة لمفهوم منظومة الإعلام الوطني المتكامل والموحد والشامل.‏

ولا أرغب في أن أخوض في التفاصيل والمسميات والتعيينات, تحسباً من دخول الشيطان في تفاصيل كهذه , لكن من الضروري الإشارة, ولو بشكل ضمني إلى أن الإعلام الذي يفتقد القارئ أو المستمع أو المشاهد, يمكن أن يكون أي شيء إلا(إعلاماً).‏

ومن أجل ألا نخسر أو نفتقد هذا الدور وهو سلاح متعدد الوظائف والأبعاد, حيال كل ما نواجه من تحديات, ومن مهمات ومسؤوليات ينبغي التدقيق أكثر فأكثر في أداء إعلامي يرتقى إلى وظيفة هذا الرد, وإلى أعلى مستوى من مستويات تحقيقه, وتنفيذه بكل كفاءة وقدرة وإمكانية, بالدرجة الأولى نقول: إن فاقد الشيء لا يعطيه, وأكثر ما يمكن كشف مصداقية وحقيقة هذه المقولة, إذا طبقت على الإعلام, وعلى المؤسسات التي هي إعلامية من صحافة وراديو وتلفزيون وانترنت, ومن هنا فإن الامتلاك الحقيقي وغير المزيف لأدوات العمل الإعلامي يشكل الخطوة الضرورية والأساسية , إن لم يكن الأرضية التي تضمن مساهمة (الإعلامي) في تطوير مهنته, وتصويب أدائه, وبالتالي تفعيل دوره كجزء من فريق أو أسرة صحفية وإعلامية في إطار منظومة إعلامية شاملة ومتكاملة, تشكل وحدة عضوية فيما بين كل لبنات ومداميك هذه الوحدة , أو المنظومة : على المستوى الوطني, بأبعاده وعمقه القومي.‏

وكثيراً ما نقسو على أنفسنا ونجلد ذاتنا بالادعاء أن لا وجود لإعلام فاعل ومؤثر , وأن لا وجود لإعلاميين يقودون أو يحركون هذا الإعلام, ونغرق في التفاصيل والبحث عن الأسباب والظروف والعوامل, إلى أن نقع في مطب الاستسهال, ونشتم الواقع والمناخات , ونرتد إلى السلبية بالوقوع في ( اثم) عدم بذل الجهد الكافي أو التركيز على الأساسي والجوهري, ولنكون بذلك أول من يحمل الفأس ليهدم ( المعبد) !‏

وبذلك نخسر أنفسنا‏

كلإعلاميين ومهنيين , ونخسر مع أنفسنا, مهنتها , وكيفية التعاطي أو التعامل العلمي والموضوعي والاجتماعي مع متطلبات هذه المهنة التي هي ليست ترفاً, وليست مهنة من لا مهنة له, وليست ( فانتازيا) ومجرد تجيير صفحات , أو ملء أوقات ومساحات.‏

لقد ثبت أن بمقدورنا أن نضطلع بدور ومسؤولية النهوض بإعلام وطني حقيقي, ويمكن أنه نسحب هذا الدور, عبر تراكم الإمكانيات والخبرات والتجارب إلى مستوى يفتح الآفاق على إعلام ناجح ومؤثر وفاعل, إذا ما استندنا إلى الكفاءات التي من دونها لا يمكن أن نصنع إعلاماً , ولا يمكن أيضاً أن نخلق المناخات المناسبة والضرورية كهذا لإعلام يجسد طموحاتنا وآمالنا وأهدافنا بكل ثقة ومصداقية وتكاملية.‏

ومن هنا , أرى أنه يمكن أن تكون كل وسيلة إعلامية بمثابة مدرسة تأهيل لكفاءات إعلامية نحن بأمس الحاجة إليها في ظل حقيقة تقول : إنه مع ثورة الاتصالات والعولمة لم تعد ( الصحافة) السلطة الرابعة, بل القوة الوحيدة في التأثير وفي تكوين رأي عام ضاغط على الخيارات , بل والقرارات السياسية والاقتصادية.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 29/09/2008 04:34

أيها الكاتب : إعلامنا رسمي ذو إتجاه واحد حتى هذه اللحظة.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية