تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


النهوض بأعباء الحبّ!?

آراء
الاثنين 29/9/2008
حسين عبد الكريم

في المدن والقرى, حين التقدم للحصول على شهادة حسن سلوك أو وطن, يحتاج المتقدمون إلى شهادة سلامة عامة و شهادة أخرى : النهوض بأعباء الحب..

بناءان متقابلان: الأول مكتوب على واجهته: هنا يمكن المثول أمام لجان فحص المرضى بالذبحات الأخلاقية و عفونة الأحلام والسلوك الاجتماعي.. و الثاني مكتوب على واجهته: شهادات حسن السلوك و الوطن .. و... و... إلى آخر ال ش ه ا د ا ت..‏

دخل مدرسون و موظفون و فنانون عازفون و مغنون و أسياد كلام و علماء في البيئة والتلوث و الفيزياء و الكيمياء و الفلسفة والطب.. و مدراء و معاونون.. و كثيرون من فئات اجتماعية وإدارية و ثقافية وعلمية.. بعضهم نجح في الامتحانات و فحوصات اللجان المختصة والشبيهة بالمختصة, والمدعومة و القريبة منها.. و بعض آخر رسب..‏

اللغط والكلام الدائر في الخارج ينبىء أن فوضى اللجان أشد وأقسى من فوضى المتقدمين للحصول على شهادة حسن سلوك أو وطن أو شهادة حسن النهوض بأعباء الحبِّ...‏

و الضجيج في البناء المخصّص للذبحات الأخلاقية و عفونة الأحلام والسلوك العام يعلو أكثر و يتعاظم أمره..‏

مدرسون جديرون بالتقدير , لما قدموه و حملوه من أعباء التدريس و المتابعة والإلمام بالدروس , خرجوا راسبين و حين سألوا : لماذا?‏

جاء الجواب:‏

حضور ضميركم كان زائداً , وهذا ما أضرَّ بكم!?‏

قال المدرسون أصحاب الضمائر الحاضرة: من غير ضمائر قد نسقط و نخطىء و نسيء, و نضيع.. و كيف يمكن لفاقد ضمير أن يحصل على شهادة حسن سلوك أو و طن أو شهادة تقدير أو ثناء .. ليس صحيحاً رأي اللجان الحالية?! أو تغيرت الشروط والأحوال .. هل يمكن ذلك??!!‏

المعاناة و الخيبة لاقاها و قاساها العلماء و الأطباء و الباحثون الفلاسفة و الفنانون الذين حملوا دروس ضمائرهم و محفوظات أخلاقهم العامة السليمة من الذبحات و العفونة.. وازدادت معاناة وأذيَّات ذوي الضمائر الناجين من الذبحات الأخلاقية و الحلمية والسلوكية حين صادفوا ناجحين هم في أساس وجودهم فاشلون و غير معنيين بالدروس والعلوم والبحث والخير وأي أمر له علاقة بصحة العلاقات الاجتماعية أوالعائلية أوالعلمية أو الإدارية .... مد رس وطبيب وآخر عالم فيزياء وآخر مؤلف , وآخر عازف , وآخر مدير وآخر معاون .... أصواتهم كانت مسموعة وصخابة ومقهورة .... هل يعقل : بشرٌ كهؤلاء ,وأشاروا بأصابعهم وضمائرهم إلى ناجحين أمام اللجان ليسوا أكثر من ذبحات أخلاقية كاملة ويشبهون عضات مرضية تصيب المجتمع بآفات النصب والاحتيال والعفونات السارية .... هل يعقل أن ينجح هؤلاء ونرسب نحن ??!! صخب عارم ملأ الأمكنة في المدينة الكبيرة والمدن التالية والبلدات المجاورة والقرى القريبة والقصية ....صخب وأسئلة وجع كبير : يجب أن يخضع أصحاب الضمائر إلى دورات تخفيف ضمائر ..... وأصحاب الأخلاق الجيدة الناجية من الآفات والأمراض السارية عليهم اقتناء ذبحات أخلاقية وامتلاك عيوب حلمية والتدرب على بشاعات العلاقات العامة والاحتيال وتمسيح أسوأ أنواع الأقمشة .‏

وانتشرت صالات ومراكز تنحيف الضمائر ليكون بمقدورها عرض أزياء التفاهات وأبهات الخرف الأخلاقي .... وتعددت أمكنة التدريب على أخلاق الفساد.... هل يعقل أن شهادات حسن السلوك والوطن صارت رهن لجان تحتاج إلى استبدال من أصغر همسة حلم إلى أكبر قناعة وأعلى رأي ??!! وعاد صوت الراسبين ظلماً : لابد من امتحانات عامة تتعلق بشهادة عليا واستثنائية: النهوض بأعباء الحب !! لاغنى عن هذه الرجعة إلى هذا النهوض قبل أن تنحدر جميع الروح والدروس والشهادات السلوكية والإدارية والعلمية والفنية والأخلاقية .... النهوض بأعباء الحب آخر الدروس الممكنة لوطن يعاني العديد من أفراد عائلاته الذبحات الأخلاقية الحادة وعفونات الضمائر و الوجود ??‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية