تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من الذاكرة الجولانية ..!!(كفر نفاخ) وحكاية الطاحونة

هذا جولاننا
الاثنين 29/9/2008
إسماعيل جرادات

الذاكرة الجولانية تنتقل بنا إلى كل حبة تراب من أرض جولاننا الحبيب, لأن هذه الحبة لها ذكريات عزيزة على قلوبنا جميعاً.. إنها تمثل الإرادة والصمود, والتحدي بوجه الغاصب المحتل.. وقدم من أجل حبة التراب هذه التضحيات وسقط الشهداء دفاعاً عن كرامة من يعشق تراب الوطن.

جولتنا اليوم في الذاكرة الجولانية تحط عند قرية تقع في منتصف الطريق الواصل بين مدينة القنيطرة وآخر نقطة على الحدود مع فلسطين المحتلة.‏

هي قرية جميلة يربطها بالعديد من قرى القطاع الأوسط طريق متفرعة.. فيها (طاحونة) يأتي إليها الناس من جميع القرى المجاورة بغية طحن القمح.‏

إنها قرية (كفر نفاخ).. هذه القرية التي يتميز سكانها بالطيبة, والبراءة, صحيح أنهم ليسوا بالكثر لكن تجمعهم المحبة مع سكان القرى المجاورة.. سكانها في غالبيتهم ليسوا من الملاكين للأرض, الأمر الذي دفعهم للعيش بما يشتغلون به, وما تدره عليهم (الطاحونة) التي لا تهدأ أحجارها عن الدوران ليلاً ونهاراً, لأنها كما قلنا الوحيدة في المنطقة, صحيح أنه يوجد في قرية (جليبينه)طاحونة لكن هذه الطاحونة موجودة على الحد الفاصل بين الأراضي السورية, والأراضي الفلسطينية المحتلة, الأمر الذي ينجم عنه تخوف من الذهاب إليها كون عدونا جباناً, ولا يراعي أي قيمة أخلاقية وإنسانية..‏

نعود لنقول:‏

إن قرية (كفر نفاخ) هي من القرى الجميلة, بكل ما تعني الكلمة من معانٍ, فهي بكل مكوناتها السكانية وغير السكانية تشكل مركزاً رئيسياً لاستقطاب الكثير من الناس إليها, هؤلاء الناس الذين كانت تشكل الرحلة إلى طاحونة القرية هدفاً رئيساً, وهؤلاء الناس كانوا ينتظرون طويلاً حتى يأتي دورهم في طحن القمح. وهذا أيضاً يشكل مورد رزق رئيسي..‏

الرحلة بين القرى المجاورة وقرية(كفر نفاخ) كانت تشكل رحلة تعب, كون واسطة النقل في هذه الرحلة كانت تتمثل في استخدام (الدواب) لأن السيارات الخاصة بالنقل كانت معدودة, هذا بالإضافة إلى كون غالبية الناس كانوا لا يملكون مالاً كافياً لاستئجار السيارة هذا من جهة, وعدم إمكانية إنجاز عملية الطحن بنفس اليوم الذي يمكن الوصول به إلى الطاحونة نظراً لكثرة الناس الذين يتواجدون لهذه الغاية من جهة ثانية..‏

على الرغم من أن الرحلة متعبة لكنها كانت جميلة وسعيدة, لأنها تجمع الناس من قرى عديدة, وعملية التجمع هذه ينتج عنها, تفاعل أسري واجتماعي له أثره الفّعال بين الناس, ويظهر هذا واضحاً في الأفراح والأتراح التي تتم في القرى, وهذا ما يميز أهل الجولان بصفة عامة.. هم متعاونون.. متحابون.. يساعد غنيهم فقيرهم.. أهالي قرية(كفر نفاخ) قدموا تضحيات جسام في الدفاع عن قريتهم وعن جولانهم الحبيب أثناء العدوان عام 1967.. هم يتوقون اليوم إلى اليوم الذي يناديهم فيه الواجب من أجل استعادة أرضهم المحتلة, لتعود إلى الوطن الأم سورية..‏

كما قلنا الرحلة بين (كفر نفاخ) التي تتواجد فيها الطاحونة, وبين القرى المجاورة تشكل حكاية لكل جولاني يتوق إلى تلك الرحلة التي كانت تشكل فرحاً حقيقياً له رغم قساوتها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية