تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بين المتنبي والدبلان

أبجد هوز
الاثنين 29/9/2008
معتصم دالاتي

في حمص شارع رغم صغره إلا أنه الأكثر شهرة في كل المدينة فمنذ ما يزيد على ستة عقود وحتى الآن يقصده الناس للكزدرة والتمشور, رغم أنه أصبح شارعاً تجارياً يضم البوتيكات,

وكانت نهاية هذا الشارع تفضي إلى مقهى ظريف يقصده المثقفون من أهل حمص بداية أعوام الأربعينيات من القرن الماضي, وحتى زمن ليس بالبعيد, وصاحب هذا المقهى كان اسمه أمين الدبلان فسمى مقهاه على اسم أسرته وهو حر في ذلك.‏

ولأن الشارع الذي يفضي إلى مقهى الدبلان لم يكن ليحمل اسماً رسمياً في ذاك الزمن فقد أطلق أهالي حمص اسم المقهى على ذلك الشارع فصار يعرف باسم شارع الدبلان, وبعد أن توسعت المدينة تم تشكيل لجنة لتسمية الشوارع واستعانت اللجنة ببعض أدباء حمص الذين لم يتركوا شارعاً وقع بحوزتهم إلا وسموه اسم شاعر أو أديب من المرحومين. فكان الدبلان من نصيب المتنبي. ولأن شارع الدبلان ليس بالشارع النكرة أو قليل القيمة وهو الأكثر شهرة في المدينة, وليس من السهل أن تنزع ما حُفظ في أذهان الناس أو تردد على ألسنتهم, كما أنه ليس بالموقف المعادي للمتنبي الشاعر المحبوب, وليس تحزباً لأمين الدبلان صاحب المقهى الذي هدم من زمن وحل محله حديقة عامة. بل إن للناس ذاكرة متوارثة ليس من السهل طمسها أو استبدالها بقرار من جهة رسمية ولعله كان من الجدير باللجنة الموكلة بتسمية الشوارع لو أنها تركت لأهل حمص دبلانهم ومنحت المتنبي شارعاً آخر, لكانت جنّبت شاعرالفروسية أن يقف أمام صاحب المقهى في مبارزة من أجل شارع ليخرج المتنبي مهزوماً أمام الدبلان.‏

أتذكر أن المتنبي كم سعى للحصول على ولاية ولم يفلح. وفي حمص أيضاً لم يفلح في الحصول على شارع والسبب سوء تقدير المسؤولين في ذاك الزمان.‏

اللهم امنح مسؤولينا في كل زمان ومكان القدرة على حسن التقدير وبعد النظر كي لا تكون قراراتهم مثل قرارات لجنة تسمية الشوارع في مدينة حمص.. أي مجرد لوحة صغيرة على جدار شارع, ونتحول نحن إلى شعراء لا نملك سوى الأمنيات.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 29/09/2008 04:29

من عيوبنا المستعصية أننا كلما تبؤأنا لجنة رسمية نناكف الناس ونغاير توجهاتهم.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية