تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نقل رفات الشاعر فيدريكو غارسيا لوركا

لوفيغارو -
ثقافة
الاثنين 29/9/2008
ترجمة: مها محفوض محمد

اثنان وسبعون عاما مضت على مقتل شاعر المقاومة في زمن العنف فيدريكو غارسيا لوركا.

كان ذلك في فجر 18 آب عام 1936 عندما وشى به أحد أصدقاء طفولته إلى عصابات أنصار فرانكو ولم يكن مضى أكثر من شهر على الانقلاب الذي قام به الجنرال فرانكو على الجمهورية الاسبانية واندلاع الحرب الأهلية التي دامت حتى عام 93.19‏

تم أسر لوركا واقتياده من أحدى القرى الاسبانية إلى الاندلس لاعدامه رميا بالرصاص ثم القاء جثته في حفرة قريبة من شجرة زيتون ليتحول المكان بعد ذلك إلى مقبرة جماعية دفن فيها حوالي ثلاثة آلاف شخص من الجمهوريين ثم غطتها أشجار الصنوبر.‏

المؤسف أنه لا توجد حتى اليوم شاهدة تدل على تلك الاضرحة وتذكر المارة بوجود ضحايا مجهولين حتى على ضريح الشاعر الكبير والذي أصبح مقتله رمزا لوحشية الحرب الأهلية الاسبانية.‏

وبعد عودة الديمقراطية بثلاثين عاما بقيت عائلة لوركا ترفض نقل رفاته كي لا ينبش القبر أو يمس المكان فهو بالنسبة لها مكان مقدس لا يجوز انتهاك حرمته.‏

لكن منذ أيام قليلة صرحت ابنة أخ الشاعر لورا غارثيا لوركا إلى صحيفة البايس بأنها تراجعت عن القرار مكرهة »كنا نتمنى أن لا يحدث هذا الأمر لكن لن نمانع احتراما لرغبة شركائنا الآخرين في هذه القبور« كما هي رغبة نيبس غاليندو التي تحلم منذ سنين بنقل رفات جدها الاستاذ دياسكورو غاليندو الذي يرقد بجانب الشاعر الكبير وكانت قد قدمت طلبا رسميا إلى الجهات المختصة لنقل رفات جدها إلى ضريح يليق بمقامه وباسمه الكبير.‏

القاضي الشهير بالتازار ثمارثون الذي اشتهر باصدار مذكرة توقيف بحق الديكتاتور الأرجنتيني آغوستو بينوشي يصدر أوامره بفتح القبور الجماعية وفي نيته فتح تحقيق حول الأعداد الكبيرة من الضحايا الجمهوريين الذين ذهبوا ضحية قمع وظلم فرانكو وبامكان القاضي أن يفرض على الهيئات المختصة تمويل عمليات الحفر والنقل وبحسب المختصين ومنهم المؤرخ ايان جيبسون كاتب السيرة الذاتية للشاعر أنه يمكن التحقق من هوية الضحايا بسهولة وبالنسبة للأستاذ غاليندو فقد كانت ساقه مبتوره قبل دفنه.‏

أما شاعر المقاومة فماذا حل بجسده بعد هذه السنين?‏

لورا التي مازالت تفضل بقاءه حيث هو تقول: إذا بدأت عمليات النبش والنقل سأغير رأيي مكرهة لكن سأنظم مأتماً جنائزياً لشاعر غرناطة الكبير لمن ترك ارثاً أدبياً عظيماً لشاعر عصره.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية