خاصة عندما يكون الوطن كاملا وما يجاوره ويحيط به , موضوعا لنجاح , وعندما يكون التفوق رصيدا عربيا ودوليا في حساب قيادة حكيمة عرفت كيف تصبر وتقاوم , وعرفت كيف تنتصر وتعمم الانتصار .
بالأمس كان لنا في سورية موعد مع جولة جديدة للإرهاب , كان لنا موعد مع حجارة العابثين ورصاص اللصوص الغادرين , مع سيارة مفخخة بالحقد والموت معا , طالت عددا من مواطنينا الأبرياء , توهمت وتوهم مرسلوها وأصحاب الأمر والإيعاز لها, أنهم سينجحون في تبديد روعة الانتصار والتفوق , وأنهم سيوقفون هذا المد السياسي السوري الناضج , أو أنهم سيربكون تلك الخطوات الواثقة السائرة - كعادتها - إلى التميز والرفعة العربية الاصيلة .. ألم يقل الرئيس العماد ميشال سليمان في رسالته التضامنية: إن دمشق عاصمة الرفعة العربية ?
بالامس أظهر العالم حبه الكبير وثقته العميقة بسورية وقيادتها , حملت الاتصالات والبرقيات الواردة من قادة العالم ومنظماته وهيئاته الدولية والاقليمية , والتي لاتزال تتوارد تباعا , حملت غضب العالم من أن يعاود الإرهاب استهداف سورية أو أن يثنيها عن ريادتها ونضجها السياسي في هذه المرحلة القلقة التي يعيشها , وفي هذا الموقع الذي تشغله سورية في العالم وعلى جغرافيته وفي ضميره الحي التواق الى السلام والاستقرار .
أظهر العالم أمس واليوم قدرا هائلا غير مسبوق من التضامن والتعاضد مع سورية , ولم يألفه بلد آخر تعرض لما تعرضت له سورية من إرهاب واستهداف , وهو إذ يفعل هذا من موقع الود والثقة المطلقة بسورية وقيادتها , فإنما يدلل من جهة ثانية على ما لسورية من دور وأهمية ينبغي الحفاظ عليهما من أجل سلام العالم وأمنه , ويؤكد من جهة ثالثة أن سورية كانت دائما على صواب وصحة اتجاه في ما انتهجته من سياسات ومواقف ووجهات نظر في قضايا المنطقة والعالم , وفيما أرادته لهذا العالم من خير وسلام واستقرار .
إنها الشهادة الأوثق والأعلى , والاعتراف الأوضح والأغنى بالمناقبية السياسية والأخلاقية التي تتمتع بها سورية وقيادتها , والتي كفلت خلال سنوات من الفوضى غير الخلاقة أبدا منع اشتعال المنطقة العربية , ومنع إعادة تفتيتها وتجزئتها , ومنع العبث بمصيرها ومصير شعوبها , مثلما حدت ومنعت اجتياحها العسكري والسياسي واسقاطها في بؤرة العنف والفوضى التي ارادتها اسرائيل ومن خلفها مصيرا لهذه المنطقة ومستقبلا مظلما لشعوبها .
وإذ تفخر سورية ويفخر السوريون بهبة العالم من حولهم ضد ما تعرضوا له , فإنهم يؤكدون للعالم مجددا أن الإرهاب ومن يقف خلفه ويخطط له ويموله , ومهما بذل من محاولات نجح في تنفيذها أو أخفق , سيظلون السلام الأول والأمضى في محاربة الإرهاب واجتثاثه سواء كان من عصابات التخريب والحقد الدفين الاعمى , أو كان إرهاب دولة منظم يحتل الأرض ويغتصب الحقوق ويرفض مقومات السلام العادل الشامل , وسيظلون على عهد العالم بهم وبوطنهم , أرضا للتسامح والحوار والتواصل بين كل الثقافات والحضارات وعلى مر الأجيال والعصور .