تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


واقع المرأة في خطاب عصر النهضة... التعليم وتوفير فرص العمل الأساس

مجتمع
الثلاثاء 30-3-2010م
متابعة: علاء الدين محمد

لم يكن من السهل على رواد النهضة تمرير خطابهم حول المرأة في مجتمعات تقليدية،تريد الحفاظ على القديم وتأنف التجديد،

فبعض التيارات العربية نظرت إلى جهود أولئك الرواد أنها نزعة إلى التغريب والتفريج، إضافة لذلك ما هي إلا هدم الأسس التي تقوم عليها العائلة.‏

إن أفكارهم التنويرية أثارت ضجة في المجتمعات وشنت عليهم حروب وعانوا ما عانوه أمثال قاسم أمين، والطاهر الحداد، لكن على الرغم من ذلك نجحت حركة المرأة العربية في تحقيق بعض المكاسب وخاصة في باب القوانين المنظمة للأسرة، والتي توفر فرص التعليم والعمل والمشاركة في الحياة السياسية . في صالةالسيد للفنون الجميلة أقيمت ندوة بعنوان(قضية المرأة في خطاب عصر النهضة وفي الواقع الراهن) شارك فيها كل من أ. حنان نجمة ود. ماهر الشريف حيث تحدثوا فيها عن الأثر الذي تركه خطاب عصر النهضة على الحركة النسائية وأدى إلى تبلور مطالب واضحة بالتوازي مع التطور الذي طرأ على النضال الوطني.‏

- الارتقاء بوضع المرأة-‏

كان الشيخ الطهطاوي من أوائل الذين شددوا على أهمية تعليم المرأة، وتوفير فرص العمل أمامها، لما لذلك من انعكاسات إيجابية عديدة على المجتمع بأسره، حيث كتب: ينبغي صرف الهمة في تعليم البنات والصبيان معاً، لحسن معاملة ومعاشرة الأزواج فتتعلم البنات القراءة والكتابةوالحساب وهذا ما يزيدهن أدباً وعقلاً، ويجعلهن بالمعارف أهلاً،ويصلحن به لمشاركة الرجال في الكلام والرأي، فيعظمن في قلوبهن ويعظم مقامهن، لزوال ما فيهن من سخافة العقل والطيش، ما ينتج من معاشرة المرأة الجاهلةلمرأة مثلهاوليمكن المرأة عند اقتضاء الحال أن تتعاطى من الأشغال والأعمال ما يتعاطاه الرجال على قدر قوتهاوطاقتها،فالعمل يصون المرأة عما لا يليق ، ويقربها من الفضيلة، وإذا كانت البطالة مذمومة في حق الرجال فهي مذمةعظيمة في حق النساء، فإن المرأة التي لاعمل لها تقضي الزمن خائضة في حديث جيرانها فيما يأكلون ويشربون ويلبسون ويفرشون وفيما عندهم وعندها.‏

فرح أنطون‏

يكون الرجال كما تريد النساء فإذا أردتم أن تكونوا عظماء وفضلاء فعلموا النساء ما هي العظمة والفضيلة ، فقد خصّ مجلته( الجامعة) ببابين ، هما باب التربية والتعليم،وباب المرأة والعائلة، معتبراً أن أوان التربية العائلية قبل التربية المدرسية، فالأولى أساس للثانية، والتربية العائلية من شؤون المرأة ووظيفتها لأنها أم، والأهم هي المربية الطبيعية، فالمرأة هي إذاً التي تضع بيدها اللطيفة النحيفة في روح الأمة ذلك الأساس الوطيد الذي يجب أن تنبني عليه الفضائل ففي إصلاح شأن المرأة إصلاح الهيئة الاجتماعية كلها، ولم يتوقف فرح انطون في مساعيه لمعالجة قضية المرأة وتعليمها في نطاق مجلة الجامعة، بل عمل على انشاء مجلة« السيدات والبنات» لأخته روز وكتب العديد من المقالات التي تعنى بشأن المرأة.‏

- قاسم أمين-‏

من منطق قناعته بضرورة تمكين المرأة أبرز أهمية دخول المرأة ميدان العمل، فمع إقراره أن الفطرة أعدت المرأة إلى الاشتغال بالاعمال المنزلية وتربية الاولاد وجعلتها معرضة لعوارض طبيعية كالحمل والولادة والرضاعة لا تسمح لها بمباشرة الأعمال التي تقوى عليها الرجال إلا أنه رأى أن من الخطأ أن نبني على ذلك أن المرأة لا يلزمها أن تستعد للتعليم والتربية والقيام بمعاشها وما يلزم لمعيشة أولادها... وذلك لأنه يوجد في كل بلد عدد من النساء لم تتزوجن وعدد آخر تزوجن وانفصلن بالطلاق أو موت الزوج ومن النساء من يكون لها زوج ولكنها مضطرة إلى كسب عيشها بسبب شدة فقره أوعجزه أو كسله عن العمل. ومن النساء عدد غير قليل متزوجات وليس لهن أولاد ، كل هؤلاء النسوة لا يصح الحجر عليهن عن تناول الأشغال الخارجية عن المنزل بحجة أن لهن أزواجاً قائمين بمعاشهن، أو لأن عليهن واجبات عائلية أو لوجود عوارض طبيعية تحول بينهن وبين العمل.‏

أسباب تخلف المرأة‏

أهمها الاستبداد المسيطر على المجتمع والجهل الذي تعاني منه المرأة نتيجةحجبها داخل البيت وحرمانها من فرص التعليم والعمل والنظرة الدونية إليها، بالإضافة إلى بعض الظواهرالاجتماعية التي تنعكس سلباً على حياتها مثل تعدد الزوجات والزواج المبكر ولجوء الرجل إلى الطلاق بأيسر السبل، اعتبر قاسم أمين أن الاستبداد عندما يغلب على أمة يتحول إلى ظاهرة مجتمعية ، حيث ينفث روحه في كل قوي بالنسبة إلى كل ضعيف متى مكنته القوة من التحكم فيه.‏

كمال عبد اللطيف يقول: إن درجة الضغط الموجهة ضد النساء في كثير من أبواب الحياة داخل المجتمع يعني أن معركة تحرير المرأة في فكرنا وواقعنا لا تزال تستدعي بذل جهود مضاعفة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية