بمشاركة رئيس الكنيست روفن ديفلين وعدد من الوزراء في حكومة بنيامين نتنياهو وكبار حاخامات اسرائيل.
ويتوسط الكنيس الحي اليهودي داخل البلدة القديمة، وهو حي أقيم على أنقاض حارة الشرف في أعقاب احتلال القدس في العام 1967.
وتعد جماعات يهودية الكنيس الموقع الديني الأكثر أهمية منذ خراب الهيكل الثاني مطلع القرن الميلادي الأول. ويعزو هؤلاء لإعادة بنائه أبعاداً غيبية تتصل بنبوءات عن إقامة الهيكل الثالث.
وبحسب مقولة أطلقها حاخام يهودي في القرن الثامن عشر فإن موعد بناء «كنيس الخراب» هو السادس عشر من آذار 2010 على أن يقام على أنقاض المسجد الأقصى.
وبما أن الظروف غير مواتية لذلك ارتأت هيئة المشروع الاسرائيلي الحكومية أن يقام هذا الكنيس على مقربة من المسجد الأقصى وعلى أنقاض مسجد آخر على أن تكون قبة الكنيس أعلى من قبة الصخرة.
وبحسب مؤسسة الأقصى فإن بناء كنيس الخراب جاء بناء على قرار اتخدته الحكومة الاسرائيلية عام 2001 فيما تبلغ كلفته نحو 45 مليون شيكل.
وقد ساهم في التمويل، إضافة إلى وزارات المؤسسة الإسرائيلية عدد من الأثرياء اليهود والجمعيات الاستيطانية اليهودية.
وأضافت مؤسسة الأقصى: إن «كنيس الخراب» أقيم على بناء عثماني كان يقع ضمن الأبنية المجاورة للمسجد العمري، وهو يقع على أرض وقفية وعلى حساب منازل فلسطينية تابعة لحارة الشرف، وهي حارة كبيرة في البلدة القديمة من القدس.
وتزعم الرواية اليهودية أن الكنيس بني للمرة الأولى في القرن الثامن عشر فوق مكان كان في الأصل معبداً يهودياً قديماً، لكنه تعرض للهدم على أيدي المسلمين مرتين:
الأولى عام 1712 انتقاماً من أتباع الحاخام يهودا الذين تهربوا من سداد ديونهم والضرائب المفروضة عليهم حسب زعمهم، والثانية عام 1948 عندما تحصنت فيه مجموعة من عصابات «الهاغانا» فحاصره قائد الفيلق الأردني، عبد الكل وفجره بعد إخلائهم منه.
ويتكون الكنيس من أربع طبقات تعلوها قبة بيضاء ضخمة، ويبلغ ارتفاعه 25 متراً، وهو بذلك يعد المبنى الأكثر ارتفاعاً في البلدة القديمة بحيث يطل من عل على المسجد الأقصى وقبة الصخرة.
بافتتاح هذا الكنيس رسمياً يدخل المسجد الأقصى في دائرة الاستهداف الشديد وخصوصاً بعد اقتطاع مساحات منه لتكون مكاناً مخصصاً لصلاة اليهود في باحاته، وذلك في سيناريو شبيه بما حصل في المسجد الإبراهيمي في الخليل حيث جرى تقسيم الحرم بين المسلمين واليهود.
ومع أن الخطر جدي جداً، هذه المرة باعتبار أن بناء «كنيس الخراب» مشروع تهويدي مرتبط ببناء الهيكل إلا أن هذا الخطر الذي يتهدد الأقصى كان قد شهد منذ مدة تصاعداً في الاعتداءات ذات الأوجه المتعددة بهدف تحقيق النبوءة بانطلاق العد العكسي لبناء الهيكل الثالث، إذ إن هذه النبوءة لاتغادر العقل اليهودي على اختلاف انتماءاته منذ احتلال القدس في عام 1967 ، حيث بدأت تظهر المطالبات بإعادة بناء الكنيس من جديد إلا أن حاخامات الدولة اكتفوا ببناء قوس تذكاري لهذا الكنيس لأنه لايمثل معلماً مهماً، وظلت الحال على هذا المنوال حتى بدأت خطط التهويد للقدس تأخذ طابع الإسراع.
وفي عام 2001 أقرت الحكومة الاسرائيلية بناء هذا الكنيس وبدأ العمل الفعلي في المشروع عام 2006 بتكلفة بلغت عشرة ملايين دولار.
جرى بعدها بناء مدينة يهودية أسفل المسجد الأقصى وفي محيطه تشمل نحو 25 موقع حفريات، وصل العمل في بعضها إلى مراحله النهائية، وخصوصاً في الجهة الجنوبية للمسجد، كما تم إفراغ محيط الأقصى من أهله من خلال قرارات الهدم المستمرة في حي البستان جنوب المسجد الأقصى الذي تطلق عليه سلطات الاحتلال تسمية «الحوض المقدس»، وشمال المسجد الأقصى وبالتحديد في حي الجراح بالبلدة القديمة تم طرد الفلسطينيين السكان الأصليين من بيوتهم ومصادرتها بدعوى أنها أقيمت دون ترخيص.
عدا عن ذلك فقد منعت سلطات الاحتلال الأوقاف الإسلامية من أعمال الترميم للمسجد الأقصى وعاقبت حراسه لأنهم تصدوا للجماعات اليهودية أثناء محاولاتهم اقتحام باحات المسجد.
وصعّدت قوات الاحتلال وتيرة الاقتحامات لتعويد الفلسطينيين بشكل خاص والمسلمين بشكل عام عن إمكانية دخول اليهود لأداء الصلاة داخل الأقصى مستغلين الظرف الدولي الذي يسمح للصهاينة الإسراع في التهويد خصوصاً في ظل المهيمن الأميركي عالمياً والضامن الاستراتيجي لأمن اسرائيل.
وفي ذروة التوتر الذي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة نتيجة الاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى خرج علينا الحاخام المتطرف عوفيديا يوسف الزعيم الروحي لحركة «شاس» العنصرية محرضاً اليهود على طرد الفلسطينيين من القدس، قائلاً لهم ولحكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة: في القدس لايسكن سوى شعب اسرائيل والسور يكرس قداسة المكان ولايسكن في المكان سوى اليهود، وكل الأغيار جميعاً سيأتي المسيح ويحرمهم كلهم، هكذا دفعة واحدة ويلعن أباهم.
إن تدشين مايسمى كنيسة الخراب بالقرب من أسوار المسجد الأقصى ليكون مقدمة وتوطئة لوضع الحجر الأساس لليهكل الثالث المزعوم يعد سرقة للمعالم الإسلامية وجريمة بحق القدس والأقصى، ومع ذلك يبقى هناك من العرب من يراهن على المفاوضات ويقبلون بحل كما تشتهي اسرائيل زاعمين أنهم لايملكون من وسيلة إلا التفاوض، وهم من حيث يدرون أو لايدرون يمنحون اسرائيل الوقت اللازم للاستيلاء على القدس بالكامل وتهويدها وملاحقة الفلسطينيين وطردهم من بيوتهم.
فمتى يدرك النظام الرسمي العربي أن اسرائيل قوية عندما يكون العرب ضعفاء، واسرائيل ضعيفة عندما يكون العرب أقوياء وموحدين؟