ومع بداية هذا المشروع صرح ديب عن فكرة تشكل هماً وهاجساً مؤرقاً له تتمثل في تحويل مادة الإسمنت المستخدمة لأغراض إنشائية في البناء إلى مادة نبيلة من حيث التأثير البصري والاستخدام الفني والاستفادة من ماهيتها للتعبير الفني وذلك من خلال موقف يواجه مظاهر التوسع العمراني المعتمد على الإسمنت والذي يمتد على حساب ماهو عريق من المباني القديمة والأثرية الخالية من أي تلوث بصري في المدن العريقة ومنها دمشق.
وتم تجسيد هذه الفكرة الخلاقة بإنتاج مجموعة كبيرة من الأعمال بمشاركة عدد من الفنانين وذلك باستخدام مادة الإسمنت والتنقيب في طاقاتها بحثاً عن التأثير البصري والمضمون المكتنز والمواضيع المتعددة، وكل ذلك ضمن هذه الورشة التي لم تقيد ذاتها بمكان حيث يمكنها التنقل بين مكان وآخر ومدينة وأخرى وعرضت نتاجها في دمشق وتدمر واللاذقية.
ومؤخراً واستكمالاً لخطة الورشة في امتداد رقعة نشاطها دعا الفنان ديب مجموعة من النحاتين من الحسكة والمدن السورية الأخرى لإقامة ورشة في مدينة الحسكة ليوضع النتاج الفني في مكان عام بالمدينة أمام الجمهور وبشكل دائم وذلك بعد قيام ديب بالتنسيق مع بلدية الحسكة، وعلى هذا الأساس تم نقل الورشة إلى المدينة المذكورة حيث بقيت ما يزيد على عشرة أيام في ضيافة بعض الفنانين بينما الترتيبات جارية ومنها تحضير المكان الذي ستوضع فيه الأعمال وبقي الانتظار سيد الموقف لحين الإيعاز ببدء العمل وفي هذه الأثناء لم يتمكن النحات ديب من لقاء صاحب القرار والذي أوعز بشكل شفهي بتسهيل سبل إقامة هذه الورشة للسيد رئيس البلدية، وفجأة أخبر الأخير النحات ديب بضرورة مغادرة الورشة مدينة الحسكة والعودة لاحقاً دون بيان السبب أو موعد معين وقد علم «المحرر» من ديب بهذا الخبر وقمت بمهاتفة السيد رئيس البلدية للاستفسار عن حيثيات هذا الموضوع ولم يعطني جواباً واضحاً سوى أن لامواقفة نظامية لذلك.
وهنا يبدو التساؤل ملحاً عن ماهية هذه الموافقة وهل من مبرر لتعقيد أي مشروع ثقافي أو فني من شأنه تزيين أو تجميل أو نشر المعرفة ورفع الذائقة البصرية للجماهير حين يرغب الفنان في المشاركة ببناء الوطن. وخاصة أن التنسسيق كان جارياً في هذا الخصوص ولم تنتقل الورشة إلى المدينة المذكورة إلا بعد لهجات الترحيب والوعود بتأمين سبل التنفيذ اللائقة، وفي النهاية أنقل بأمانة رغبة النحات ديب في الاعتذار لفناني الحسكة ممن كانوا متحمسين لهذه الورشة عما حصل وذلك نيابة عمن أعاق عمل هذه الورشة!
وهنا نختم بالتساؤل عن حقيقة خطرة من شأنها إيقاف مثل هذه النشاطات الثقافية والفنية المهمة التي تهدف لإغناء المدينة وهل الموضوع يتعلق ببعض المزاجيات؟
والرجاء حاضر لبيان حقيقة ماحصل من الجهة المعنية وبكل شفافية.