درس علوم اللغة في كمبريدج، وتعرف إلى برتراند راسل، الذي جعله يحب الفلسفة، ويتحول إلى دراستها. وهكذا فقد اختص بالأخلاق. وبعد تخرجه بتفوق، عين محاضراً في كلية ترينيتي، ثم أستاذاً في الكلية التي تخرج منها من عام 1911حتى تقاعده 1939.
تخلص مور من المثالية التي كان متأثراً بها، وهاجم فلسفة هيغل وباركلي وأستاذه ماكتغارت.
ويعد مور رائد الحركة الواقعية الجديدة، وأكبر شخصية مؤثرة في نموها وتطورها. ومع ذلك فقد ظل امتداداً للتقاليد الإنجليزية العريقة في الفلسفة.
شغل منصب رئيس تحرير مجلة «الفكر» ما بين عامي 1921 و1947. منح وسام الاستحقاق، وسافر بعد تقاعده إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ليحاضر في بعض جامعاتها، أثناء الحرب العالمية الثانية. وفي عام 1941 عاد إلى إنجلترا، وعمل محاضراً في بعض الجامعات، وانكب على كتابة المقالات الفلسفية حتى وفاته 1958.
أحدث تأثيراً كبيراً على فلاسفة عصره الإنجليز، حتى قال عنه برتراند راسل: «إن مور ظل لعدة سنوات يحقق في نظري المثل الأعلى للعبقرية».
أصدر كتابه الأول «أصول الأخلاق» وهو في الثلاثين من عمره، وهو الكتاب الذي فتح العيون عليه لشدة إتقان أفكاره وجدتها. وفي عام 1912 صدر كتابه «علم الأخلاق»، ثم مجموعة مقالات بعنوان «دراسات فلسفية» عام 1922. وآخر كتاب نشره في حياته كان «بعض المشكلات الرئيسة في الفلسفة» الذي صدر عام 1953. وبعد وفاته بعام، أي عام 1959، مجموعة مقالات تحت عنوان «بحوث فلسفية».
رغم قلة مؤلفاته، إلا أنه استطاع أن يتفرد في طرح منهجه التحليلي في مجالي المعرفة والأخلاق، ويسلك طريقاً مستقلاً عن جميع المذاهب والآراء التقليدية. لقد مهد الطريق لعلم الأخلاق. ففي كتابه «أصول الأخلاق»، تبرز المشكلة الأساسية في تعريف الخير، ويؤكد بأن الخير صفة بسيطة غير قابلة للتحليل، ومعرفته تكون بنوع من الحدس البسيط. ومن هنا يعد مور مؤسس النزعة الحدسية في علم الأخلاق، معارضاً وناقداً للمسلمات الميتافيزيقية عند الرواقيين وسبينوزا وهيغل، التي – بنظره – لا يمكنها أن تقدم جواباً على سؤال: ما الخير؟