|
الأوبرالية ســـوزان حـــداد:الغناء العربي حاجتي الأساسية ملحق ثقافي وتخرجت من المعهد بنجاح عام 1999. في الوقت نفسه تابعت دروس الغناء مع الأستاذة ومغنية الأوبرا السورية آراكس تشكجيان، وفي عام 2002 سافرت إلى هولندا وبدأت الدراسات العليا في الغناء الأوبرالي والصوت بمدينة ماسترخت مع الأستاذ البلجيكي آكسل افررت والأستاذة ميا بيسلينك، وحصلت على الماجستير في الدراسات الصوتية والأوبرا، في عام 2005، ومن ثم التحقت بالعديد من ورشات العمل مع مغنين عالميين مثل إليانا كوتروباش في فرنسا وفيوريكا كورتيز في أسبانيا وإللي ايميلينغ في هولندا.
قدمت سوزان العديد من حفلات الغناء الأوبرالي إفرادياً في أوروبا وأميركا اللاتينية والدول العربية وغنّت العديد من الأعمال الهامة ومن أبرزها: دورها «دايدو» في أوبرا دايدو واينياس للمؤلف هنري بورسل في تونس ضمن مشروع أوروبي متوسطي مشترك تحت رعاية الإتحاد الأوروبي،. ودورها «تسيتا» في أوبرا جان سكيكي للمؤلف بوتشيني في هولندا،ودورها «ستورمه» في أوراتوريو يافت للمؤلف هاندل الذي قدم في جينبف – سويسرا، بالإضافة إلى الكثير من الأدوار الإفرادية في أعمال مثل: كارمينا بورانا للمؤلف كارل أورف، القداس الجنائزي للمؤلف موزارت، قداس متى وقداس يوحنا للمؤلف باخ، آلتو رابسودي مع كورال الرجال للمؤلف برامز، كما غنت في ساحة الفاتيكان لقداسة الحبر الأعظم يوحنا بولس الثاني في أثناء احتفال تطويب أحد القديسين، وأيضاً أثناء القداس الاحتفالي الذي أقامه بابا روما عندما زار سورية في الهواء الطلق بملعب العباسيين، بالإضافة إلى حفلات كثيرة داخل سورية وفي العالم سواء في الغناء الأوبرالي أو في الغناء العربي. إنها المغنية الأوبرالية السورية سوزان حداد ناقشنا معها قليلاً من تجربتها في الحوار التالي: •من المعروف بأن دراستك في الغناء الأوبرالي، ما هو سبب كثرة حفلاتك الغنائية الشرقية في الفترة الأخيرة؟ ••ربما صدفة، ولكن لا أنكر حبي للغناء العربي حتى تكاد تكون حاجة أساسية لي، وأجد نفسي فيه أكثر من الغناء الكلاسيكي الغربي، عندما أغني هذا النمط أحس بأن المتلقي أصبح أقرب لصوتي وأشعر بهم أيضاً كما يشعرون بي وكأنه اتصال روحي، إضافة لذلك فلا جمهور للغناء الأوبرا لي عندنا كما يجب بعد. •آخر حفلة بالغناء العربي لك كانت في دار الفنون «Art House» مع مرافقة آلة بيانو فقط، حدثينا عن هذه التجربة؟ ••في الحقيقة إنها ليست الأخيرة، بل قدمت عدة حفلات بعدها، ولكن أستطيع القول إن هذه الحفلة كانت نقطة تحول بالنسبة إلي، فعندما جربت الغناء العربي بمرافقة آلة البيانو فقط هذه الآلة التي تعتبر آلة موسيقية غربية بحتة، ولا تحتوي على أرباع التون التي تميز الموسيقا العربية عن الغربي، استمتعت بهذه التجربة، ولكن كان هناك شيء ناقص خصوصاً عندما كنت أغني مقامات عربية وأرباع التون. فضلت بعد هذه التجربة الغناء مع عدة آلات إضافة للبيانو كالتشيلو والفيولا والناي والإيقاع. •متى سنرى مشروعاً خاصاً بك، بكلمات جديدة وألحان جديدة؟ ••قريباً أنشاء لله، وهذا ليس بالأمر السهل، فهو يحتاج إلى جهود كبيرة وتعاون بين مؤلف موسيقي مبدع ومغني متمكن وكاتب الكلمات، وهدفي أن أقدم أعمال غنائية جادة وذات قيمة وهذا يحتاج إلى الكثير من التفرغ والاستعداد المادي والتعاون بين عدة جهات أكون أنا أحداها. • إلى متى سيكون التقليد هاجساً للمغنيات السوريات الجادات ؟ هل الأزمة في الكلمة أم في اللحن؟ ••الأزمة في كل شيء. فهذا الزمن هو زمن انحطاط الفن، زمن تحكم المادة في كل شيء، والمغنيات الجادات لا حول لهن ولا قوة. •تجربتك في الداخل معروفة، هل تحدثينا عن تجاربك في الخارج ؟ ••كما تعلم أنا درست في أوروبا علم الصوت والغناء الكلاسيكي والأوبرا وحصلت على الماجستير، خامة صوتي صنفت بالنادرة من حيث القوة والجمال والنوع «كونترألتو» قدمت أثناء الدراسة الكثير من الحفلات الكلاسيكية، وشاركت بعروض الأوبرا بأدوار رئيسية وغنيت الأوراتوريو وهو الأعمال الدينية وكان هذا في كل دول أوروبا، النمسا، سويسرا، ألمانيا، فرنسا، بلجيكا، هولندة، إيطاليا وغيرها. بعد إنهاء دراستي فضلت العودة إلى وطني سوريا وفضلت الغناء بلغتي العربية، ولكن بأسلوب جديد خاص بي سخرت له علم الصوت والحس العالي الذي أصله الغناء الكلاسيكي. الآن أسافر كثيراً وأشارك عندما تأتيني دعوات للمشاركة كان أخرها في النمسا -جنيف وأود القول إني أرفض عقود عمل في الخارج، كان آخرها مع دار الأوبرا العالمية في فيينا، وقد يبدو هذا جنوناً، ولكن الحقيقة أني لا أحب الاغتراب، فأوروبا بالنسبة إلي سجن كبير وغربة قاتلة. •كرست بعض السنوات من عمرك لدراسة الغناء الأوبرالي. ألا تعتقدين بأن هذه السنوات ذهبت هباء طالما العمل في هذا البلد بهذا الاتجاه قليل؟ ••درست خمس سنوات في المعهد العالي للموسيقى بدمشق وحصلت على الأجازة في الموسيقى والغناء، ودرست خمس سنوات في الكونسرفاتوار بمدينة ماسترخت هولندا بالإضافة للدراسة الخاصة في فرنسا وبلجيكا، وعلم الصوت علم رائع. لم أندم أني درسته ولن أندم فأنا أمتلك مدرسة غناء مهمة جداً وصوتاً هاماً أيضاً، ليس الغناء الأوبرالي الذي تمكنت منه فحسب بل مدرسة الصوت أيضاً التي تساعدني على غناء أي لون أريده: عربي، غربي، و حتى مرتلة بيزنطي أو مرتلة القرآن، علم الصوت هو علم أينما كان وهو علم أقدمه لتلاميذي هنا أيضاً. وقد قال لي شيخ يرتل القرآن وهو مشهور وقد حضر لي حفلة غناء عربي بدار أوبرا بدمشق بأني أغني كما يرتل الشيوخ وأتميز عنهم بقوة النفس. هذا الكلام أسعدني إن دل فهو يدل على أن علم الصوت الغربي هو نفسه علم الصوت الذي يجيده مرتلو القرآن. •بعد ما يقارب عشرين عاماً من تأسيس المعهد العالي للموسيقى، برأيك أين وصلت الموسيقى السورية وأين تتجه؟ ••ليس عندي إجابة على هذا السؤال! •برأيك ما هو مدى دور الإعلام في نشر الثقافة الموسيقية التي تسعون إليها أنتم كموسيقيين أكاديميين؟ ••للإعلام دور كبير في نشر الثقافة الموسيقية الراقية سواء الغربية أو العربية ولكن على حد علمي التلفزيون السوري مقل في برامجه وخاصة في الموسيقا الكلاسيكية الغربية حيث يوجد برنامج واحد على المحطة الأرضية الأولى واسمه لغة العالم يعده ويقدمه فاهيه تمزجيان، وهو شخص محب للموسيقى الكلاسيكية وملم بها. •عموما حضرتك مقلة في حفلاتك، فما هي مشروعاتك القادمة؟ ••أنا كمغنية شابة أمتلك مقدرات غنائية على مستوى عالمي، أعاني هنا في بلدي من مشكلة كبيرة وهي انعدام شيء اسمه إدارة أعمال فنان، أعاني من عدم معرفة الجمهور بي، فأنا معروفة من القلة النخبة فقط. وهنا يأتي دور الإعلام بالتعريف بنا. مشاريعي القادمة ستكون في أمريكا اللاتينية، والأرجنتين تحديداً. •بصراحة، إذا طلب منك حفلة فهل تختارين الغناء العربي أم الغربي؟ ••سأختار الغناء العربي بمرافقة أوركسترا سيمفوني وقائد أوركسترا مليء بالحيوية. يعني سأغني غناء عربياً والموسيقا المرافقة موزعة لأوركسترا وأتمنى تحقيق ذلك قريباً.
|