تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ستيفن كينج.. ملك الرعب روائياً وسينمائياً

ثقافة
الثلاثاء 5-11-2013
لميس علي

بعد ستة وثلاثين عاماً ألحق ستيفن كينج عمله «اللمعان أو البريق» بجزءٍ ثانٍ تحت عنوان «دكتور سليب_ دكتور نوم» صدر في بريطانيا عن (هودر)..

وكان الكتاب في الشهر الفائت تصدّر قائمة نيويورك تايمز للكتب الأكثر مبيعاً في أمريكا سواء للنسخ الإلكترونية أو الورقية لثلاثة أسابيع متوالية.‏

حل كينج أحجية الشهرة.. على أكثر من صعيد.. روائياً.. سينمائياً.. وعن طريق ارتقائه بما يسمى أدب الرعب محوّلاً إياه من مجرد أدب يُعتبر للتسلية إلى خانة الأدب الراقي الذي يستحق التصنيف ضمن أدب كبار الكتّاب.‏

كعادتها هوليوود في صيد مشاهير الأدباء.. كان أن أوقعته بشباكها.. ولأن غالبية نتاجه يصنّف ضمن نوع «الرعب».. انسحب الأمر على معظم الأفلام التي اُقتبست عن رواياته.. ليغدو، وبحسب النقاد، كاتباً يختص بالرعب فأطلقوا عليه (ملك الرعب).‏

بنظرة أكثر عمقاً لما كتب كينج.. تبدو أعماله غير منحازة لمنطقة الرعب بمقدار ما تنحاز لمنطقة الأجواء الغرائبية و الفوق طبيعية.. على سبيل المثال وحده فيلم (الميل الأخضر) يمكن أن يعطي نظرة واضحة عن تلك الحالات التي رغب دائماً بصيدها وعرضها على متلقيه.. أجواء تميل نحو إعطاء الشخصيات فيها مقدرات تقترب من كونها خارقة.. ومع ذلك لا تخلو من محاولاته التعويض عن أخلاقيات مفتقدة.‏

نقطة التحوّل الأبرز لدى كينج جاءت عام 1994، عندما حوّل المخرج فرانك دارابونت إحدى قصصه إلى فيلم بعنوان «وداعاً شاوشانك» ليتحوّل إلى واحدٍ من أشهر الأفلام التي عرفتها السينما.. بالطبع لم يكن أولى أعمال الكاتب التي تنقل إلى الفن السابع لكن ميزة التجربة أن الفيلم لم يكن في خانة أفلام الرعب وهو ما عكس كون كينج أديباً حقيقياً أصيلاً.‏

آخر كتاباته «دكتور سليب» تحكي وتتابع مصير الفتى داني الذي يتمتّع بظاهرة (اللمعان _الرؤية الخارقة).. يحيا حياة القاع.. يحاول الهرب مما ألحقه به والده من مضار.. فيلتحق بدار لمعالجة الإدمان. بسببٍ من قدرته اللامعتادة يساعد الذين يشرفون على الموت ليرحلوا بهدوء وسلام.. ولهذا يلقبونه «دكتور سليب_ نوم».‏

نقطة التقاطع بين الجزأين تبدو منحصرة بموضوعة الإدمان. في الأول «اللمعان أو البريق» كتب عن جوني المدمن على الكحول.. وفي الثاني «دكتور سليب» كتب عن داني الذي أقلع عن الشراب.. بالعموم الروايتان تقدمان عوالم الداخل إلى جحيم الإدمان.‏

بنوع من الإصرار على مواجهة كافة ظروف الحياة كان أن تميّز ستيفن كينغ.. هل تراه يلمّح في أدبه ويتخّذ منه وسيلة للتدليل على كون الإنسان فعلياً، إذا ما أصر على شيء، فهو صاحب مقدرة و إرادة لا تقهر في سبيل نيل غايته.. ؟‏

كينج أصر فلم يمنعه المرض ولا ظروفه السيئة ولا أي شيء آخر من متابعة مشروعه في الكتابة.‏

تخرّج من الجامعة عام 1970، لينتقل من كونه طالباً إلى كونه مدرساً في ذات الجامعة.. حينها أصابته أمراض لا مرض واحداً.. ارتفاع ضغط الدم، ضعف البصر، وثقب في طبلتي الأذن. عمل جاهداً في سبيل زواجه من فتاة التقاها في الجامعة فكان يعمل نهاراً في أحد المحلات ويبيع قصصه للمجلات.‏

في فترة لاحقة مرضت والدته بالسرطان فكان يرعاها في النهار ليتفرّغ ليلاً للكتابة في كراج البيت.. بمثل هذا الظرف كتب روايته الثانية «العودة الثانية»، غيّر اسمها لاحقاً، تحكي عن مصاصي الدماء.‏

عام 1999، تعرّض لحادث سيارة تهشّمت عظامه بسببه، ومع ذلك لم يقضِ وقته يستريح إنما عمل على إكمال رواية قصيرة (بلانت) نشرها إلكترونياً..‏

مجمل تلك الظروف لم توقف الروائي عن متابعة السير في دنيا الأدب التي اختار.. ولعلّها بالنسبة لكاتب مثله لم تكن سوى ذريعةً إضافية زادته إصراراً في حب الكتابة.. و المواجهة.. والتحدّي.‏

يُذكر لكينج أولى قصة باعها كانت «الأرض الزجاجية» عام 1967، أما أولى رواياته فكانت «كاري» تتحدث عن فتاة غريبة الأطوار لديها قدرة على تحريك الأجسام عن بعد.. يروي كينج أنه كتب هذا العمل لقتل الوقت لكنه عندما عرضها على أحد دور النشر عام 1973، نشرتها الدار على الفور وانبهر بها النقاد.. فنصحه مدير التحرير في الدار بأن يتفرّغ للكتابة.. وهو ما عمل بموجبه فلم يندم.. يذكر كينغ نفسه أن رصيده يزداد بمقدار (10) ملايين دولار أسبوعياً من أرباح إعادة طبع رواياته.. وباع حتى الآن أكثر من (300) مليون نسخة .. وترجمت رواياته لأكثر من (35) لغة.. تجاوزت رواياته الاثنين والأربعين رواية.‏

من أشهر أعماله التي حوّلت إلى أفلام: «كاري، كريستين، وداعاً شاوشانك.. «.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية