واستنفروا لهذه الغاية محطات وفضائيات كثيرة فكان الشكر الأكبر للسيد الرئيس بشار الأسد، وكانت الحقيقة الثانية وهي عدم امتلاك عدونا لأي من القيم التي يتشدّق بها المدافعون عن هذا العدو وستكشف الأيام القليلة القادمة المزيد من الحقائق ليس بالنسبة لنا فنحن نعرف كل شيء، وإنما من وقف معظم الوقت على التلّ أو من صدّق خطاباتهم “الحربائية” إن امتلك الشجاعة فسيعترف أنه كان على خطأ بحقّ البلد الأجمل في العالم..
ما أعظمكِ يا سورية، الكل فيكِ في خندق الدفاع عنك كأسنان المشط، ولمن كان يقول إن “ أركان النظام السوري” يدفعون بأبناء سورية للموت سواء أكانوا معارضين أم موالين، عسكريين أم مدنيين نقول: في محراب سورية نصلّي معاً خلف إمام واحد هو حبّنا لسورية، ومكرمة الشهادة دفاعاً عن تراب سورية سما بها المجنّد كأصغر رتبة عسكرية ونالها وزير دفاع وضباط قادة، ونام في خلدها مزارع وأستاذ جامعي، ولم تكن حصراً على شاب دون يافع أو على رجل دون امرأة..
ما أعظمكِ يا سورية، رغم الحصار والعقوبات ورغم كل تكاليف هذه الحرب الكونية لم يتأخّر راتب موظف عن موعده، ولم يُرفع الدعم عن سلعة، ولم تنسي لحظة التفكير بتفاصيل حياة وهموم أبنائك..
ثمة مصاعب عشناها، وسنعيشها لوقت قادم، لكن مقومات الحياة موجودة والأهمّ من ذلك إرادة الحياة فينا قوية ومتجددة وهناك حكومة وقيادة ووعي يدعم هذه الإرادة..
رحم الله فناننا الكبير وديع الصافي الذي طالما صدح صوته العذب بسورية وبالحبّ لسورية، فأول ما حشرجت به حناجرنا لحظة سماع نبأ وفاته هو أغنيته “ يا بني بلادك قلبك اعطيها” في كل كلمة من كلمات هذه الأغنية درس في حب الوطن ودعوة للتمسّك به، وديع الصافي الذي عتّق صوته في بردى ووزّع مفردات ألحانه على قمّة قاسيون، وجال بصوته على كل قلب رحل وهو يدعو الله أن ينصر سورية وأغمض الجفن وهو واثق من هذا النصر..
وديع الصافي هو قامة سورية كبيرة وإن كان لبناني الجنسية فنحن وكما قال الخالد حافظ الأسد “ شعب واحد في بلدين” وقد أحزننا رحيل الصافي كثيراً..