تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الوجوه المقنعة..

مجتمع
الثلاثاء 5-11-2013
فاطمة حسين

كان يصرخ وتقاطيع وجهه تعكس ما في داخله من قهر وألم وحزن (كيف بدنا نعيش ... بدنا نأكل ...)

فتى لا يتجاوز من العمر الثانية عشرة ورجل وجهه يحمل من القسوة ما يحمل يفتش جيوبه بعنف ووحشية وهو يأخذ منه الأطعمة التي خبأها في جيوبه وفي داخل قميصه من خبز ولحم مع شتم وإهانة .. انه مشهد رأيناه مؤخراً في التلفزيون على أحد حواجز تلك العصابات المسلحة في إحدى مناطق محافظة حلب ...إلى هنا ينتهي المشهد ولكن لا ينتهي على الأرض فهذا يحدث دائماً حيث تتواجد تلك العصابات.‏

هؤلاء هم المسلحون وجوه كالحة سوداء مقيتة ... ليس لديهم ادنى ذرة من الأخلاق .... القيم أو المبادئ ... تعيش تحت الأرض في جحور كالجرذان ..فلم يتوقع احد منا أن هناك عالم آخر قائم بحد ذاته تحت الأرض... عالم لا ندري عنه شيئاً وان ظهر فهو يمارس القتل والخطف .....فوجوههم تعكس ما يجول في داخلها.... فترى الحقد والكراهية في تقاطيعها وتعلم منها مدى الإجرام والقتل الذي تمارسه.. فهذا مبدؤها وهذا منهجها الذي تسير عليه...‏

وعلى يد هذه الحثالة يقتل خيرة شبابنا ورجالنا ....في معارك يخوضها الجيش العربي السوري في كل بقعة من سورية الحبيبة والغالية علينا جميعاً فيبذلون دماءهم رخيصة من أجل أن تتطهر أرضنا من نجس هؤلاء الإرهابيين ....فأينما وجد جنودنا البواسل وجد الأمان والاستقرار وتعود المنطقة إلى سابق عهدها في الاستقرار ونعلم أنهم أصحاب الحق والله يقف إلى جانب الحق يدفعون عن أرضهم وعرضهم العدوان بكل قوة وجوههم تملؤها السماحة والرضا .. والإيمان بالله عز وجل ... فكما يقال (سيماهم في وجوههم)...‏

فنحن السوريين معروفون بالطيبة والحب والمودة في التعامل فيما بيننا وإننا نشأنا وتربينا على هذا الجو من الألفة والمحبة ومعروفون في التعامل الراقي في جميع مناحي الحياة فاللباقة واللياقة هي عنوان تعاملنا فيما بيننا وبين الآخرين .... و هذه الأزمة رسمت ما رسمت من ملامح فكشفت الستار عن وجوه البعض لتظهر لنا الوجه الحقيقي لها والذي كانت طوال سنوات تختبئ وراء ابتسامة مزيفة فيظهر ما وراءها من الكره والحقد الأسود....‏

و ظهرت معادن ناس خلال هذه الظروف القاهرة من تهجير نتيجة أعمال العصابات المسلحة فتبين للبعض العدو من الصديق ومن كان مستتراً تحت عباءة الصداقة خلع تلك العباءة ليظهر شراسته وفتكه ...وكأنه كان يلعب دوراً تمثيلياً متقناً ...فأصبح الأخ يقتل أخاه... والصديق يذبح صديقه ..‏

ولكن مهما حاول الإرهابيون تشويه وجوه السوريين فستظل كلها رضا ..... قناعة ....تسامح..... وستبقى مشعة بالإيمان الحقيقي ....وسيظل ذلك الشعب المؤمن.... بقضيته... بقيادته ....وجيشه وهذا بحد ذاته يشكل درعاً واقياً لجميع السوريين..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية