تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لماذا تمت تصفية الفريق الذي قتل بن لادن ؟!

عن موقع Press TV
شؤون سياسية
الثلاثاء 5-11-2013
ترجمة: رنده القاسم

تحمل الكذبات عبئاً ثقيلاً ينمو عبر الزمن كما الكرمه المتسلقة. كذبة إثر أخرى تتشابك و تتداخل و تغدو جزءاً من خدعة مركبة و بالطبع المزيد من الكذب.

أعلم أشخاصاً واجهوا أوقاتاً عصيبة لتقبل حقائق حول حكومتهم ترفضها فلسفتهم الشخصية، كما و أعلم جيداً أن هذه المجموعة ذاتها التي تصدق الرواية الرسمية حول هجمات الحادي عشر من أيلول و موت أسامة بن لادن، يملكون القدرة على استيعاب حقائق معينة، و لكنهم يخمدون معرفتهم من أجل الحفاظ على وهم شخصي. فالوعي العام و الشجاعة قد فقدا في المجتمع الأميركي الذي كان يوماً شجاعاً و محباً للاستطلاع.‏

قام السياسيون و وسائل الإعلام بدفع الأميركيين لتصديق قصة مستحيلة، بدأت قبل زمن طويل عندما كان رجل اسمه أسامة بن لادن صديقاً للأميركيين خلال الحرب الأهلية الأفغانية في الثمانينات ، و كان هو و القادة المجاهدون و المقاتلون الجهاديون يتلقون الدعم من برنامج لل CIA اسمه القاعدة، وجد لتمويل الجهود العسكرية المعادية للسوفييت.و فيما بعد ألقي اللوم في الهجمات الارهابية ضد الولايات المتحدة على بن لادن، رغم أنه و بقوة أنكر هذه الاتهامات، حتى حلول كانون الأول من عام 2001 حينها ظهر أسامة بن لادن جديد على شريط فيديو و قد تغير موقفه فجأة من هجمات أيلول، و تحمل مسؤوليتها علناً.‏

كانون الأول 2001 هو الشهر الذي تعرضت فيه تورا بورا في أفغانستان للهجمات ، و رغم أنه أعلن رسمياً هروب بن لادن من تلك المعركة، إلا أنه يوجد من يعتقد أنه قتل في تورا بورا. و في الحقيقة اختارت الولايات المتحدة عدم إرسال فرق مشاة لإلقاء القبض على بن لادن حين كان التوقيت مثالياً .‏

و مع مرورالزمن تساءل الكثيرون عن طبيعة هذا الإرهابي سيئ السمعة، الذي كان عام 2001 يعاني من فشل كلوي، فكيف كان يتلقى العلاج في كهفه ويطلق التهديدات ضد الولايات المتحدة، الأمر الذي أسفر عن سلسلة من الحروب ضد الشعوب الاسلامية في افغانستان و العراق.‏

في التاسع عشر من كانون الثاني 2010 كتب جيمس بليتز في صحيفة Financial Times :‏

«الكثير من خبراء الارهاب يقللون من أهمية الفكرة القائلة إن حركة الجهاد العالمية يقودها بقوة و على كل المستويات أسامة بن لادن و معاونوه، و تعمل من المناطق القبلية الباكستانية.‏

و رغم أن أسامة بن لادن لايزال يملك سلطة ايديولوجية كبيرة على بعض المتطرفين فإن الخبراء يرون أن القاعدة انقسمت عبر السنين الى حركات إقليمية متعددة و منفصلة ، ترتبط مع بعضها البعض بمقدار ضئيل.‏

و يقول الاختصاصي النفسي مارك سيغمان، الذي قام لزمن طويل بدراسة الشبكات الارهابية: «القاعدة الآن لقب لحركة يبدو أنها تستهدف الغرب، و لكن لا يوجد منظمة شاملة ، نحن نحب أن نخلق كياناً أسطورياً في عقولنا اسمه القاعدة ، و ليست هذه هي الحقيقة التي نتعامل معها».‏

وبقي الكثير من الأميركيين في غفلة عن إنكار بن لادن المتكرر لتورطه في هجمات الحادي عشر من أيلول، و حين كان بوش يتحدث عن تحمل بن لادن مسؤولية الهجمات ، كان بن لادن نفسه ينكر هذا الارتباط.‏

أعضاء فريق SEAL 6 ،الذي قيل إنه قبض على أسامة بن لادن و قتله في باكستان، ماتوا فيما بعد في أفغانستان بسبب ما اعتبر أسوأ حادث طيران أودى بحياة الكثيرين في السادس من آب 2011. اذ تلقوا أوامر للطيران ليلاً في مروحية قديمة دون تغطية أو مراقبة الى معقل طالبان في وادي تانغي ، و من ثم ذكرت حكومة الولايات المتحدة أن الميليشيات أسقطت الطائرة.‏

تم حرق جثث الفريق دون إذن عائلاتهم التي أصاب معظمها الغضب و تساءلت عن سبب اتخاذ الجيش هذا الخيار. قيل لهم إن أجساد أبنائهم احترقت بحيث يصعب تمييزها، و لكن تشارلز سترينج ،والد مايكل سترينج ،أحد أعضاء فريق SEAL 6، علم ببحثه الخاص أن ابنه لم يكن محترقاً بحيث لا يمكن التعرف عليه على الأقل قبل أن تختار الحكومة القيام بذلك.‏

و الجزء الغريب في القصة أن إماماً مسلماً يطل على جثث الفريق و يلعنهم ، و أعتقد أن الامام كان خدعة لصرف الانتباه عن السؤال المنطقي الذي طرحته العائلات ، و أشخاص مثل تشارلز سترينج، الذي أراد أن يعرف لماذا أرسل ابنه للموت من قبل حكومته.و قال إن الأمر احتاج عشر دقائق ليحدد الأميركيون أي مروحية قد أسقطت. و هناك أدلة على أن طالبان كانت تعلم عن هذه المروحية بالذات.‏

لماذا قتل فريق SEAL 6؟ الجواب ببساطة هو أن مقاتلي SEAL من بين أفضل المقاتلين في العالم و أعتقد أنهم علموا بأن أسامة بن لادن لم يكن في ذاك المنزل في باكستان حيث قيل إنه قتل، و مع الوقت كان أحدهم أو أكثر سيكشف الحقيقة، أظن الأمر هكذا ببساطة، ووجود الإمام لأجل صرف الأنظار و توجيه الغضب على المسلمين في الوقت الذي لا علاقة للمسلمين بتاتاً بهذه الحرب القاسية و المطولة.‏

الرئيس باراك أوباما قال إن جثة أسامة بن لادن ألقيت في البحر احتراماً لعادات المسلمين، و أدرك العالم كله كم يبدو هذا الكلام غريباً، و مع ذلك سمحوا بهذا الهراء أن يمضي دون تحدٍ. و الآن هل احترقت كل جثث فريق SEAL 6؟ لا يوجد ممارسة كهذه في جيش الولايات المتحدة. و تماماً كحال بن لادن، فإن الدليل على ما قد حدث فعلاً قد اختفى الى الأبد.‏

اقرأ هذه القصة ، شاهد التقارير المصورة، و شارك هذه المقالة و اطلب من الناس التواصل مع ممثليهم البرلمانيين و ليسألوهم عن تحقيقات الكونغرس في هذه المأساة التي ضمت كثيراً من أسئلة بلا إجابات. موت أعضاء SEAL و أميركيين آخرين هو حادث يعني خسارة شخصيات عسكرية أميركية مستقيمة تحمل معلومات اقتضى تصنيفها.‏

 بقلم تيم كينغ ‏

 كاتب المقال ضابط سابق في الأسطول البحري الأميركي، ومراسل صحفي متخصص في حقوق الإنسان.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية