تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


محاولات أميركية يائسة لتهدئة غضب الأوروبيين

الغارديان
شؤون سياسية
الثلاثاء 5-11-2013
ترجمة غادة سلامة

واشنطن تسعى لتهدئة غضب حلفائها الأوروبيين بشأن تقارير التجسس على زعماء أوربيين كبار. حيث تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لامتصاص نقمة الشارع الأوروبي بعد فضيحة التجسس الأخيرة على 35 زعيماً في العالم غالبيتهم في أوروبا.

فقد كشفت منظمات اعلامية تفاصيل مثيرة للدهشة عن قضية تجسس أمريكية كبرى لم يشهد التاريخ مثلها والعثور على وثائق وتقارير صحفية تقول إن وكالة الأمن القومي الأمريكي تجسست على ملايين المكالمات الهاتفية في فرنسا وألمانيا بشكل خاص وأوروبا بشكل عام .‏

هذه الوثائق السرية التي سربها المحلل الاستخباراتي الأمريكي إدوارد سنودن تشير الى أن وكالة الأمن القومي الأمريكية تجسست على المحادثات الهاتفية لخمسة وثلاثين من زعماء العالم. وتشير الوثيقة أن وكالة الأمن القومي كانت تحض المسؤولين البارزين في مواقع مختلفة كالبيت الأبيض والبنتاغون والوكالات الحكومية على أن يقدموا ما لديهم من أرقام هواتف تخص السياسيين البارزين حول العالم لإضافتها الى قاعدة بياناتها .‏

كما أكدت الوثائق المسربة عن وكالة الأمن القومي الأمريكي على أن مسؤولا لم يكشف عن هويته قد سلم للوكالة أكثر من مئتي رقم هاتف لخمسة وثلاثين من زعماء العالم وان موظفين بالوكالة قد تم تكليفهم على الفور بمراقبة اتصالات هذه الأرقام وهذه الوثائق والتي يعود تاريخها الى تشرين الأول من عام 2006 ما يرجح أن المسألة لم تكن حدثا فرديا بل انها جاءت نتيجة فعل مخطط له منذ سنين ليخرج بهذا الشكل المتقن وهو ناتج عن جهد وعمل خلية كاملة وليس عملاً فردياً .‏

إن فضيحة التجسس الأمريكية على الاتصالات الأوروبية والزعماء الأوروبيين قفزت الى صدارة المشهد الأوروبي للمرة الأولى وخيّم الموضوع على أعمال قمة الاتحاد الأوروبي والتي عقدت منذ فترة قصيرة نهاية شهر تشرين الأول من 2013 خاصة بعد أن ثبت بالدليل القاطع الذي لا يدعو معه مجالا للشك عن قيام الولايات المتحدة الأمريكية واستخباراتها بالتجسس على الهاتف المحمول للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وكذلك على اتصالات ملايين المواطنين الألمان . كما تم الكشف عن تجسس وكالة الاستخبارات الأمريكية على هواتف الفرنسيين وعلى مكالمات رئيسهم فرانسوا أولاند . وأن الرئيس الفرنسي الذي استاء وامتعض واجتمع مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على هامش قمة بروكسل واتفقا على تنسيق مواقفهما من واشنطن والمطالبة باتفاق جديد على خطر التجسس .‏

لقد قام الرئيس الأمريكي بفعل ما بوسعه لتهدئة خواطر الأمريكيين وغضب الفرنسيين والألمانيين والإسبان حيث ثبت أيضا تجسس الولايات المتحدة على مكالمات الاسبانيين ففي بيان البيت الأبيض قيل فيه إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما هاتف نظيره الفرنسي فرانسوا اولاند وتحدث معه مطولا بشأن التقارير الصحفية الخاصة بتجسس وكالة الاستخبارات الأمريكية على ملايين المكالمات للفرنسيين وأن أوباما أوضح لأولاند أن الولايات المتحدة بدأت في مراجعة الطريقة التي جمعت بها المعلومات الاستخباراتية كما قال الناطق باسم البيت الأبيض جان كارني وأن الرئيس الأمريكي والفرنسي اتفقا على ضرورة مواصلة بلديهما مناقشة هذه الأمور من خلال القنوات الدبلوماسية وليس عبر الخلاف السياسي ورغم التوافق الأمريكي - الفرنسي على انهاء سوء التفاهم بالطرق الدبلوماسية الا أن ذلك لا يعني رضا الشعب الفرنسي على فعلة الأمريكيين وان كان الرئيس الفرنسي اولاند قد رضي المذلة الا أن الفرنسيين شعباً لا يقبل الهوان و سيعاقب الأمريكيين على تجسسهم عليهم وعلى قيادتهم السياسية, هذا ناهيك عن الألمان الذين قامت عندهم الدنيا ولم تقعد واعتبروا ما حصل هو اهانة للشرف الألماني وأن الأمريكيين لن يفلتوا نهائيا بالجريمة التي ارتكبوها بحق الألمانيين الذين حكموا العالم يوما .‏

يذكر أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يعاني مشكلات داخلية وخارجية يبدو اليوم في مزاج عكر وهو غير واثق من نفسه وسياسته خاصة في ظل سيطرة صقور البيت الأبيض على منافذ صنع القرار الأمريكي وأن هذه الفضيحة التجسسية جاءت لتهز صورة ومكانة الرئيس الأمريكي أكثر فأكثر من خلال التسريبات التي تمت من قبل موظف الاستخبارات السابق إدوارد سنودين وناشر أسراره الصحفي الرئيسي غلين الذي سرب المعلومات الى الصحف العالمية . وأن التقارير التي تواردت الواحدة تلو الأخرى كانت عن قصد وذلك لإحراج الرئيس الأمريكي أمام شعبه في ظل تراجع شعبية أوباما في الشارع الأمريكي بشكل كبير وملحوظ.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية