تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ماذا يفعل عميل المخابرات الأمريكية «بندر» في إسرائيل ؟

شؤون سياسية
الثلاثاء 5-11-2013
د.رحيم هادي الشمخي*

تشير التقارير والأخبار التي أوردتها وكالة المخابرات الأمريكية (CIA) والتي نشرتها صحيفة (الصنداي تلغراف البريطانية) يوم 29/10/2013 مفاده [أن بندر بن سلطان قام بزيارة مفاجئة إلى تل أبيب وبصحبته ملفات مهمة وخطيرة وعدد كبير من المستشارين السعوديين]

و تدلل هذه الزيارة لمتابعة التنسيق السعودي الأمريكي الإسرائيلي حول ما يجري من أحداث في سورية والملف النووي الإيراني ودور حزب الله المقاوم على الساحة العربية .‏

وهذا ما يؤكد بوضوح أن زيارة بندر بن سلطان للكيان الصهيوني إنما يؤكد أن السعودية ما زالت تقوم بالتآمر الكبير على الأمة العربية , وذلك بالاتفاق مع إسرائيل اللقيطة لتنسيق موقفها من التدخل في شؤون الأقطار العربية , فقبل هذه الزيارة التي قام بها بندر بن سلطان لإسرائيل , كان الأخير في زيارة خاطفة للولايات المتحدة الأمريكية من أجل رفض مؤتمر جنيف (2) , هذا ما ذكرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية في عددها يوم 23/10/2013(أن التشاور السعودي الأمريكي تمخض عن إبلاغ بندر بموقف أمريكا الداعي للتشاور مع إسرائيل لأنها منزعجة من إيران الداعمة لسورية) , ونحن نعرف جيداً وخلال فصول المؤامرة على سورية وقواها التقدمية , أن آل سعود وحكام قطر بصورة خاصة عازمون على تنفيذ مخططات الكيان الصهيوني بالإضافة إلى الزيارات لتي قام بها حمد آل ثاني إلى إسرائيل , كان الجانب السعودي يتشاور وينسق سياسياً واقتصادياً وعسكرياً مع الكيان الصهيوني في أكثر من موقع لتدمير الدولة السورية وقتل شعبها وحرق الزرع والفرع فيها , لتحقيق الأطماع الأمريكية والصهيونية في المنطقة العربية التي ما زالت شعوبها تقاوم الهجمة الإمبريالية على العراق وسورية وليبيا ومصر وتونس وكل بقعة أرض في الوطن العربي .‏

لقد اختار , بندر بن سلطان , الوقت المناسب لزيارة تل أبيب , خاصة في وقت تزداد فيه المؤامرة شراسة , وتشارك فيها إسرائيل بكل ثقلها العسكري بالاعتداء على مواقع في سورية , وغزة , وتقتل الفلسطينيين في كل مكان من أرض فلسطين الحبيبة , ويعرف القاصي والداني ما حمله بندر بن سلطان في حقيبته من اقتراحات سعودية قطرية خليجية مدعومة من أمريكا وحلفائها في المنطقة أمثال أردوغان , لزيادة الفوضى والتقسيم في الوطن العربي , وربما حمل معه مشروع مساعدة إسرائيل لضرب المفاعل النووي الإيراني أو المقاومة في لبنان وزيادة حجم الدعم اللوجستي من إسرائيل للمرتزقة وتنظيم القاعدة وكل الذين عبروا حدود الوطن السوري ليقتلوا ويحرقوا ويبيعوا الوطن للأجنبي بثمن بخس , لكي تبقى إسرائيل اللقيطة دولة يهودية في المنطقة , وينسى العربي هويته ولغته العربية وتراثه وحضارته وقيمه النبيلة , هذا ما تريده أمريكا في عصر العولمة والشرق أوسطية , عندما أوحت لعملائها في السعودية على زيارة إسرائيل لتحقيق أهداف اللوبي الصهيوني , في واحدة من تنفيذ فصول المؤامرة على سورية والأمة العربية .‏

هكذا ربطت السعودية ودول عربية أخرى مصيرها بمصير إسرائيل اللقيطة , ويلاحظ المراقبون أن زيارة بندر بن سلطان تعيد إلى الأذهان الاتفاق السعودي الأمريكي منذ عام 1969 عندما عقدت سلطة آل سعود اتفاقاً مع إسرائيل بقيام الأخيرة بالسيطرة على الجزر السعودية الثلاث في البحر الأحمر لمدة عشرين عاماً تجدد كل نهاية اتفاقية هذا أولاً , وثانياً تبرع السعوديون والقطريون ببناء المدن والمستوطنات الإسرائيلية التي دمرتها صواريخ حزب الله عام 2006 , وثالثاً : التنسيق السعودي الإسرائيلي ضد سورية العربية بالمال والسلاح لحد الآن , ورابعاً : المشاركة الإسرائيلية القطرية الأمريكية في الحرب على العراق وليبيا لتدمير الدولتين العربيتين لمصلحة أمريكا وإسرائيل , والأكثر من هذا تبرع السعوديون بمبلغ ملايين الدولارات لهذه الحرب التي انطلقت منها الطائرات والصواريخ لتدمير هذه الدول, فلا عجب أن يقوم الأمير السعودي بندر بن سلطان بزيارة إسرائيل هذه الأيام والتشاور معها ليرحب به أخاً وصديقاً لليهود .‏

ألم يكن هو خادم الحرمين الشريفين ؟ حاشا أن يكون هؤلاء من خدام الحرمين الشريفين ؟ لأنهم تنكروا بقيم العروبة والإسلام وأخلاق الجزيرة العربية.‏

 أكاديمي وكاتب عراقي‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية