رغم أن هاتين الدولتين لا تزالان في حضن سيدهم الأميركي الذي يحركهما كما يشاء وهما لا تزالان متورطتان في العدوان على سورية.
فمع تسارع الخطا الروسية الحثيثة لعقد مؤتمر جنيف تحاول الولايات المتحدة مغازلة مملكة آل سعود لمعالجة «حردها» وإطلاق السموم على الشعب السوري لحث الدمى العربية ومعارضة «الفنادق» للانضباط في أمر الاستعداد للتفاوض بعد تساقط الأوهام حول تعديل التوازن العسكري.
ويسعى كيري للتفاهم على مشاركة الوهابيين السعوديين من واجهات «المعارضة السورية» في جنيف لحجز مقاعد لهم في الحوار الوطني السوري وليكونوا مواقع اختراق سياسية وأمنية في المعادلة السورية الجديدة بعد الحوار.
كيري يحاول أن يُفهم العملاء أن شكل الصراع تغيّر وهو في جولته وخصوصاً محطته السعودية منها، ويسعى لشرح الظروف المستجدة التي أملت على واشنطن الانتقال من الحروب الفاشلة إلى غرف التفاوض وحيث الشكل السياسي للصراع يطغى بعد فشل الحرب التي خاضتها ضد سورية مباشرة وبالوكالة وانهزام مشاريع تجديد الهيمنة الأميركية في فصليها الإخواني التركي القَطَري والسعودي الوهابي القاعدي.
وبذلك تعود الولايات المتحدة الأميركية من جديد لتنصيب نفسها كمدافع عن الشعب السوري وحامية لحقوقه ولتحديد مستقبله، في تدخل سافر بالشؤون السورية واعتداء على حق الشعب في تحديد مستقبله عبر الإدلاء بتصريحات يميناً وشمالاً من شأنها إفشال المؤتمر الدولي قبل انعقاده.
تصريحات الوزير الأميركي لا تشير إلى النيات الحسنة للإدارة الأميركية، ذلك لأن دول العالم التي أجمعت على ضرورة انعقاد المؤتمر في أقرب وقت ممكن كانت تأمل من السيد كيري أن يعطي أمراً لأتباعه من حكام السعودية بضرورة إيقاف دعم المرتزقة الإرهابيين وتوريدهم إلى سورية، وأن يفهم آل سعود بأن عدم ارتداعهم عن دعم «القاعدة» وما تفرع عنها سيؤدي بهم بكل تأكيد إلى محاكم دولية للقصاص منهم بسبب تبنيهم لنهج «القاعدة» وأساليبها.
daryoussi@hotmail.com