والمدن الإيرانية موقفهم من الحرب الكونية القذرة التي تشن على سورية وتستهدف ضمها إلى حظيرة الخنوع والارتهان الخليجية المتصهينة مؤكدين دعمهم للحكومة والشعب في سورية وإدانتهم لاستمرار الحرب والجرائم الإرهابية للتكفيريين المدعومين من قبل القوى السلطوية المتغطرسة معتبرين أن الحل العسكري واستخدام القوة والتهديد خطوة باتجاه تصعيد الأوضاع في المنطقة.
حيث شدد المشاركون في المسيرات التي توافق ذكرى اقتحام الشباب الإيراني للسفارة الأمريكية في طهران عام 1979 في بيان أصدروه أمس على «أن الحل الوحيد لإنهاء الكارثة الإنسانية وحل الأزمة في سورية يكمن في الحوار وطرد الإرهابيين بسرعة وتوفير الأمن وترك الشعب السوري يقرر مصيره بنفسه عبر صنادق الاقتراع».
كما استنكر المشاركون في بيانهم التصريحات المتناقضة والمشبوهة لبعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية بخصوص وضع الخيار العسكري على الطاولة مؤكدين أن مرحلة التهديد قد ولت وأن الشعب الإيراني سيرد بقوة وبحزم على أي حماقة يرتكبها العدو.
وشدد البيان على استعداد القوات المسلحة الإيرانية بكل صنوفها إلى الرد بقوة وحزم على أي حماقة يرتكبها العدو وأن الجيش الإيراني سيجعل إيران مقبرة للغزاة.
ودعا البيان الشعب الإيراني والمصري للحيطة والحذر من المؤامرات والحيل والسيناريوهات الخطيرة التي تسعى لتحقيق استمرار نفوذ قوى الاستبكار في بلادهم والوقوف في وجه أي قوة أجنبية استعمارية تسعى إلى التدخل في شؤونهم الداخلية.
جليلي: إذا أردنا تحقيق الاستقلال الحقيقي
فإن علينا قطع أصابع الاستكبار
وفي كلمة له خلال مراسم اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي قال ممثل قائد الثورة في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي إن الشعب الإيراني لا يحسن الظن بأعدائه لافتقارهم إلى المنطق السليم مشيرا إلى المؤامرات التي حاكتها الإدارة الأمريكية ضد إيران على مدى السنوات التي تلت انتصار الثورة الإسلامية.
وأضاف أن من أهم الحقائق التي أكد عليها مفجر الثورة الإسلامية الإمام الراحل آية الله الخميني هي أنه لا يمكن الوصول إلى الاستقلال من دون إنهاء الاستبداد وإذا أردنا تحقيق الاستقلال الحقيقي فان علينا قطع أصابع الاستكبار موضحا أن أميركا واصلت عداءها ضد إيران منذ انتصار الثورة الإسلامية ونفذت الكثير من المؤامرات وأن الإدارة الأميركية اتخذت 39 موقفا معاديا لإيران خلال عام واحد.
ولفت جليلي إلى أن كافة الشهداء الذين قضوا خلال الحرب المفروضة على إيران أطلقوا ورددوا شعار «الموت لأميركا» وأن الإمام الخميني كان يؤكد أن أميركا التي تتحدث عن حقوق الإنسان كاذبة وأن المؤسسات الدولية تلبي مطامح المستكبرين.
ومسيرات حاشدة في سائر المدن الإيرانية:
أميركا أساس الفساد في العالم
وكان المشاركون في المسيرات الحاشدة التي انطلقت صباح أمس في طهران وسائر المحافظات والمدن الإيرانية بمناسبة اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي حملوا لافتات مناهضة للسياسات الغربية ورددوا هتافات منادية بالعدالة ومنددة بالسياسات الأمريكية والصهيونية العالمية والمؤامرات التي تحيكها ضد الشعوب.
وشارك في المسيرات التي شهدتها العاصمة طهران وانطلقت من أمام مقر السفارة الأميركية السابقة مسؤولون ايرانيون ونواب مجلس الشورى وطلبة الحوزات العلمية والطلبة الجامعيون وحشود كبيرة من المواطنين الإيرانيين.
وأصدرت مختلف المؤسسات الرسمية وغير الرسمية والمؤسسات العلمية والجمعيات والاتحادات الطلابية والعمالية والمؤسسات الدينية والشعبية والعلماء والمسؤولون والجيش وحرس الثورة الإسلامية ومنظمة التعبئة ومختلف الأحزاب والمنظمات الاجتماعية بيانات عديدة بهذه المناسبة أكدوا فيها استعداد مختلف شرائح الشعب الإيراني وأطيافه للمشاركة في مسيرات بشكل أوسع وأعمق وأكثر تأثيرا من الأعوام السابقة.
ووصفت البيانات المذكورة الولايات المتحدة بأنها أساس الفساد في العالم مشددة على أن مسيرات مقارعة الاستكبار العالمي تنطلق هذا العام في وقت طالت فيه جرائم هذه الدولة العديد من شعوب العالم حتى في الدول التي تعد من أقرب حلفائها وخاصة جرائم التنصت والتجسس التي كشفت مؤخرا ما يشير إلى الاستياء العالمي تجاه الجرائم الأميركية.
يذكر أن إيران تحتفل في الرابع من تشرين الثاني من كل عام باليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي والذي يصادف ذكرى اقتحام الطلبة الجامعيين السفارة الأميركية في طهران عام 1979 ويصادف أيضا ذكرى صدور قرار بنفي الإمام الراحل الخميني إلى تركيا عام 1964 واستشهاد عدد من الطلبة الإيرانيين أمام جامعة طهران عام 1978 على يد أجهزة الأمن في ظل حكم الشاه.