اجرءات وخطوات جديدة ستقوم بها الحكومة السورية في المرحلة القادمة بهدف ايصال المساعدات الإنسانية إلى كل مواطن سوري يحتاج إليها وبهدف ايصال اللقاحات إلى كل طفل سوري بغض النظر عن المنطقة التي يتواجد فيها مبيناً أن سورية تعير الجانب الإنساني جل اهتمامها.. هذا ما اكده نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد في مؤتمر صحفي له امس في مبنى وزارة الخارجية والمغتربين حيث قال انه في الأيام القادمة ستصدر تعليمات إلى كل الجهات المعنية على الأراضي السورية بإيصال قوافل المساعدات الإنسانية التي تنظمها الأمم المتحدة ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري والصليب الأحمر الدولي وكل المنظمات العاملة من حكومية وغير حكومية في سورية إلى «المدنيين المحاصرين وخاصة في الأماكن الساخنة» وفق آليات تضمن سلامة وصول هذه المساعدات إلى مستحقيها ضماناً لعدالة توزيعها وتلافي موضوع الانتقائية الذي تمارسه بعض المنظمات فيما يتعلق بتقديم المساعدات الإنسانية بين منطقة وأخرى.
المسلحون يستهدفون المساعدات ويسطون عليها
وأكد المقداد أن الحكومة لم تقم بمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى أي مكان في سورية وأن المنظمات الإنسانية التي تتعاون معها في هذا المجال أعلمتها بأن المسلحين في مناطق معينة قاموا بالسطو والاستيلاء على القوافل الإنسانية التي كانت تحمل أدوية بشكل خاص إلى المواطنين المحاصرين في بعض مناطق حلب.
وأوضح المقداد أن المشكلة الاساسية التي تواجه إيصال المساعدات هي استهدافها من قبل المجموعات الإرهابية حيث ان الكثير من القوافل التي ارسلت إلى المحافظات قامت المجموعات الإرهابية بمصادرتها والاستيلاء عليها وتوزيعها على المسلحين دون ان يصدر أي احتجاج أو تعليق من «دعاة وصول المساعدات الإغاثية الإنسانية إلى الجهات التي يجب أن تصل إليها».
ورأى المقداد أن عدم التعليق على ما يقوم به الإرهابيون من منع لوصول المساعدات إلى المواطنين يظهر «طبيعة النفاق الدولية التي لا تتعامل بموضوعية مع مثل هذه المسائل عندما يتعلق الموضوع بمخالفات المجموعات المسلحة في إطار العمل الإنساني والجرائم التي تقترفها ضد المواطنين».
ولفت المقداد إلى أن المجموعات الإرهابية المسلحة عطلت عملية تقديم المساعدات إلى أهالي المعضمية من خلال استهدافها لقوافل المساعدات الإنسانية وهو ذات الشيء الذي حصل قبل فترة في حلب عندما توجهت بعض القوافل إليها إضافة إلى مأساة بلدتي نبل والزهراء التي ما زالت قائمة حتى الآن دون أن نسمع كلمة واحدة من أولئك الذين يتحدثون عن سوء الأوضاع الإنسانية أو من قبل هذه المنظمات التي تقدم مساعدات متواضعة إذا ما قورنت بكمية العمل والتمويل الهائل من قبل الحكومة السورية.
تركيا لعبت دوراً مدمراً
وأوضح المقداد أن المجموعات الإرهابية المسلحة قامت منذ بداية الأزمة في سورية وبتحريض من الذين يوفرون لها الأموال والسلاح والإيواء والتدريب بضرب المرتكزات الأساسية التي أمنتها الحكومة في مختلف المجالات حيث أصبحت المؤسسات التي تقدم الخدمات الصحية والغذائية للمواطنين هدفا بحد ذاته لهجمات المجموعات الإرهابية.
وذكر المقداد بما قامت به المجموعات الإرهابية من تدمير للمشافي والمدارس والمستوصفات وعشرات المصانع التي تؤمن الغذاء والدواء للشعب السوري حيث اعتبرتها أهدافا أساسية منذ بداية الأزمة في سورية كي تعمق معاناة المواطن السوري وتحرضه ضد حكومته كما دمرت محطات توليد الطاقة الكهربائية ومصادر مياه الشرب ونهبت صوامع الحبوب واعتدت على الطرقات العامة والسكك الحديدية وحرمت المواطنين الأبرياء من الخدمات الأساسية بغية تحقيق أهدافها اللا إنسانية على حساب الخدمات الإنسانية التي كانت تسعى الحكومة إلى تأمينها.
وحول الدور التركي لفت نائب وزير الخارجية والمغتربين إلى أن الحكومة التركية لعبت دورا مدمرا وسمحت لإرهابيين من أكثر 83 دولة بالدخول إلى سورية لارتكاب جرائمهم فيها وتدمير البنى التحتية التي تؤمن الخدمات الصحية والغذائية للمواطنين السوريين وتدمير المرافق الأساسية مشيرا إلى أن الحكومة تقوم بإعادة بناء ما تم تدميره.
يحاولون قتل السوريين بتجويعهم وتدمير بلدهم
ورأى المقداد أن الهجمة الشرسة التي تتعرض لها سورية لها «بعد إنساني وسياسي» مبيناً أن الجهات التي دعمت الإرهاب في سورية أرادت أن تصل إلى أهدافها من خلال التأثير على الوضع الإنساني للمواطنين السوريين حيث كان للحصار الاقتصادي الذي تمارسه الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وساهمت فيه بعض الدول العربية كالسعودية من خلال فرض إجراءات قسرية ضد الشعب السوري هدف وحيد هو الوصول إلى الغاية السياسية من خلال التركيز على عدم وصول الخدمات الإنسانية إلى المواطنين السوريين.
واعتبر المقداد أن «الإدارة الأمريكية وبعض الدول الغربية بما في ذلك فرنسا التي أصيبت بالعمى وتتناقض اعمالها مع كل مبادئ الثورة الفرنسية الإنسانية لكي تدعم المجموعات الإرهابية هدفها الأساسي هو قتل المواطن السوري سواء بتجويعه أو من خلال تدمير المؤسسات الاقتصادية التي بنتها سورية عبر أجيال وأجيال» مشيرا إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا والسعودية قدمت السلاح للمجموعات الإرهابية من أجل قتل الشعب السوري بدلا من تقديم المساعدات له.
يستمرون بنفاقهم ونستمر بصمودنا
ولفت نائب وزير الخارجية والمغتربين إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها يقومون بحملة من النفاق والتضليل ضد سورية وهي «حملة مستمرة ونحن مستمرون بصمودنا» مؤكداً أن الجيش العربي السوري يسجل بطولات بشكل يومي من أجل تقديم الخدمات إلى المواطنين السوريين أينما كانوا بعيدا عن الابتزاز وممارسات المجموعات الإرهابية.
الجيش هو من سيحسم المعركة
وقال المقداد «إن ما يحققه الجيش العربي السوري على الأرض هو الذي سيحسم المعركة في مواجهة الإرهاب والإرهابيين لأنه دون ضمان عودة الأمن والاستقرار إلى سورية مهما تحاورنا وتناقشنا فإن ذلك لن ينعكس على حياة المواطن السوري العادية ولذلك هذه المهمة هي المهمة الأساسية من أجل التوصل إلى النجاح في مؤتمر جنيف القادم».
ونوه المقداد بالدول الصديقة التي لم تبخل بتقديم المساعدات للشعب السوري ولا سيما روسيا وإيران وفنزويلا والصين في وقت كانت فيه الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية تقدم السلاح والمال من أجل قتل السوريين وليس لمساعدتهم على مواجهة الأزمة الإنسانية التي خلقها الإرهاب.
وأشار المقداد إلى التعاون الذي تم بين الحكومة السورية والمنظمات الإنسانية الدولية في إطار منظومة الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية مبدياً الارتياح التام بالتعاون والتعامل معها على إيصال المساعدات الإنسانية الإغاثية إلى كل المواطنين السوريين.
وأوضح المقداد أن هناك قوانين تقوم بترتيب وتنظيم إجراءات تقديم المساعدات الانسانية في مجال الأمم المتحدة وخصوصاً القرار المتعلق باحترام سيادة الدول والعمل من خلال الحكومات الوطنية في كل مراحل تقديم خدمات المساعدات الإنسانية مؤكداً أن الحكومة السورية ستتعاون مع كل المنظمات في إطار هذه النظم التي تحدد مسؤولية كل طرف مبينا في الوقت ذاته ان الضغوط السياسية غير قادرة على التأثير على سورية او السماح بانتهاك سيادتها مهما كانت الظروف.
ولفت المقداد إلى أن في سورية لجنة وطنية عليا للإغاثة مشكلة من ممثلين عن الوزارات المعنية في الدولة وتشرف على مراكز الإقامة المؤقتة وتوزيع المساعدات بالتعاون والتنسيق مع الهلال الأحمر وهي لجنة منفتحة وتناقش كل القضايا المتعلقة بإيصال المساعدات الإنسانية إلى الجهات التي يجب أن تصل إليها مبيناً أن الحكومة السورية ستقوم بإيصال المساعدات بالتنسيق مع الهلال الأحمر السوري ومع المنظمات التابعة للأمم المتحدة والعاملة في سورية بما في ذلك برنامج الغذاء والمفوضية العليا السامية للاجئين ومع مكتب تنسيق المساعدات الانسانية في الأمم المتحدة.
اللقاح سيصل لكل طفل سوري
وأشار المقداد إلى أن هناك حملة الآن في سورية لتلقيح الأطفال حيث قام مؤخرا المدير العام لصندوق الأمم المتحدة للطفولة بزيارة كانت نتائجها إيجابية جدا مؤكداً ان الحكومة السورية مسؤولة عن كل طفل سوري ومعنية بأن يصل اللقاح إلى كل طفل سوري اينما كان بغض النظر عن المنطقة التي يتواجد فيها وهي تتعهد بذلك وسوف تمنح كل الفرص للمنظمات الانسانية للوصول إلى كل طفل سوري أينما كان متواجداً لكي يصل إليه اللقاح مطالباً في الوقت ذاته المجتمع الدولي بتأمين اللقاح للأطفال السوريين خارج سورية سواء في المخيمات أو خارجها وتأمين كل الخدمات الأخرى.
وشدد المقداد على أنه يجب ألا تقف المجموعات المسلحة عائقا أمام إيصال اللقاحات إلى الأطفال مشيرا إلى أن الحكومة ستتعاون مع المنظمات الدولية وخاصة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية وأن وزارة الصحة التي تسخر كل الإمكانيات هي التي تقوم بهذه الحملة من أجل إنجاحها. وبين المقداد أن سورية كانت قبل الأزمة من الدول الرائدة في المنطقة بتقديم الخدمات الصحية والرعاية الاجتماعية وتوفير الأغذية والمياه النظيفة وكل ما يتعلق بحياة المواطن السوري ويصون كرامته وعزته كما كانت خالية من وباء شلل الأطفال طوال عشرين عاماً ماضية وأن هذا المرض انتشر مؤخراً في منطقة محددة وهي دير الزور موضحا أن المجموعات الإرهابية تمنع وصول الخدمات الصحية وحتى اللقاحات إلى المواطنين وتدمر المؤسسات الخدمية الطبية وسيارات الإسعاف وتقتل الأطباء لأهداف سياسية.
ورأى نائب وزير الخارجية والمغتربين أن الدول التي تضمر الشر لسورية لن تتراجع عن حملاتها لاستغلال الأوضاع الإنسانية فيها بغية تحقيق الأهداف التي تعمل للوصول إليها سواء كان ذلك بذريعة التدخل الإنساني أو تحت ذرائع أخرى وقال إن «أغلبية شعوب ودول العالم ترفض هذه الذريعة لأنها مبرر من أجل استعمار جديد لدول العالم تحت صيغ وأشكال أخرى وأن الحكومة ستعمل كما كانت تعمل دائما لمصلحة شعب سورية ورفاهيته وأمنه وأمانه على إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع هذا البلد العريق».
المساعدات الإنسانية ليست
من صلاحيات الإبراهيمي
وشكر المقداد منظمة الهلال الأحمر العربي السوري على الجهود والتضحيات التي تقوم بها وعلى تنسيقها ما بين الحكومة ومنظمات العمل الإنساني الدولية الحكومية وغير الحكومية في سورية مبينا أن التوجه والقرار السياسي في سورية كان دائما هو توجيه المساعدات الإنسانية إلى كل المناطق بما فيها المناطق الساخنة وأن الحكومة ستعمل على تنسيق الإجراءات القاضية بضرورة وصول المساعدات الطبية إلى المناطق الساخنة رغم معرفتها بأن المسلحين سيقومون بالاستحواذ عليها فشعب سورية أينما كان هو الأساس في كل خطوة تقوم بها الحكومة.
وردا على سؤال حول تصريح المبعوث الأممي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي بأن ثلث الشعب السوري يحتاج إلى مساعدة قال المقداد إن «هذا الجانب ليس من صلاحيات الإبراهيمي» داعياً إياه إلى المزيد من الاهتمام بمهمته السياسية من أجل إنجاح المؤتمر الدولي حول سورية. وجدد نائب وزير الخارجية والمغتربين التأكيد بأن سورية ستحضر مؤتمر جنيف2 سواء انعقد غدا أو بعد غد أو خلال شهر أو أكثر وهو موقف ثابت للحكومة السورية مبيناً أن نجاح المؤتمر يقتضي التحضير له بشكل جيد ويعتمد على إيقاف العنف والإرهاب.