ودورها التاريخي في مسيرة النضال والتحرر العربي، لقد كانت ثورة الثامن من آذار منطلقا لتأكيد حق شعبنا في بناء مستقبله وتقرير مصيره وتحقيق تطلعاته وتأمين حقوقه العادلة والمشروعة.
واستمرت هذه الثورة بمسيرتها المتصاعدة فكانت الحركة التصحيحية المباركة التي قادها القائد الخالد حافظ الأسد تعبيرا عن قدرتها على تجديد نفسها وتطورها، فكانت سورية الحديثة التي استطاعت تحقيق العديد من المنجزات على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حيث ساهمت في نقل سورية من واقع مترد عاشته في ظل انقلابات عسكرية متتالية، الى بلد ينعم بالأمن والاستقرار والعدالة والتقدم. كما باتت سورية في موقع له تأثيره على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث لعبت بفضل قائدها أدوارا هامة كان أبرزها حرب تشرين التحريرية عام 1973 التي أعادت للعرب كرامتهم وللجندي العربي ثقته بنفسه ومكنته من تحطيم اسطورة العدو الذي لا يهزم، كما عززت إرادة الأمة العربية بحقها في حياة حرة كريمة.
ان المبادىء التي قامت عليها هذه الثورة والتضحيات الجسام لشعبنا وجنودنا ومقاومينا. تتجسد اليوم بالمسيرة التي يقودها قائدنا المناضل الرئيس بشار الأسد الذي يشكل في هذه الفترة المصيرية من تاريخ أمتنا العربية عنوانا لصمودنا وعزتنا وممانعتنا، واستمرارا متجددا للثورة وأهدافها، وستبقى ثورة الثامن من آذار في ذاكرتنا ووجداننا الشعلة التي أضاءت لنا الطريق لبناء وطننا ومستقبلنا، كما أراده كل الذين ناضلوا من أجل انتصارها واستمرارها.، إن هذه الثورة التي صمدت وانتصرت على كل المحاولات للنيل منها ستنتصر اليوم وغدا على كل محاولات الأعداء الساعين الى فرض سيطرتهم واحتلالهم أجزاء غالية من أرضنا وشعبنا في فلسطين والجولان ولبنان والعراق.
إن روح ثورة الثامن من آذار، تحرك في جسد الأمة اليوم كل طاقات المواجهة والمقاومة والصمود.
وهذه الاندفاعة لقادرة على تحقيق الانتصار مهما عظمت التضحيات.
*الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان