وإن اعتراهم بعض الركود في فترة زمنية من مشوار حياتهم، والمثال الحي لصحة هذه النظرة هو اندفاع الشباب إلى العمل الطوعي في جمعيات أهلية ومنظمات وطنية متعددة، فذاك دليل على عمق الإحساس والشعور بالمسؤولية حيال مجتمعهم ووطنهم دون مقابل، وهاجسهم تقديم العمل الإنساني.
العديد من شبابنا يسخرون طاقاتهم ووقتهم للعمل الطوعي الذي يقدم الفائدة للفئات الأكثر ضعفاً في مجتمعنا، ضمن هذا السياق كانت لنا وقفة مع مديرة لجنة المتطوعين في منظمة الهلال الأحمر فرح إسماعيل، حيث تحدثت عن تهيئة الكوادر الشبابية للعمل التطوعي وتزويدها بالمهارات اللازمة عبر دورات تدريبية لجميع الاختصاصات إلا أنهم يعملون في الهلال الأحمر تحت المبادئ السبعة للحركة الدولية للصليب الأحمر من أجل تنمية المجتمع السوري، ومساعدة الضعفاء وهذه المبادئ الإنسانية، الحياد عدم التحيز التطوعيه الوحدة الاستقلالية وعلى المتطوعين الشباب أن يكون لديهم تصور مسبق للعمل الذي يرغبون بتقديمه لتوزعهم حسب اهتماماتهم ودراستهم أو اختصاصاتهم ليكونوا فاعلين في العمل الذي يقدمونه، وأي شاب أو شابة يشعر أنه بحاجة لتطوير مهاراته وتلزمه دورة على الفور نلحقه بدورة لتنمية مهاراته، لكن أغلبية الشباب يميلون إلى العمل الاجتماعي والصحي، حيث يتوزع النشاط الأساسي بين عدة دور للعجزة والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، فيقوم برنامج عمل الشباب في هذه الدور على زيارات لنزلائها وتقديم أنواع مختلفة من العطاء، كل حسب حاجته، وهذه الزيارات تتم وفق خطط وبرامج مدروسة على أساس تحديد أيام محددة لكل دار تقوم خلالها مجموعات من الشباب المتطوعين بتقديم حفلات تنشيطية ومهرجانات ألعاب للأطفال.
ونوهت فرح اسماعيل بمشاركة عدد من المتطوعين الشباب المختصين في المجال الطبي وذلك عن طريق تقديم الدعم الطبي للقرى النائية، مرفقاً معه العلاج الدوائي المناسب مجاناً، وقد تطور هذا المشروع إلى ثلاث عيادات متنقلة، نسائية، داخلية، أطفال، تزور المناطق النائية أربع مرات أسبوعياً.
فراس النقيب من لجنة المتطوعين الشباب الذي خضع لدورات تأهيلية والآن منسق إدارة الكوارث بفرع دمشق للهلال الأحمر السوري حدثنا عن دور هذا القسم أثناء حصول الكوارث حيث أشار إلى أنه قام بدور فاعل في كارثة الحرب على العراق والحرب على لبنان عن طريق إقامة المخيمات للإيواء وتقديم خدمات الإغاثة الصحية والدعم النفسي ومساعدة اللاجئين من خلال تقديم المساعدات والمعونات الغذائية والطبية وأقامة حملات لجمع التبرعات لمصلحة المنكوبين، كما قام مؤخراً بتنظيم حملة لإغاثة الشعب المنكوب في غزة، عن طريق إرسال عدة قوافل مساعدات.
وفي مجال الماء والإصحاح، قمنا كمتطوعين شباب بوضع برنامج لخمس مدارس بالسيدة زينب وبالتعاون مع لجنة الصليب الأحمر، ساعدونا بتأمين أجهزة وفلاتر لتنقية الماء في تلك المدارس وتحويلها إلى مياه صالحة للشرب عوضاً عن شرائها.
فالشباب هم العمود الفقري للمجتمع، فبالكلمة الطيبة والعناية بشؤونهم يعملون ليلاً نهاراً لخدمة المجتمع دون ملل أو كلل.
منار درويش منسق الموارد البشرية: تحدثت عن دور الشباب المتطوعين في مجال الإسعاف الأولي حيث يقوم الشباب بتغطية الأحداث المهمة ونقل المصابين بشكل متخصص، وتم افتتاح مركز النقل الطبي المتخصص لنقل المرضى حيث يقوم المسعفون بتقديم خدمة النقل للمريض من المشفى إلى المنزل وبالعكس لقاء أجور رمزية.
وعن تعليم الشباب المتطوع للإسعاف الأولي نوهت درويش بأن المدربين المؤهلين يعملون على إعطاء دورات في الإسعاف ويتضمن التدريب قسمين (نظرياً وعملياً) وبواسطة أدوات تدريبية متخصصة، إضافة إلى إقامة الدورات الخاصة للشركات والمؤسسات والجامعات والهيئات المختلفة حسب الطلب.
لجنة الشباب والتدريب للتبرع الطوعي تعمل على نشر وتعزيز الوعي حول أهمية وضرورة التبرع الطوعي بالدم لدى أفراد المجتمع حيث يتم تنظيم حملات قطف الدم بالتعاون مع جامعة دمشق لنقل الدم وضمن هذه الحملات يتم جمع قاعدة بيانات للمتبرعين الراغبين بالتبرع بشكل دوري من أجل الاتصال بهم عند الحاجة.