فإننا نرى إنتاجات شبابية ونجاحات في مجالات عديدة تدحض هذه التهمة أصلاً ترى من المسؤول عن هذه الحالة السلبية إن تواجدت؟، هل هي التنشئة الاجتماعية أم البنية المجتمعية ككل؟ التي تبخل على هذا الشاب المعطاء بالغرور فتحوله إلى شخصية سلبية تتفاعل مع محيطها بشكل روتيني بحت بعيداً عن التجدد والحيوية المعطاءة، سألنا عديداً من الشباب عن هذا الجانب : الشاب دياب جوهر جامعي قال: هي تهمة بالتأكيد لأن أي شاب يريد أن يثبت حضوره ولابد أن يسعى إلى النجاح والنجاح يتطلب معطيات تبطل حالة اللامبالاة تلك فهو يشعر بالمسؤولية تجاه دراسته وتميزه وما يحصل أن الوسط المحيط يحبط هذا الشعور دوماً ما ينعكس عليه بالشعور باللامبالاة ويضيف نتيجة معاناتي الطويلة مع محيطي والإحباطات التي تربك مبادراتي أرى الفشل يقابل ما أقوم به مما يخلق عندي الإحباط واللامبالاة، مثلاً لدي مشكلات دراسية والتي بقيت معلقة لوقت طويل دون حل وهذا ينعكس على موقفي تجاه الدراسة وغيرها الكثير من الحالات المشابهة التي يعيشها بعض الزملاء كأن يحرم أحدهم من الامتحان لمدة عامين بسبب تشابه الأسماء ودون ذنب اقترفه فهل هذا الشاب ستبقى مثابرته كما هي؟ أم إنه سيقابل ذلك بعدم الاهتمام واللامبالاة.
أما الشاب علاء عبدو فيقول: لا أثق بهذه المقولات والتي تتهم الشباب باللامبالاة لأنهم ينطلقون إلى المستقبل وفي جعبتهم الكثير من الأحلام والطموحات وقد يظهر ذلك الهروب من التصادم مع الآخرين ولأسباب عديدة بـ اللامبالاة فعلى سبيل المثال إن شكل العلاقة الاجتماعية التي تحكم أفراد الأسرة والتقاليد التي تسيطر عليها وتحت عنوان الاحترام يتحتم علينا قبول كثير من الآراء حتى إن لم نقتنع بها إذ تفرض علينا فتكون ردة الفعل عبر اللامبالاة لأنه لا يجوز النقاش في أي أمر، وإن حصل وناقشنا تبدو الحالة وكأننا نتطاول على العادات الجيدة التي تكرس احترام الصغير للكبير، نرى ألا تترسخ هذه الحالة إلا بالقبول الدائم لأي فكرة دون نقاش وهذا كله يسبب الإحباط لي ولتفكيري الذي سيبقى رهن الخوف من الصدام أنا وغيري ممن يعيشون نفس الحالة.
أما الشاب بسام عبد الرحيم فيقول: مظلوم جيل الشباب حتماً هنا إذ إننا نملك الآمال التي تتطلب الاهتمام الجاد لكن المحيط يحبطنا ويوصلنا لهذه الحالة لأننا نتمسك بالحماسة لإثبات الذات وتحقيق الحضور الاجتماعي والمهني إلا أن أعباء المحيط بألوانها العديدة تقف لنا بالمرصاد مثلاً عدم تقدير جهودنا في العمل وعدم الاهتمام بمقترحاتنا من قبل الرؤساء في العمل، سينعكس علينا بعدم الثقة نتيجة عدم تقبل أفكارنا، لذلك ليس أمامنا إلا اللامبالاة وبذلك نبقى دوماً في دائرة من الروتين الدائم.
وتتحدث الاختصاصية الاجتماعية عنايات ونوس عن اللامبالاة بوصفها حالة سلبية تكبح اندفاع الشباب فتقول: تعتبر اللامبالاة إحدى مشكلات الشباب التي يتوجب البحث في أسبابها لأنها في أحيان كثيرة هي تمظهر صريح لحالة سلبية تعبر عن عجز الشباب بالمشاركة والقيام بدور فعال يخدم قضايا المجتمع ككل، وهذه المشكلات جزء لا يتجزأ من أزمة المجتمع وما تتضمنه من إشكاليات واسعة في مجال منظومة الموروث الاجتماعي والعادات والتقاليد والمفاهيم كما في الصراع بين الأجيال على كل المستويات كما أن بنية المجتمع ومستوى علاقاته الاجتماعية من جهة والإنتاجية من جهة أخرى ترتبط بهذا الجانب مباشرة، أما خطورة اللامبالاة فعند الشباب تكمن في ارتباطها تحديداً بعمر الشباب والذي يضخ حيويته في القطاعات الحياتية والمجتمعية كلها، وتأتي اللامبالاة فتكبحها وتكبح المبادرة الشبابية التي يحتاجها المجتمع في نمائه وتطوره وتنعكس الحالة السلبية تلك على المجتمع بشكل عام وعلى شخصية الشاب بشكل خاص ما يفرض الأخذ بعين الاعتبار تجاوز الحالة بالسبل التي تكفل إلغاءها لفسح الطريق أمام شبابنا