أوساخ وإهمال
التقيناهن في وقت تنظيف الغرفة، وكانت إحدى الطالبات تخرج المياه من فوق عتبة الباب إلى (الكاريدور) لعدم وجود تصريف مياه في الغرفة وبادرتنا بالقول:
إنها لا تعرف نفسها هل هي طالبة جامعية أم لفاية أم عاملة تنظيف لأنها منذ لحظات كانت قد قامت بتنظيف المطبخ المشترك وأخرجت كل الأوساخ المتراكمة فيه بسبب أن الكثيرات من الفتيات تتركن الأوساخ فيه، ولا يوجد من ينظف المطبخ.
وتضيف: إن الحمام لا يعمل سوى يومين بالأسبوع ولهذا نضطر إلى الانتظار حتى تسخن المياه ولو كانت الواحدة مضطرة للحمام، وتقول: إن الشوفاجات لا تعمل إذا كانت الشمس مشرقة على الرغم من أن درجة حرارة الغرف تكون منخفضة وإذا سألنا عن السبب يكون الجواب: الطقس جميل ولا حاجة للتدفئة حيث نضطر للاستلقاء في السرير والذي يجرنا إلى النوم وعدم الدراسة.
ضيق الغرف
والمشكلة الأكبر التي تعاني منها الفتيات ضيق الغرف التي يسكنها فالغرفة لا تتسع لأكثر من أربع بنات حسب قولهن, وهي تضم سبعاً حالياً وأحياناً يصل الرقم لعشرة حيث توضع الأسرة الحديدية فوق بعضها ليتسع المكان ومعظم حقائب الألبسة والحاجات موضوعة على السرير والأدوات الأخرى تحته، بحيث لا توجد زاوية أو ركن في الغرفة خال من الأغراض، هذا إضافة لعدم وجود خزانات للألبسة.
وتقول إحداهن: إن عدد الساكنات وصل مرة إلى 13 طالبة في أوقات الامتحانات ومن المؤكد سيكون الوضع صعباً جداً.
وأخرى قالت لنا:
إنها ندمت لعدم دراستها الطب البشري من أجل السكن فهن يسكن في غرفة جديدة ومجهزة بأسرة من الخشب وخزانات وطاولات وحمامات نظيفة.
وكثرة السرقات
أما انتشار السرقات بين الطالبات فحدث ولا حرج وتقول إحداهن: تكثر هذه المشكلة في أوقات الامتحانات لأنه يختلط الصالح مع الطالح وعندما نشتكي يقولون لنا لسنا مسؤولين، والمشرفة تقول: إن الطالبات النظاميات يمكن متابعتهن ولكن طالبات التعليم المفتوح من الصعب تطبيق ذلك عليهن بسبب أنهن غير معروفات ويدخلن الوحدة في أوقات الامتحان فقط.
من هبّ ودبّ
ويشرن إلى أن موضوع الدخول للمدينة للساكنين فيها فقط وليس لكل من أراد الدخول ولاسيما أن بعض الشباب يدخلونها دون وصل ويتحرشون بالفتيات فيجب التدقيق بهذا الموضوع أكثر.
إضافة لهذا أنهن يعانين من تكرار طلب الوصل عند الباب الرئيسي وحتى إن المراقب لا يدقق في الوصل وهو شكلي فقط ويسبب إرباكاً لهن في كل مرة يدخلن فيها.
جائزة ترضية
يعتبر السكن معاناة حقيقية بالنسبة لطلاب التعليم المفتوح وخاصة الطالبات القادمات من محافظات بعيدة ويجدن في السكن الجامعي المكان الأكثر أماناً لهن، ولكن للأسف وحسب شكواهن فهو جائزة ترضية فلا تستطيع الطالبة السكن إلا بعد الحصول على العديد من الموافقات وأهمها موافقة طالبات التعليم النظامي المتواجدات في الغرف ولا شك أن ذلك من أصعب العراقيل.
لأن عدد الطالبات في الغرفة يتراوح بين 3 - 6 طالبات ثم يأتي عدد مماثل من طالبات التعليم المفتوح لتعج الغرفة المخصصة لـ 6 - بـ 12 طالبة.
وهذا غير منطقي من حيث النوم أو الجلوس أو المأوى فكيف في حال الدراسة والامتحانات وإن كان لفترة الشهر فقط.
وحسب تعبيرهم يقولون: نحن مضطرات للقدوم إلى السكن قبل بدء الامتحان بأيام لتأمين المحاضرات ومعرفة المطلوب وتأمين السكن ونواجه رفضاً كبيراً من قبل الطالبات داخل الغرف وكثيراً ما ننتظر ونعاني للحصول على شاغر، وبدلاً من التفكير بالمواد نفكر أين سننام؟ وطبعاً من الصعب الاستئجار لمدة يومين أو ثلاثة في محافظة لانعرف عنها الكثير كما أنه ليس لدينا وقت للبحث عن سكن للإيجار.
وتؤكد طالبات الترجمة أن التشرد ومشكلة السكن سبب في عدم التزامهن بالدوام الجامعي رغم أن هذا الاختصاص بحاجة للمتابعة مع المحاضرين.
ومن كل ذلك هم يطالبون بتخصيص وحدة خاصة بهن على الأقل خلال امتحان الفصل الأول أو لكل العام لطلاب السنة الثالثة والرابعة إذ يصبح الطالب مضطراً للدوام والمتابعة.
ثمانية متعهدين بدل الواحد
يرد الأستاذ حسان الكردي مدير مدينة الباسل للسكن الجامعي على تلك المشكلات وخاصة موضوع النظافة والإصلاح والترميم للوحدات والكتل التي تعاني من النواقص قائلاً:
كان هناك متعهد واحد لكل القطاعات والوحدات، ولكن حالياً يوجد 8 متعهدين لتقديم جميع الخدمات المتعلقة بالنظافة وبالصحية معاً، حيث ربطنا هذين العملين معاً للمتعهد نفسه ليكون الإنجاز متكاملاً.
وقد قمنا خلال العام الماضي بترميم الوحدة 16، والوحدة العاشرة وهما ضمن الاستخدام حالياً، كما عمدنا إلى بعض الإصلاحات السريعة خلال فترة الصيف في الوحدة السادسة والسابعة حيث كان هناك صيانة لكل الحمامات، ودهان (للكاريدورات)، وجلي للبلاط، وأجرينا بعض الصيانة على الوحدتين 12 - 13 بعد أن كان الدخول إليهما متعذراً من كثرة الأعطال.
وفي الوحدة 14 للبنات أجرينا صيانة على كتلة واحدة فقط بسبب الضغط الطلابي طوال العام، ومع ذلك فنحن نتابع موضوع الصيانة، فمثلاً الوحدة الأولى والسابعة ستخرجان من الخدمة بهدف الإصلاح الكامل، وهناك خطة إصلاح وتجميل للمدينة بالكامل.
من فوق السور
بخصوص موضوع دخول الشباب الغرباء إلى المدينة والتحرش بالفتيات ومسألة التدقيق على ايصالات الطالبات فقط أجاب: إن الحرس الموجود على أبواب المدينة لا يتبع لإدارة المدينة، بل لإدارة التدريب الجامعي، والإدارة متعاونة معنا في هذه المسائل التي تخص ضبط أمن المدينة، حيث إن الكثير من هؤلاء الشبان من خارج المدينة ويدخلون من فوق السور أما التشديد على دخول الفتيات وفق الايصال، فذلك منعاً للمخالفات والزائرات والسرقات داخل الغرف.
ومع ذلك فهناك شبه موافقة بتعيين حوالي 150 موظفاً مدنياً لكل الجامعة مع المدينة.
ليسوا ضمن النظام
وحول سكن التعليم المفتوح أشار بعدم وجود إمكانية تأمين سكن مستقل حالياً لهم، وهم ينزلون في الغرف خلال فترة الامتحانات بأسعار رمزية وبموافقة طالبات أو طلاب الغرف الأساسيين، ولا نستطيع إجبارهم على استقبال طلاب المفتوح إلا بوجود شاغر.
وقال: إن تسكين طلاب المفتوح ليس ضمن النظام، ولكن نحن ننظر بطريقة إنسانية ولو كان على حساب العدد داخل الغرفة لفترة مؤقتة.
وبالنسبة للحل المقترح يمكن أن نخصص لهن وحدة كاملة خلال فترة الصيف أي الامتحان الثاني لهن، ولكن خلال فصل الشتاء نحن مضطرون لتسكينهن بهذه الطريقة.
والحل بزيادة الوحدات السكنية، وأصلاً نحن لدينا مشكلة بعدد 500 طالبة من التعليم المفتوح ومن الممكن في العام القادم أن تحل هذه المشكلة في حال استلمنا الوحدة الجديدة بمنطقة الطبالة حيث ستخصص للبنات وهي تتسع لـ 700 فتاة، وبالتالي نحن نخصص وحدة من سكن المزة لطالبات المفتوح.