لو بقي الحب سيد المواقف لم نحتج لمهنة صيد!!؟ مجتمعات الصيد الرخيص والتلوي في الممرات غير الصالحة لعبور الضوء وأسئلة الضوء والإنسان..
هل الحياة صارت مهنة الانحطاط والتراجع؟
ما المهنة الملائمة لمجريات الوجود وحيثيات السمو والبقاء؟!؟ كأن البقاء صار بشروط غير راقية .. وكأن العلو لم يعد مطلباً روحياً؟؟ سقطت الحياة على يابسة القناعات اليائسة!؟ الجمال، الذي هو تحد مشروع للتعاسات والبؤس، صار مهنة مهانة وعرضة للخشية الفاشلة.. وصار لاجئاً عند الزحمة البطرة..( بسطات) الاشتياق المعروض أكثر من بسطات الألبسة الملبوسة.. و غير مأسوف على هكذا اشتياق خاضع لاحتباس البسطات وخيلاء الضآلة والتردي.. غدت الحياة (بسطات) من النوع الشعبي أو الأبهات.. ولاخلاف بين بسطة وبسطة إلا بقليل من الترف.. الوجع يتغلغل حتى في عروق الترف.. ويتعدى الغباء أو الاحتيال على الرخاء والسخاء والإخاء والنماء والأرض والسماء..
والحياة التي هي شراكة غير مغفلة لملمت سقط متاعها وهاجرت إلى خوفها ومخابئ الخيبات.. كل ما عند الأيام صار مستعملا وخاضعا للاستهلاك الممل أحلام مستعملة.. وذاكرة مستعملة ووقت خادم في مأمورية البطالة الروحية..
ووقت الغباء وقت ثمين ومطلوب ، ومهنة الاحتيال هي الأغلى والأبهظ بين المهن الأخرى كالحب مثلا أو الصبر أو الذكاء الفطري أو المكتسب أو العاطفة..
والغباء المتداول ملتزم وملزم بتقديم شهادة احتراف عاطفة مؤاتية.. والاحتيال لاخوف عليه من فقد الملحقات أو إهمال المتممات..
غبي في بلدة يساوي معظم الأذكياء.. ومحتال ممتهن يعادل صدقا كثيرا وصادقين كثيرين.. ومن صفات الغباء والاحتيال البطر والاعتداد والتعرض لسلامة الأخلاق وعافية الحياة.
في سجل نفوس شابات وشابين وغيرهن وغيرهم من أنصاف الشابات والشابين وأرباعهن وأرباعهم وأشباههن وأشباههم.. في السجل مكتوب: المهنة مجاملة وشبه كذابة أو كذابة بالكامل، وفيما بعد تصبح ذات شأن وفي مكان آخر من السجل مكتوب:
المهنة مجامل جدا وكذاب جدا وكافر بالإنسان والإنسانية، وفيما يأتي من وقت الغباء الكوني والاحتيال المحلي أو العالمي، يصبح المجامل الكاذب سيد الموقف وصاحب الصولة والجولة.. ويمكن لعابري الوقت أن ينادوا:
يا أخي في الغباء والاحتيال والرياء!
ويا أخت في الجمال المستعمل والأحلام المستهلكة والمستملكة لمصلحة هيئة الغباء الكوني والرياء المحلي والأممي!!..
رياح التفاهات تضرب أقاليم الهّمة الإنسانية وتتعدَّى حدود الأماني ، وتُخرَّب مواسم الدهشة وثمار وأعصاب شجرات البهجة المزورعة عند سور التفاهم والتلاقي والوئام..
والأغبياء لهم عواصفهم، والمحتالون لهم (بورصات) وأسواق لتبادل البروق والكوارث وتوزيعها.
العواصف والأعاصير تقترب من محميات الوجود والبقاء الإنساني اللائق .. ولابدَّ أن يُصيب العار والعور والخلل عافية العلاقات الطيبة .. الجديرة بالدفء والسلامة البيئية والخلقية والخُلقية.
وجه واحد للحياة الجيدة أو المقبولة هو الصدق لا الصدأ وهو الهمّة لا الهمّ، وهو البهاء النبيل ، لا البؤس الرديء..
ولايعني الوجه الواحد عدم التضاد والاغتناء بالمتناقضات، وجه الحياة ووجهتها وجهاتها ووجدها ووجدانها ووقتها وواقعها ووقعها .. كل ماعند الحياة يؤدي قصداً ومعنى متعالياً ومتنامياً ومتجدداً وواثقاً من سجله النفسي والعائلي والاجتماعي والكوني .
والجهات المختلة عقلياً وروحياً هي ليست للحياة بل للانحطاط ..ومهما تفلسف وتفنن الاحتيال والغباء والرياء ، ومهما جاد الوقت بالأغبياء والمحتالين والكذابين والمنحازين لخيار المجاملات والسطو على العافية الاجتماعية وصحة الحقيقة ، هل يُصح للحياة أن تصير مهنة الانحطاط والمنحطين ؟؟ وهل من حقَّ جيل أمنيات وأحلام كونية أو محلية أن يستسلم للبطالة الأخلاقية؟!؟
بسطات غباء من ألف نوع ونوع في الواجهات وعلى الأرصفة.. وبسطات نصب واحتيالات وحيل من كافة الأنواع، وفي جميع المطارح والشوارع والممرات الجانبية والرئيسية..
فاحذروا- أيها العابرون إلى كروم الأماني ومدن وأرياف السعادة- البسطات والمعروضات وطريقة العرض..
لاشيء يدعو للتفاؤل أمام هكذا بسطات، ملأت حارات الوقت وأوجعته.. بالشقاء النبيل تعاش الحياة، وتعلو همة الوجود واللياقات الأنيقة، وتكبر شجرات التآلف ودهشة التلاقي.. وبالاحتيال الرخيص تكثر بسطات الأماني المستعملة، وتنحدر الحياة إلى مستنقعات الدناءة الكونية.. وتتعدد مهن الانحطاط حتى يصير بالمتناول مهنة انحطاط لكل راغب أو العديد من المهن التي لا تدعو للبهجة والتفاؤل والسعادة الموجزة أو الشاملة..