تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قراءة في حدث.. الشيء ونقيضه!

آراء
الخميس 11-3-2010م
د. اسكندر لوقا

بعبارات غير مألوفة عادة، يبدأ «آل فرانكلين» كتابه «الأكاذيب والكذابون الذين يطلقون الكذب» ، يبدأ قائلاً إنها مسألة خطيرة حين ينعت أحدنا رئيسه بأنه كذاب.

ويضيف قائلاً: كم كنت أتمنى لو أني لم أصفه بذلك ولكن مافي يدي من وثائق ووقائع تدفعني للقول: إن تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية لم يشهد كذاباً على مستوى جورج بوش ، إلى آخر ما هنالك من عبارات حادة ومباشرة بحق الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش.‏

ولعل المتتبع لتفاصيل الفترة التي قضاها الرئيس جورج دبليو بوش في الحكم لثماني سنوات متتابعة، يدرك جيداً أن ما وصف به من قبل مؤلف الكتاب المذكور «آل فرانكلين» ليس بعيداً عن حقيقة ما نتج جراء ارتكاب الرئيس بوش العديد من الخطايا لا الأخطاء فحسب، من حيث أسلوب تعامله مع القضايا الساخنة لا في منطقتنا العربية فقط بل في معظم أرجاء العالم، وصولاً إلى العراق مروراً بدول البلقان وأفغانستان وما استتبع ذلك من متغيرات طالت حتى نفوس الناس وعقولهم وأرعبتهم على مدى سنوات .‏

وبطبيعة الحال فإن مكانة الولايات المتحدة الأمريكية وقوتها العظمى ، وخصوصاً في مرحلة غياب القوى العظمى الأخرى التي كانت متمثلة بوجود الاتحاد السوفييتي على الساحة السياسية عالمياً، قد مكنها من إمكانية فرض إرادتها على معظم دول العالم، وإلى حد الادعاء ، كما نذكر جميعاً بأن ما ينفذه الرئيس بوش هو بأمر من الله تعالى ، بدليل ما صرح به ذات مرة أن الله هو الذي أمره باحتلال أفغانستان، ومن ثم باحتلال العراق، ما جعل مؤلف كتاب «الأكاذيب والكذابون» يحمل على الرئيس بوش بشكل مباشر.‏

وفي إحدى صفحات الكتاب يرد إن مؤلفه سأل ذات يوم مسؤولاً: كيف سيعاقب الله بوش على أكاذيبه؟ فأجاب المسؤول «إن هذا العقاب يتمثل في أن الله يجعله يؤمن بهذه الأكاذيب»!!‏

ومعروف لدى أكثرية سكان الكرة الأرضية أن ثمة من أقنعوا الرئيس بوش بأنه يجب ألا يرى ضرراً في اتباع سياسته الرامية حتى إلى احتلال العالم، وفي مقدمة من أوحى إليه أنه يسلك الطريق القويم في التعامل مع البشرية بمختلف أطياف أفرادها هو الوسط الإعلامي اليميني تحديداً، هذا الإعلام الذي لم يكن صادقاً فيما ينقله إليه وبذلك صدّق نفسه .‏

وفي هذا السياق لابد أن نستذكر معاً مساهمة قناة «فوكس» الأمريكية لصاحبها الملياردير الشهير روبرت مردوخ الذي أسسها في سنة 1996، وذلك من خلال الترويج لفكرة أن الله حقاً أمر الرئيس بوش بالسعي لاحتلال العراق، فخدع وذهب لاحتلاله بالفعل في سنة 2003 كما هو معروف .‏

كذلك لعبت وسائل إعلام عديدة في الترويج للفكرة ذاتها، وبينها على سبيل المثال لا الحصر صحيفة «نيويورك تايمز»، وصحيفة واشنطن تايمز»، وصحيفة الـ «واشنطن بوست» وفيها تحديداً أن حب الكذب يكمن في أعماق الرئيس بوش.‏

وثمة صحف أخرى ، تطرقت إلى ما أسمته بـ «بطانة بوش» قائلة إن هذه البطانة كانت دوماً متعاونة مع الإعلام الكاذب. هذا فضلاً عن إشارة البعض من الصحف الأمريكية إلى وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس وقولها إن رايس يكمن موقعها في كل ما لفقته الإدارة الامريكية من أكاذيب ضللت رئيسها، وإلى حد وصفها أنها ضمن مجموعة كذابين آخرين ضللوا إدارة الرئيس وخططوا لمواقف تدعم نواياهم المبيتة وبذلك نجحوا في جر الرئيس إلى صفوفهم خلال فترة الأشهر السبعة الأولى التي قضاها في مزرعته في تكساس لأخذ وقت مستقطع للراحة والتفكير والاعتناء بكلبيه المدللين سبو وبارني!‏

وللأسف الشديد فإن نهجاً كالذي سار عليه الرئيس السابق جورج بوش، مهما يكن السبب أو الدافع، كانت سلبياته أكثر مما كان متوقعاً، ما جعل العالم في حالة من الخوف والقلق وعدم التوازن إن صح التعبير، ولكل هذه الاعتبارات، يأمل العالم اليوم أن تكون قرارات الرئيس الحالي باراك أوباما بالسير على النهج المغاير لنهج من سبقه إلى سدة الحكم في أعظم وأقوى دولة في العالم اليوم، لا أن يقال شيء ويعمل بنقيضه لأسباب مختلفة سياسية كانت أم اقتصادية أم دينية أم ثقافية وسوى ذلك . Dr-louka@maktoob.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية