تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تحيــــة لثــــورة آذار

اقتصاديات
الخميس 11-3-2010م
الدكتور محمد توفيق سماق

من المألوف أن تكون ذكرى الاحداث الكبرى مناسبة للمراجعة يتم في سياقها استحضار اسباب الحدث ونتائجه ، ثورة 8 اذار من عام 1963 في سورية حدث كبير باسبابه التي بررت مشروعيته وبنتائجه التي صاغت تاريخ البلاد لـ47 عاما مضت.

لست بصدد التقييم لأتحدث عن هذا التاريخ بماله وما عليه فهذا دور المؤرخين لكن ربما كان من الانصاف التذكير بالنتيجة الاهم لثورة اذار وهي تحرير المحرومين في سورية ، لقد حررت ثورة اذار المحرومين في احزمة الفقر في المدن وحررتهم في قرى حوران وسهول الجزيرة وجبال الساحل حررتهم حيث وجدتهم اتاحت لهم التعليم والصحة والعمل والارتقاء الى اعلى مواقع السلطة بعضا منهم الى اعلى مستويات الغنى والأهم من ذلك كله حررت انسانيتهم المعتقلة واعادت كرامتهم المصادرة فتحولوا الى مواطنين بكل حقوق المواطنة وواجباتها.‏

في عام 1963 كان في سورية جامعتان فقط هما جامعة دمشق وجامعة حلب وكان هنالك 1200 طبيب و 26 مشفى حكومياً و52 مشفى خاصاً اما اليوم فعدد الجامعات السورية قارب العشرين بين جامعات حكومية وخاصة كما قارب عدد الاطباء الخمسين الف طبيب وبلغ عدد المشافي الحكومية 144 مشفى والخاصة 355 مشفى وارتفع متوسط العمر من نحو 40 عاما الى 72 عاما.‏

ربما يقول البعض ان تلك الانجازات وماشابهها حققت بفعل الزمن وتطوره وكانت ستحقق حدثت الثورة ام لم تحدث وهذه قضية خلافية تستحق الجدل ليس الان موضعها او اوانها لكن ما يصعب نكرانه او حذفه من تاريخ ثورة اذار انتصارها للضعفاء اجتماعيا وتحريرها للمحرومين انسانيا.‏

اغلب الظن ان احدا غير ثورة اذار وحزب البعث الذي صنعها لم يكن راغباً او قادراً على التعامل بذلك الالتزام وتلك الكفاءة مع قضية المحرومين في سورية والشاهد على ذلك هو ان المحرومين وجدوا عبر تاريخ سورية ولم يلتفت اليهم احد حيث كان حظهم التجاهل ونصيبهم التهميش فتراكمت اعدادهم وتردت اوضاعهم فتحولوا الى كتل بشرية تشحنها النقمة ويملؤها العداء .‏

ان ثنائية التجاهل والتهميش مضافا اليها مزيج النقمة والعداء هو ما هيأ للتحول عام 1963 وصنع الثورة واجد في التذكير بذلك انصافا للحقيقة وشهادة للتاريخ.‏

فلتكن تحيتنا لثورة اذار تذكير لنا وللاجيال الشابة بإرث اجيال سبقت.‏

حتى لا ننسى وينسى معنا شباب اليوم معالم طريق طويل وعر ازدحم بالآمال وسوي بالعمل.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية