تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لا مفر من إعادة الجولان إلى سورية!!

ترجمة
الأحد 23-5-2010م
ترجمة: ليندا سكوتي

ثمة أسباب ودوافع لحل بعض التمارين الرياضية، ومعرفة نتائجها، مثل لو جمعنا عدد صواريخ الكاتيوشا، وعدد قذائف سكود التي أصبح حزب الله يمتلكها، مع عدد الصواريخ زلزال وشهاب 3 التي يصنعها الإيرانيون، وقسمنا حاصل الجمع على 7.5 ملايين إسرائيلي، فكم يصبح نصيب الفرد من القذائف المشار إليها؟

وبعد انتهائنا من الحسابات العددية، نجد أنفسنا مضطرين للدخول في عالم الهندسة، لذلك دعونا نرسم ثلاث دوائر حول تل أبيب، الأولى وهي التي تقع في المدى المجدي لصواريخ شهاب 3، والثانية تقع في مرمى صواريخ سكود، أما الدائرة الثالثة فتقع في المدى الذي يمكن لصواريخ الكاتيوشا الوصول إليه. ودعونا نفرض بأن اتفاقاً أبرم بين إيران وحزب الله وسورية بشن هجوم على إسرائيل، فهل ترون من الأفضل لنا أن نتلقى صواريخ سكود فقطـ، على أن يبقي حزب الله ما لديه من صواريخ كاتيوشا في حوزته، أم ستفضلون قيام إيران بإطلاق صواريخ شهاب 3، وترك حزب الله يحتفظ بالكاتيوشا؟ إن ما نريده هو إجابات واضحة لها مبرراتها في تحديد موقع إقامتكم التي ينبغي أن تتناسب مع إمكانية وصول الصواريخ إليها.‏

لقد اكتنفنا الخوف والهلع عندما سمعنا أقوال رئيس الاستخبارات العسكرية يوسي باديتز التي تلتها تصريحات وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس الذي قال: إن لدى حزب الله كثيرا من القذائف يفوق عددها ما تمتلكه أي دولة. وزادت مخاوفنا عندما صرح الملك عبد الله قائلاً: «ثمة احتمال باندلاع حرب في هذا الصيف» إضافة إلى ما قاله المحللون العسكريون الإسرائيليون إنه ليس ثمة خيار لإسرائيل سوى اللجوء إلى شن هجوم استباقي.‏

وبشكل مفاجئ تبين لنا بأن البرنامج النووي الإيراني ليس بالوحيد الذي ينبغي أن يقض مضاجعنا، ويهدد وجودنا، إنما تهددنا أيضا الصواريخ المختلفة والمتنوعة لدى كل من إيران وحزب الله وسورية. لذلك أصبحنا نرتعد خوفاً مما قد يحدث، وأننا نرى الحكومة تعد الرأي العام والجيش لمجابهة قادمة.‏

في واقع الأمر، ثمة توازن في الرعب بين إسرائيل وجيرانها، حيث يهدف كل طرف لردع الآخر، وإنه لأمر طبيعي أن تسعى أي دولة عقلانية إلى تحقيقه عندما تشعر بأنها مهددة ولا تجد بديلاً لذلك. فلا ريب أن إسرائيل مهددة أيضا، لكن بذات الوقت نجد أن سورية ولبنان وقطاع غزة والضفة الغربية مهددون أيضاً. إذ سبق أن استمعوا إلى الكثير من الإنذارات الإسرائيلية، الأمر الذي يبين لنا بأن التهديد الإسرائيلي لا يختلف في مضمونه عن التهديدات التي تطلقها إيران بحق إسرائيل.‏

لقد سبق أن تلقت سورية عدداً من الضربات العسكرية الإسرائيلية، لكن ذلك لم يفت في عضدها، ومازالت متمسكة بمواقفها. أما لبنان الذي قصف الطيران الإسرائيلي بناه التحتية في حرب عام 2006 فمازال يصعد من تهديداته وينذر بالتصدي بحزم لأي اعتداء. كما أن عملية الرصاص المصبوب لم تفض إلى توقف حماس عن استمرارها بتسليح نفسها، وفي الضفة الغربية، فإن الاحتلال لم يتمكن من الوقف الجذري لما يتعرض له جنوده من أعمال.‏

يبدو أن إسرائيل لا تأخذ باعتبارها سوى كونها مهددة من قبل الجوار، في الوقت الذي تتجاهل به ما ترتكبه من ممارسات تثير الضغائن والحقد لدى الطرف الآخر، ذلك لأن كل دولة من الدول المجاورة لها أرض محتلة من قبل إسرائيل وكل منها لديه المبررات الشرعية والقومية لاتباع ما تراه مناسباً لاستعادتها، وبذلك فإن من يرغب ببديل سلمي يمكنه أن يجده جاهزاً بانتظار الأخذ به.‏

قال باديتز إلى لجنة شؤون الدفاع والخارجية في الكنيست: «إن الرئيس السوري بشار الأسد يرغب بالسلام، لكنه لا يثق بما يقوله رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو» إلا أن أقواله تلك لم تجد لها صدى لتزامنها مع الأقوال التي تشير لما يمتلكه حزب الله من صواريخ، وقد صدقنا تلك المقولة، على الرغم من أننا على معرفة ودراية بماهية تلك الأسلحة وقدراتها التي لا تضاهي ما لدينا من أسلحة متطورة، لكنه يبدو بأننا فقدنا رشدنا عندما تعلق الأمر بمسيرة السلام.‏

لم يبين لنا باديتز الكيفية التي يمكن بها كسب ثقة الرئيس السوري، ولم يتلق أي سؤال من أحد أعضاء اللجنة فيما إذا كانت إعادة مرتفعات وفقاً لشروط يتفق عليها ستفضي إلى إحجام سورية عن دعم حزب الله، لأنه من المتعذر تلقي إجابة من مسؤول عسكري حول اتباع حل دبلوماسي. لكن ما نستطيع قوله: إن السلام مع سورية سيفضي إلى وقف أي تهديد عسكري منها، وإلى عدم تسليح حزب الله، وسيضع إيران في موقف حرج حتى ولو لم يؤد إلى فصم عرى العلاقة الوثيقة التي تربط بينها وبين سورية التي لا ريب بأن السلام معها ومع الفلسطينيين سيفضي إلى تغيير في الموقف التركي وسيخفف من الروح العدائية بين إسرائيل والدول العربية الأخرى.‏

إن ما نمارسه من تهديد عسكري لن يحقق ما نصبو إليه، وإن إسرائيل لو أعادت النظر بحساباتها وفهمت بأن تمسكها بمرتفعات الجولان لن يفضي إلا لزيادة في فرص المجابهة ستتوصل إلى قناعة بأن التهديد لا يكمن بالصواريخ التي يصل مداها إلى تل أبيب، وإنما بأراضي الغير التي تواصل احتلالها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية