لا تنغش ولا تنخدع بالرقم مهما تغيّر ، أمام واقع يفرض نفسه .. واقع (فوتوكوبي ) مهما اختلفت درجات ظلاله من أسود إلى أبيض مروراً بالرمادي .. يبقى يطمس ملامح أي تميّز لموجات ال( fm ).
برامج .. نسخ كربونية تُلقى على مسامعنا ، ولا سيما تلك المختصّة بالمؤازرة النفسية العاطفية ، المرشوشة رشّاً ، المدججة بها إذاعات ترتدي زيّاً موحّداً .. يصيبك بعمى ( سمعي ) كنتيجة حتمية لتلوث سمعي ، تمارسه من حيث لاتدري ، أو ربما تدري ، تلك الراديوهات .
ومع ذلك ..
ممكن جداً أن يُخترق طابور ( الفوتوكوبي ) ذاك ، بفعل ( طفرة ) تشذ عن سلسلة أو قافلة برامج تتشابه حدّ التطابق .. تماماً كما يفعل برنامج ( فشّة خلق – صوت الشباب ) يشذ عن خط سير القافلة ، قافلة ينضم إليها برنامج (حكايتي شو حلّها ) تقدّمه مساري على أثير ( فرح - fm ) .
نقطة التقاطع الوحيدة بين البرنامجين هي توقيت البث ، باليوم وبالساعة..
ولكم أن تتصوروا مقارنات ومفارقات ..
مساري لا تبتعد عن أسلوب زملائها الاستهلاكي في الإذاعات الأخرى ، تأتي بأجوبتها سريعاً .. مناقشتها لمشكلات المتصلين توحي كما لو أنها تُخرج الأجوبة من جيبها ..
وهو ما لا تفعله تلك ( الطفرة – فشة خلق ) .. انتبهوا إلى أن الطفرة هنا ضمن واقع الفوتوكوبي تكتسب معنى ايجابياً ..
( فشّة خلق ) يستضيف دكتورة مختصة بالإرشاد النفسي ، دون أن يختص بالعاطفي فقط .. يفشّ خلقنا من سلسلة متاهة لا تنتهي من أشباه البرامج المتلوّنة بالعاطفي كسباً للمزيد من الاتصالات .. لا غير .
والسؤال ..
قافلة العاطفي المستنسخة عن بعضها .. لماذا لم تستنسخ شبيهاً ( فشة خلق ) بإحضار أناس مختصين يتابعون أحوال المتصلين .. بكل جدية ودون ( ممنونية ) ..