في بداية البرنامج, تمَّ الحديث عمّا قيلَ وكُتب عن كوكب الشرق, وفي صحف ومجلات عربية وعالمية ومن قِبلْ شخصيات أدبية وفنية, ومنها المفكر مصطفى محمود الذي اعتبرها في الغناء كـ (طه حسين) في الأدب. وكذلك (العقاد) الذي أشاد بقدرتها على جعل الغناء فن العقول والقلوب, ليكون الأهم ماكُتب في صحيفة التايمز, وهو بأنها هرم مصر الرابع..
لقد كان البرنامج عبارة عن جزأين, استعرض في أولهما الجانب الشخصي والإنساني في شخصية أم كلثوم, ومن خلال ماعُرف عنها وما قاله (ممدوح الدسوقي) ابن شقيقتها الكبرى, الذي حكى عن طفولتها وسمات شخصيتها وعن طقوسها في الحياة وهواياتها وأحب الأصوات إليها, ليؤكِّد بأنها كانت وبالرغم من شخصيتها الجادة, صاحبة نكتة وعاشقة لعملها بطريقة جعلتها تضيف لبعض أغانيها ألحاناً جديدة.
أيضاً تحدَّث وبدقَّةِ من عايش الراحلة إلى أن أصبحت سيدة الغناء العربي,عن إنسانيتها في التعامل مع الآخرين وخصوصاً ( أسرتها وأولاد إخوتها) وعن الجوانب الخفية من شخصيتها وحياتها وعن أسرارها مع الأصدقاء, من كتَّابٍ ومُلحِّنين وشعراء وعلى مدى تألُّق ما تجود به حنجرتها.
أمَّا أجمل ما فعله البرنامج, فهو أنه وبعد كلِّ سؤال وجواب كان يقدِّم أغنية من أغاني الراحلة وبما جعلنا نشعر بأننا أمام ليلة فن حملتْ كل معاني الطرب الأصيل. هذا الطرب الذي كانت تتوقف صاحبته, وبين كلّ تألُّق وشهرة, لتقدِّم من الأدوار السينمائية ما خلَّدها رغم قلَّته.
ويبدأ الجزء الثاني من البرنامج, ليكون للصحافة والكتَّاب الدور الأساسي في الحديث عن (دولة أم كلثوم). الكتاب الذي قال مؤلفه (عبد النور خليل) وهو من كان رئيس تحرير مجلة (الكواكب), بأنه عاصر الراحلة وبأن له معها من التجارب ما دفعه لتأليف العديد من الكتب عنها.
فهل فعلاً كانت أم كلثوم دولة, وكيف ؟ هذا ما سألته إياه مقدمة البرنامج, ليجيب بأن معرفته بها وبما قدمته لمصر والعالم والإنسانية والسياسة, جعله يراها دولة وليس مجرَّد فنانة.
أخيراً ينتهي البرنامج لكن ليس قبل تقديم وصلة طرب اختيرت من أروع أغانيها , ليقوم بعدها بعرض المتحف الذي حمل اسمها وضمَّ مقتنياتها, من ملابس ومناديل وقلائد وأوسمة ونياشين, حصلت عليها وعلى مدار رحلتها الخالدة.