مشكلات ومهام ومسؤوليات كبيرة تنتظر الإدارات الجديدة وهي مهمات ليست سهلة،لأن المشكلة لم تكن دوما في أعلى الهرم،بل هناك تلك المشكلات الفنية القابعة في الأسفل،والتي ترتكز عليها العملية التلفزيونية بأكملها...فكيف لبرنامج أن ينجح إن لم يعش حالة من الانسجام في الأهداف والرؤى من قبل الفريق كله...كيف لبرنامج أن ينجح إن لم يعثر على فنيين يمتلكون مهارات عالية،وحس فني... ولماذا لايكون إبداعياً أيضا؟
هناك بنية تحتية وتحتاج إلى خلخلة بشتى الوسائل عل أصحابها يستيقظون من تلك الأهداف الضيقة الغارقين في متاهاتها ويحاولون فرضها على كل من يقترب منهم..
هناك تفاصيل صغيرة لاتخفى على أحد ممن يقترب من التلفزيون،هي قد تبدو صغيرة،لكنها في حقيقة الأمر تعيق إنضاج البرامج الفنية إلى أبعد الحدود،تبدأ من ذاك المصور الذي اعتاد على التعاطي بجمود ومحدودية مع الكاميرا،وصولا إلى المونتير الذي تفاجئ بكم البرامج التي عليه انجازها يوميا ،رغم أن برنامجا وحيداً ربما يحتاج إلى أيام عدة لإجراء عمليات المونتاج له...
أما المخرج فهو ذاك الشخص الساكن القابع خلف(بوناته)منتظراً الفرج كل شهر،عله يتمكن من التخلص من (السقف)الذي يعتبره عدوه اللدود،دون أن يعرف أن أكبر أعدائه هو هذا التفكير الذي يحد خياله ويضيق أطره وليبعده عن أي محاولات واعدة بإنضاج مادته التلفزيونية مكتفيا بما يقوم به المعد،أقصى أمنياته أن يتم نسيانه مع طاقمه،وألا يتذكرونه إلا في يوم (البونات)التعيس!
هي بعض من التفاصيل التي تربك البرامج التلفزيونية ولا تتيح لها الانفلات إلى بعد فني وفكري وإبداعي ..فهل تتمكن الإدارات الجديدة ..من العثور عليه؟