تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المراوغة الدائمة

حدث وتعليق
الأحد 23-5-2010م
حسن حسن

يبدو أن المراوغة الاسرائيلية المدعومة أميركياً،في استخدام المفاوضات غطاءً لاستمرار الاستيطان، ومواصلة الحصار ونهب الأراضي،

وبناء المزيد من جدران ومعازل الفصل العنصري واستمرار القمع، واستغلال حال الانقسامات الفلسطينية السياسية والجغرافية، كل ذلك تظهر للعالم أن جعجعة المفاوضات يمكنها أن تنتج ولو القليل من التوافقات التسووية الفاسدة.‏

وخداع التصريحات الاسرائيلية في شأن المفاوضات، هو أنها تريد افهام الاسرائيليين، ومعهم العالم، بأن تقدماً يجري وهذا غير صحيح، فمازال الجانبان أبعد من أيِّ وقتٍ مضى عن إمكان اتفاق في وقت منظور.ففي ظل المفاوضات يزداد تحول «اسرائيل» إلى كيان تمييز عنصري، بإقامة المعازل والكانتونات خلف جدار الفصل العنصري، وفي داخلها ، كذلك ضد المقدسيين وأهالي المدن والقرى الأخرى. وعليه ، فإن اللقاءات التفاوضية، خصوصاً امكان دعم جورج ميتشيل المبعوث الاميركي في جولته الجديدة، وإن لم يكن طابعها تفاوضياًَ، أو مساعداً على تخطي عقبات التفاوض للانسجام مع أهداف ووعود ادارته ، فإن كل هذه أو تلك لاتحمل أيَّ اشارات خاصة إلى امكان تحقيق انجاز ولو محدود لمصلحة الطرف الفلسطيني.‏

وبانتظار معطيات جديدة وآليات عمل ومشاريع قابلة للتنفيذ، ينبغي التوقف عند نقطة أساسية قديمة جديدة تتعلق بطبيعة العلاقة الاميركية الاسرائيلية، إذ يعرف الجميع أن أهم مشكلة تواجه تحقيق عملية السلام في المنطقة هي عضوية العلاقة الاميركية الاسرائيلية حيث الفهم الاميركي الثابت الذي يقوم على ضمان أمن «اسرائيل» وحمايتها، وتقديم الدعم اللامحدود لها، مقابل المزيد من الضغوط على الفلسطينيين والعرب لتقديم المزيد من التنازلات.‏

العرب يبادرون بالسلام، والعدو الصهيوني يتجه على الصعد كافة إلى مزيد من التطرف، إلى أقصى التطرف، كيف لا، وهو الذي يحصل على مايريد ويفعل مايريد في الوقت الذي يريد، ولن يتغير الحال نحو الأفضل، عربياً، إلاَّ بعد أن يغير العرب مافي أنفسهم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية