تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مجنون يحكي.. وعاقل يسمع..جنيناتي

صفحة ساخرة
الخميس 25/10/2007
عادل أبو شنب

عينت بالمصادفة مسؤولا عن حديقة أحد الأقرباء في مدينتي أي جنيناتي بالتعبير الشعبي وهي مهنة تأتي في اسفل السلم ولا تحتاج إلى شهادات دكتوراه ولا ماجستير ولاحتى إلى شهادة ابتدائية

هذا يعطيكم فكرة ولو صغيرة عن مستواي ومداركي وقدراتي على الاستيعاب فأنا لم استطع أن احفظ في المدرسة وفي الصف الثاني أو الثالث انشودة ( أنت الكرة كالسكرة) ولا استطعت أن احفظ جدول الضرب وخمسة في خمسة قد اعتبرها عشرين لهذا فرحت بوظيفتي وقررت أن أكون مخلصا لها كل الاخلاص وهي لا تحتاج إلى مجهود كبير افتح صنبور الماء فتمر المياه عبر خرطوم طويل إلى مرشي أرش به ثميرات الورد المزروع والنباتات الجميلة التي تمتلئ بها (حديقتي) الواسعة من أنواع المنتور وآه يا أنا والخبيزة والجميل والعطرة وغيرها وهذا الصباح أتيت إلى الحديقة وفتحت صنبور الماء وأخذت النربيش الطويل وبدأت أرش المزروعات فإذا بي أرى رجلا قصيرا سمينا يلبس قميصا بلا لون لقدمه وبنطالا من الجينز ممزقا وفي قدميه ينتعل حذاء مطاطيا أستحي أنا العدمان أن ألبس مثله, دخل فجأة من باب الحديقة مستعجلا كأنه يمشي مشية رياضية, فأوقفته:على مهلك.. على مهلك, وين داخل على أملاك خاصة?‏

- أملاك خاصة, أملاك من?‏

- أملاكي.‏

- أملاكك..‏

ورأيته يضحك, فاستفزني خاصة عندما تركني ودخل إلى آخر الحديقة, فما كان مني إلا أن وجهت نربيش الماء نحوه, وغسلته من فوق لتحت حتى صار قميصه الحائل اللون وبنطال الجينز الممزق ينقط من الماء.‏

هجم علي وأخذ النربيش من يدي بالقوة, ووجهه نحوي فأصابني البلل وأنا أصيح: مجنون: مجنون حتى تهجم علي.‏

ورأيته يضحك وهو يرد إلي وأنا غاطس في الماء مثله, ويقول أنت الذي بدأت, والبادي أظلم!‏

وهجمت عليه فأفلت النربيش وراح يجري في الحديقة وأنا ألاحقه, وخلال الهجوم والملاحقة داس على شجيرات الورد وعلى النباتات التي كنت أسقيها, فتريث أكثر حتى تمكنت منه وقلت له وأنا ممسك بخناقه:قل لي- فين بيوجعك!‏

ورفعت يدي لأصفعه, فإذا بصديقي الخادم الذي كان هو الواسطة في تعييني في هذه الوظيفة, تمسك بيدي ويقول لي:أمجنون أنت حتى تفعل هذا بصاحب الفيلا‏

لم اتبين كلامه في البداية, لكن بعد لحظات ذهبت السكرة وجاءت الفكرة, من ? صاحب الفيلا? هو الذي سيعطيني راتبي?‏

ورأيت صديقي الخادم يهز برأسه, ثم يقول: آسف يا بك... اللي ما بيعرفك بيجهلك.‏

هنا أغمي علي ورأيت الخادم, عندما أُفقت يرش وجهي بالماء القادم من الصنبور عبر النربيش,و سأعتذر عرفت غلطتي.‏

ومجنون يحكي وعاقل يسمع.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية