نقول: (ربما) دون أن نستطيع الجزم, فكما هو الأمر دائماً في التلفزيون, فإن التكهنات بطبيعتها عديمة الجدوة, فلا أحد يعرف ما إذا كانت النتيجة السابقة تعني لأحد من العاملين في التلفزيون شيئاً, ورغم إنه لا يمكن لي سبر غور القلوب لتقصي ذلك, إلا أن استنتاج بمفعول نتيجة الاستبيان يبدو لي واضحاً بصورة متزايدة, فالسؤال الحقيقي إعادة توصيل ما انقطع بين المشاهد وشاشته, لا يتعلق بما تعنيه نتيجة الاستبيان للعاملين في التلفزيون, بل ما الذي سيحدث فيما لو أدركوا معنى الاستبيان حقاً...بمعنى قدرة هؤلاء على استثمار النتيجة لا إدراكها وحسب.
لندع الآخرين يستفيضون في الكلام الحماسي, عن المرتبة الأولى التي حققتها الفضائية السورية وتحليل أسبابها في الاستبيان, والتي غالباً سيتم إرجاعها للعرس الدرامي السوري التي تحتفي به القناة كل عام...ولكننا لا نرى الأمر من هذا المنظور, فبالنسبة لنا, ستبقى النتيجة فهما عقيماً ما دام التلفزيون كتلة من الفوضى..إنه تجمع غريب من الحلول المؤقتة تراكمت على مر عشرات السنين من عمر التلفزيون دون أن تكون فعالة, على نحو سيجد كل من يتولى إعادة ترتيب البيت التلفزيوني أمامه زحام من المشاكل المستعصية على الحل, حتى لو لجأ إلى الكي بوصفه آخر علاج.
إن أي عمل تلفزيوني, هو تجميع فسيفسائي لجهود عدد من العاملين فيه, وبالتالي تبدأ المشكلة من قطع الفسيفساء الصغيرة للعاملين في التلفزيون حيث تتحكم الأدمغة البدائية في الحركة, ولا تنتهي مع تجميعها, وبالتالي لا يمكن الرهان عليه في أي عملية تطويرية للتلفزيون دون عملية تأهيل...وحتى الساعة التي يعاد فيها التأهيل, سيبقى كثير من العاملين في التلفزيون يتحدثون بحماس عن قناتهم الفضائية الأكثر مشاهدة في رمضان من قبل مشاهدينا المحليين, على أن ذلك هو الإنجاز الذي يدحض كل كلام (الحاقدين) على نجاح التلفزيون....وللكلام بقية.