|
دراكون في رؤية جديدة شؤون ثقا فية واخراج طالب السنة الثالثة قسم التمثيل ( حازم ايمن زيدان) الشاب الذي تيقن انه لا بد من ان يستفيد من خبرة والده ويبذل جهوداً مضاعفة عن زملائه الطلاب لتكون له تجربة كافية اثناء سنوات الدراسة سواءً بالتمثيل او بالاخراج المسرحي. النص الاصلي يطرح ثلاث حكايات يمكن ان تدور احداثها في أي مكان يوجد فيه الفقر او يوجد فيه الانسان الذي يهذي بأحلام كاذبة, وينتظر الفرج من السماء التي اعتادت ان تصفعه بعد كل حلم, وترسل عليه طيور الابابيل بدلاً من المطر, لذا كان اختيار النص موفقاً وناجحاً, وقد اكتفى العرض بحكايتين من النص الاصلي الاولي تحكي عن مواطن فقير يغتاله في كل ليلة ألم اسنانه ليمضي الى عيادة الطبيب يبحث عن ما يهدئ وجعه لكن دون جدوى, ثم يتحول بعد ذلك الى صنم او تمثال يرمز للفقراء والكادحين يزورنه المسؤولين ليعبروا عن تعاطفهم معه وحسب. أما الحكاية الثانية, تحكي عن رجل احلامه تشبه كثيراً احلام الشباب السوري يتمثل اهمها بفرصة العمل , يبحث عنها هذا الرجل طويلا وفي كل مكان حتى تجده دون ان يجدها?!! فيعمل في شركة لتصدير اللحوم بمرتب عالٍ جدا يبيع مقابله ضميره الحي وليكون بعدها مسؤولا عن تصدير صفقة من لحم الجرذان الى جنوب افريقيا لتصاب الناس هناك بالطاعون. اعتمد عرض الصور على النص الذي يبدو انه نص تقليدي يحكي قصة او اكثر ببدايات ونهايات وشخصيات تقليدية, ولكن بأسلوب اخراجي فذ استطاع ( حازم زيدان) ان يكسر حاجز التقليد , ويبتعد عن النمطية التي اعتادت عليها معظم عروض المسرح السوري, محاولا طرح الفكرة بروح جديدة معتمداً على سرد القصة بطريقة الراوي والخطف خلفا, مع تبادل تجسيد الشخصيات من قبل الممثلين جاهدا للتعامل مع القصة بطابع الكوميديا السوداء والسخرية اللاذعة حيناً والتراجيديا احياناً اخرى. مشت احداث ا لعرض بينما ظل المسرح خالياً من أي قطعة ديكور باستثناء الكرسي النقال الذي استخدم بطريقة ملفتة, وكان له عدة استخدامات وفي كل استخدام أوفى بالغرض المطلوب لكن كان استخدامه كعربة لنقل المسؤول لزيارة التمثال دلالة مميزة عن عجز ذلك المسؤول عن تقديمه أي شيء سوى زيارته التي لا تسمن ولا تغني من جوع!! اضافة للكرسي فصلت الخشبة عن الكواليس جدران من اوراق الجرائد, لم يكن لها دلالة واضحة, ولم توظف في العرض بشكل ظاهر باستثناء دلالتها على فقر الامكانيات المادية للعرض. الاضاءة نفذت بنجاح وساهمت في التعبير الزماني للحدث الى حد ما, كذلك وفقت فرقة العازفين التي اختارها المخرج فأعطت الموسيقا الحية روحاً أعمق للحالة المؤداة على المسرح, بينما تبادين الأداء التمثيلي للطلاب بين متقن لأدواته متعاملاً مع العرض بروح الجدية موظفا كل امكانياته الجسدية والنفسية لصالحه, وبين هاو يفتقد لحماس الممثل الحقيقي, ويقدم في افضل حالاته ابتسامات يوزعها على الجمهور ظنا منه انه يمتلك جاذبية تفوق جاذبية ( مارلين مونرو).
|