تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مسرحية (امرأة) للفرقة التونسية..حكاية كل امرأة

شؤون ثقا فية
الخميس 25/10/2007
لؤي عيادة

الندوة الرابعة للمهرجان كانت تدور حول مسرحية ( امرأة) التي قدمتها فرقة سنديانة للمسرح في تونس, وهي من تأليف الدكتور عز الدين المدني, وتمثيل واخراج الممثلة التونسية الكبير زهيرة بن عمار,

وقد شاركها بالتمثيل ايمان مبروك وصندرا بن شيخا, اما الانارة والصوت فلوجدي القايدي, وقد ادار الجلسة الناقد والكاتب المسرحي جوان جان, والمسرحية تتحدث عن الشخصية التاريخية الشهيرة ( شجرة الدر) التي تسلقت طبقات المجتمع, وصعدت الى هرم السلطة بفضل جمالها وذكائها, وكان أول المتحدثين القاص طلال شاهين الذي اشاد بالنص ووصفه بالتراجيدي, والمؤلف الدكتور عز الدين المدني عرف كيف يمسك بخيوط اللعبة, وقدم ملاحظة مفادها: إن مثل هذه النصوص لا تشخص بل تطبع(!!) , اما حسن امين فقد اثنى على الممثلة والمخرجة, وخاطبها قائلاً: إنك تسللت إلينا بخفة, كما تسللت شجرة الدر الى السلطة, لأنك أيقظت بي (كرجل) مقولة ان المرأة نصف المجتمع, وهي تستطيع ان تفعل كل شيء كالرجل حتى إنها من الممكن ان تتسلم مقاليد الحكم, اما الشاب أيهم سلمان قال: إنه لم يحس بالملل رغم ان العمل اعتمد على الممثل الوحيد, والسبب هوان هذا الممثل هو ( زهيرة بن عمار) كانت رائعة, والعرض احترافي متكامل لذلك لم يستطع ان يتصيد ولا زلة ودعا الى تعميق الحلول البصرية, وذلك يخدم العرض اكثر, اما ابراهيم حمزة فقد انتقد العرض قائلا: انه لم ير ذكاء شجرة الدر في العرض, وانتقد الرقصات ومقاطع الدراما المسجلة بصوت الممثلة, ولكنه اشاد بالاضاءة والموسيقا, اما الأداء فقد كان رتيباً, عبد الرحمن الدندل قال:إن العرض اشاد بالمرأة واغفل دور الرجل نهائياً, أما خالد الصالح فقد اشاد بالعرض وقال: إنه دفعة للعودة الى كتب التاريخ لكي يقرأ سيرة شجرة الدر, الصحفي صبحي سعيد من تشرين,تحدث عن المسرح التونسي, وقال عنه انه يعتبر من أهم المسارح العربية, وانتقد اختيار مثل هذه النصوص السردية , والعرض ليس موفقاً لأنه اعتمد على الخطابية المشبعة بالرتم البطيء, أما خلف الجربوع فقد قال: إن العرض قدم حكاية شجرة الدر, التي هي عبارة عن حكاية السلطان المغامر, وانتقد الزمان الذي جعل امرأة وجارية تباع في سوق النخاسة, تحكمنا, ثم تطرق الى استخدام الرمح, وهو استخدام ذكوري, واشاد بالتمثيل وقال: إن استخدام الدوبلاج المسجل أراح الممثلة, أما الفنان التشكيلي خليل حمسورك فقد اثنى على العرض وقال: إن المهرجان بدأ اليوم , حيث اخذتنا الفرقة الى التاريخ, لتصور لنا معاناة امرأة حاكمة, ورغم اجادتها لإدارة زمام امور الحكم, فإنها لم تسلم من جور الرجال ( سلطان بغداد) كما تطرق الى التشكيلات الاخراجية الجميلة التي شاهدها في العرض , اما مطلق الحسين فقد اعتبر العرض اغنية رائعة في هذا الزمن الاسود, حيث صور لنا المرأة الانسانة المقاتلة, التي تقف جنباً الى جنب مع الرجل, لتحرر المجتمع ككل, بعيداً ان تصبح غانية تهتم بجمالها , او ان تكون عورة وعبدة لزوجها, اما السيدة خولة الطيار فقد اشادت بالعرض وقالت لزهيرة بن عمار إن ما طرحتيه على خشبة المسرح أشعرني كإمرأة بأنني سلطانة زماني, وقد قدمت لنا المرأة الحقيقية, على عكس ما قدمه لنا مسلسل (باب الحارة ) من نساء خانعات ذليلات, يخدمن الرجل, والمرأة يجب ان تأخذ حقوقها بيدها, اما عبد الكريم الحسن فقد اشاد بالعمل فقط, وكذلك فعل أحمدا لبكار الذي قال عن العرض بأنه عربي بامتياز, وأشاد بانتقاء العنوان حيث كان » امرأة) بدلاً من ان يكون » شجرة الدر) لأنه يصور لنا معاناة امرأة عربية دعا لتحريرها, كما انتقد الاضاءة الخافتة والمشهد المسجل الطويل, رغم وجود الخلفية الراقصة اثناء المنلوج المسجل, الفنان ثائر مشوح علق قائلاً: إن العرض اشعرني بأن الصراع كان قائما بين الممثلة » الامرأة ) وبيننا نحن الجمهور الرجال, وانتقد الايقاع او الرتم بسبب بطئه, وان التسجيل » البلاي باك) قد أساء له.‏

الممثلة والمخرجة زهيرة بن عمار شكرت المهرجان واثنت على جمهور الرقة الذواق المتعود على الفرجة, ثم شرحت تجربتها مع المسرحيات التي تهتم بقضية المرأة التونسية والعربية, حيث قدمت بالتعاون مع عدة مخرجين من امثال الفاضل الجعايبي, ومحمد ادريس, عدة نصوص عن المرأة, وهي لا تأخذ نصا جاهزاً بل كانت تؤلف هذه النصوص وقد قدمت تجربتين اولاهما بعنوان » السنديانة) والثانية بعنوان » تركتك ) وهذه أول مرة تأخذ نصاً جاهزاً لعز الدين مدني, فقد أعجبت بشخصية شجرة الدر كامرأة, كجارية, كأم, كسلطانة, وصاغتها من جديد صياغة » ركحية) وبدلت العنوان من » شجرة الدر) الى (امرأة) وقدمتها هي والمؤلف هدية لكل امرأة عربية, وقد وصلت البهجة للبعض ولم تصل الى البعض الآخر.‏

أما عن الكلاسيكية في النص, فقد اعتبرت انها بهذا العرض عرته من الكلاسيكية ولم تعتمد الديكور المبهرج ولم تقدم موسيقا ورقصاً كلاسيكياً لأن شجرة الدر ليست شخصية امرأة عادية, بل احببت ان يدخل المتلقي معي الى عالم شجرة الدر, واعتمدت على الايقاع والأداء والجسد.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية