تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حملة صنع في سورية...هل تنجح باستقطاب المستهلك ...والترويج للمنتج الوطني?

اقتصاديات
الخميس 25/10/2007
وفاء فرج

انتقادات وجهها البعض تجاه حملة صنع في سورية كونها مقتصرة فقط داخل سورية بينما المنتج السوري يعاني من ازمة تسويق ويحتاج الى الترويج له خارجيا اضافة الى ان المستهلك السوري

يعرف تماما حقيقة الصناعة السورية وليس بحاجة لتعريفه بها وبالتالي كأن الحملة فيها انتقاص لوعي وفهم المستهلك الذي لا تنقصه المعرفة بمواصفات وجودة منتج بلده وبالتالي كان يفترض توجيه الحملة الى الخارج وتخصيص الامكانات اللازمة لها .‏

غريواتي: اقناع المواطن‏

بصناعة بلده‏

وبدورنا نقلنا هذه الانتقادات الى المعنيين بهذه الحملة فالمهندس عماد غريواتي رئيس اتحاد غرف الصناعة قال: في دول العالم يتم العمل على حض المستهلك على استعمال واستخدام صناعة بلده ويدفع به لان يكون داعماً لهذه الصناعة وبالتالي ما نريده من هذه الحملة ان نوجه المستهلك السوري نحو صناعة بلده وان يؤمن بهذه الصناعة وبنفس الوقت نحن لا نقوم بالترويج للصناعة الوطنية داخل سورية وانما نقوم بالترويج لها من خلال المعارض الخارجية التخصصية وقد اقمنا مؤخرا معرضا في تركيا بلغت تكاليفه حوالي 10 ملايين ليرة سورية.‏

واوضح غريواتي ان الحملة لم تقتصر على الاموال النقدية وانما هناك تبرعات عينية من قبل سيريتل وMTN وتلفزيون الدنيا مبينا ان هذه الحملة هي خطوة ومرحلة اولى يستتبعها عدة مراحل ويتم التحضير لها حاليا وقال: هناك خطط كثيرة للترويج للمنتج الوطني مشيرا الى ان هذه الحملة تقوم بالترويج لكل الصناعات السورية وبغض النظر ان كانت منتج قطاع عام او خاص.‏

انبوبا: المنتج الوطني يفتقد ثقة المستهلك‏

عصام انبوبا عضو مجلس ادارة اتحاد غرف الصناعة قال: نعاني بشكل كبير من عدم وعي ومعرفة المستهلك السوري لحقيقة المنتجات الوطنية خاصة ان كل شيء مستورد وهو يفضل المستورد على الصناعة الوطنية ولا ندري ان كان محقاً باختياره هذا او ان الامر يعود لكون الصناعة الوطنية في فترة من الفترات كانت محمية الامر الذي خلق لديه عقدة اثرت سلبا على وعيه وقناعته بجودة منتجاتنا الوطنية وبالتالي اصبح لديه ثقة بالمنتج الاجنبي.‏

واوضح ان هذه القناعة نتج عنها مشكلة كبيرة في تصريف المنتج الوطني وان هذه المشكلة منتشرة في جميع القطاعات خاصة في القطاع الزراعي والتربية الحيوانية وانه رغم انتاج كسبة الصويا بمواصفات عالية جدا ومعترف بذلك من خلال تقارير من منظمات عالمية بما فيها منظمة الصويا الامريكية ووجود رغبة كبيرة من الدول المجاورة باستعمال الكسبة السورية الا ان المربي السوري يفضل دائما الكسبة الاجنبية لاسيما واننا اثبتنا للمستهلك مرارا تدني البروتين وزيادة الشوائب غير انه دون فائدة ولذلك نحن بحاجة الى حملة كبيرة داخل سورية قبل الاتجاه نحو الخارج واذا لم يقتنع المستهلك السوري الذي له مصلحة مباشرة بانتاج وطني فكيف نستطيع اقناع المستهلك خارج سورية.‏

وحول تكاليف الحملة الاعلانية والامكانات القليلة اوضح انبوبا انه يجب ان تكون الحملة ناجحة اولا مئة بالمئة وبغض النظر عن التكاليف وقيمتها وان التركيز يجب ان يكون اولا واخيرا على انجاح الحملة ولو كانت التكلفة بعشرات الملايين.‏

حلبي : قصور الترويج الخارجي‏

المهندس هيثم حلبي عضو مجلس ادارة غرف صناعة دمشق قال: ان الترويج خارج القطر يحتاج الى امكانيات كبيرة موضحا ان حجم تكاليف الحملة داخليا بلغت حوالي 5 ملايين ليرة سورية وبالتالي الترويج دوليا يحتاج الى اضعاف هذا المبلغ غير المتوفر.‏

واوضح الحلبي ان الهدف من الحملة واقتصارها على سورية جاء متناسبا مع ما اتخذته الحكومة من انفتاح اقتصادي والانتقال الى الاقتصاد السوق الاجتماعي وتحرير الاستيراد مبينا انه منذ العام 2005 وحتى الوقت الحاضر صدر على ما يزيد عن 100 قرار عن وزارة الاقتصاد بالسماح باستيراد الاف المنتجات وبالتالي دخلت الى سورية العديد من البضائع الاجنبية المستوردة منها الجيد ومنها ذو النوعية الرديئة والذي تتفوق عليه الصناعة السورية بدرجات كثيرة من ناحية السعر والجودة وموضحا ان دور غرفة الصناعة بدمشق يأتي بهدف التوعية للمواطن السوري نحو اقتناء السلع الوطنية الجيدة وذات السعر المقبول.‏

واشار الحلبي الى اهمية انتباه اكثر من 17 مليون مواطن الى ان عامل السعر المغري ليس هو الفاصل بقرار الشراء فهناك العديد من المنتجات الاسيوية والصينية تحديدا تتمتع بسعر منخفض غير انها عند الاستعمال يتضح للمشتري بانها غير قابلة للاستخدام مرة ثانية اضافة الى ان هذه المنتجات لا تتمتع بكفالة صنع بينما المنتج الوطني يتواجد في السوق باسم المصنع الامر الذي يضمن ويخلق نوعاً من الثقة والكفالة لهذا المنتج.‏

واخيرا نقول: لا احد ينكر اهمية هذه الحملة وما يمكن ان تحققه من فائدة للمنتج الوطني ولا ننكر الجهود المبذولة للقيام بهذا العمل وبغض النظر ان كان خدمة للصناعي او للصناعة الوطنية لانه في المحصلة يخدم الاقتصاد الوطني ولكن نقول: اذا كان المطلوب من المواطن السوري دعم الصناعة والصناعي فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: من يدعم هذا المواطن.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية