قالت: جئتكم شاكية..
قلت لها: ولكننا لسنا قسم شرطة!
قالت: ألستم السلطة الرابعة؟!
أعدتُ ظهري إلى الخلف، ثم وضعت رجلاً على رجل، وقلت لها: نعم، نعم.. يا ريت تكون مشكلتك عويصة وبتستاهل، لأننا لا نتعامل مع المشكلات الصغيرة..
انكمشت المخلوقة على نفسها خشية أن تكون مشكلتها بسيطة، وقالت محاوِلةً تكبير المشكلة من خلال الحديث بصيغة الجمع: كنا قد سجلنا للاستفادة من السكن الشبابي عام ٢٠٠٤ للحصول على منزل.. وهذه السنة 2019 تخصصنا، ونحن فئة (أ)..
مشكلتنا هي مع النافذة الواحدة الكائنة بدمشق - أوتستراد المزة - طلعة الإسكان، والتي أنشئت هذا العام..
يجب أن نحصل منها على (وثيقة عدم الاستفادة مسبقاً من السكن الاجتماعي).. ومؤسسة الإسكان لا توقّع معنا العقود إلا بعد الحصول على تلك الوثيقة..
قبل صدور قرار النافذة الواحدة الخاص بالسكن الشبابي كنا نأخد الأوراق ونوقعها بدمشق من كذا دائرة حكومية..
أما الآن فالنافذة الواحدة تقوم بالمهمة، قالوا لنا: قدموا طلب بيان عدم استفادة بمركز النافذة المذكور..
جئتُ من حمص وقدمتُ الطلب وطلبوا منا العودة بعد أسبوع لنأخذها..
لقد مرّ الآن أكثر من شهر والناس يسافرون كل أسبوع من عدد من المحافظات إلى دمشق للحصول على الوثيقة التي لم تكتمل.
ويبدو أنهم (رأفوا بحالنا) فأعطونا رقماً لنتصل عليه لمعرفة ما إذا كانت الوثيقة قد أصبحت جاهزة لنأتي ونستلمها، ولكن الرقم على طول مشغول، أوراقنا كلها جاهزة، ولا يمكننا أن نوقع عقد البيت الشبابي إلا إذا استلمنا ورقة عدم الاستفادة.
قلتُ لها: كم عمرك؟
قالت نظرتُها المستنكرة والمصدومة قبل أن تردّ: (ما أشدّ غباؤه)!.. ثم قالت بامتعاض: 50 سنة.
قلت لها: أليس من الممكن أن يكون السبب هو أنك دخلتِ في سن الكهولة؟؟!