هذا الفن الذي تتسع قاعدة جمهوره باتساع رقعته الجغرافية حيث أن لكل منطقة لونها وتراثها الشعبي في المأكل والمشرب والموسيقا..
تنوع الألوان الغنائية يفضي إلى تنوع الثقافات والمشارب التي تقدم الكلمة ببساطتها وعلى سجية أهلها, وتحكي شجون وحالات سكانها وتجسد البيئة البكر الخالية من كل زيف أو ترف وتنتصر للطبيعة والزمان والمكان في جوهرها وعلى حقيقتها بعيداً عن التكلف والاصطناع..
فيما مضى شهدت الأوساط الثقافية مهرجانات تعنى بالأغنية التراثية والغناء الشعبي، اليوم نرى هذا الاهتمام حالات فردية أو مناطقية صغيرة مقارنة مع الحجم والكم الذي تضمه سورية من ألوان فنية تراثية غاية في الإبداع..
مواكبة العصر بكل أسف دفعت بالكثيرين من الأسر والأهالي للعزوف عن تعليم أبنائهم الموسيقا الشرقية والتي عنوانها تعلم موسيقا التراث وتسابقهم إلى تعليم الأبناء الموسيقا الغربية الكلاسيكية، رغم أنهم في أفراحهم وأحزانهم لايسمعون إلا الموسيقا العربية والتراثية التي تخص بيئة كل فرد منهم..
حالة من الفوضى يعيشها الجميع بين الذائقة السمعية والتربية الموسيقية التي تخلق حالة فراغ وضياع وتترك الجيل الجديد عرضة للتلوث السمعي شأن باقي أشكال التلوث في الفن.. الفلكلور الشعبي السوري غني جدا في ثراء كلماته وألحانه وعمق موضوعاته، والاهتمام بالموسيقا الشرقية يبدأ من تعلم فنونها وأصولها التراثية والمحافظة على الفلكلور الغنائي ليبقى معلما من معالم الفن في بلدنا.. بلد الفنون والجمال..