بعد إدانته بإساءة استغلال السلطة وعرقلة العدالة, في وقت يعمل الأخير على استفزاز «الديمقراطيين» من خلال تصريحاته الأخيرة، التي يهاجم فيها رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي, في ظل السجال الدائر والحرب الكلامية المتصاعدة بينهما منذ مدة.
حيث قال ترامب إن بيلوسي مصابة بالجنون، لمجرد أن حزبها يمتلك أغلبية بسيطة في مجلس النواب.
وكتب ترامب على «تويتر» أمس: تلك الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب، سمحت لبيلوسي بتنفيذ الإجراءات الخاصة بعزلي من منصبي، لكنها لم تحصل على صوت واحد من الجمهوريين داخل مجلس النواب.
وتابع: لم يكن هناك جريمة، لأن اتصالي برئيس أوكرانيا لم يكشف ممارسة ضغوط عليه. واصفا إجراءات عزله بالـ «خدعة»، وأنها لم تؤد إلى أي شيء. مشيرا إلى أنها لم تكن عادلة على الإطلاق، ولم تستند إلى أي إجراءات منطقية.
وتابع: في الوقت الحالي، تطلب بيلوسي كل شيء لم يكن مسموحا للجمهوريين فعله في مجلس النواب، الذي يمتلك حزبها «الديمقراطي» أغلبية فيه.
واستطرد: الديمقراطيون يريدون إدارة الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، عندما يتم طرح إجراءات عزل الرئيس في المجلس، مضيفا: «إنه جنون».
وقال ترامب قبل أيام، إن بيلوسي تقود المحاكمة الأكثر إجحافا في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، في إشارة إلى قرار مجلس النواب الذي يتهمه بإساءة استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس.
وبينما تقود بيلوسي الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب، الذي أصدر قرار إدانة ترامب، فإن الجمهوريين يسيطرون على أغلبية مجلس الشيوخ.
وقال ترامب: بيلوسي انتهكت كل القوانين من خلال ما كانت تقوم به، لقد أضاعت الكونغرس مرة واحدة، وسوف تفعلها ثانية.
ومن غير المرجح أن يوافق مجلس الشيوخ على إجراءات عزل ترامب، التي من المقرر أن يبدأ التحقيق فيها بعدما أرسله إليه مجلس النواب، لأن الجمهوريون يمثلون أغلبية في هذا المجلس.
وتحتاج إدانة ترامب في مجلس الشيوخ، إلى موافقة كل الديمقراطيين و20 سيناتورا من الجمهوريين, حتى تتحقق أغلبية الثلثين.
ويتهم الديمقراطيين ترامب بأنه جمد مساعدة عسكرية لحكومة كييف, بهدف إجبار الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي على فتح تحقيق بشأن ما يقول إنه «قضايا فساد» تتعلق بنائب الرئيس السابق جو بايدن، المرشح الديمقراطي المحتمل في الانتخابات الرئاسية المقبلة 2020.
فيما ينفي ترامب تلك الاتهامات، ويقول: من المناسب مطالبة أوكرانيا بالنظر في مزاعم الفساد، ورغم ذلك فإن مجلس النواب بزعامة الديمقراطيين، وجه له تهمتين خلال التحقيق الخاص بإجراءات عزله.
ووافق مجلس النواب الأميركي على إجراءات عزل ترامب، خلال المحاكمة التي شهدتها اللجنة القضائية في المجلس يوم 18 كانون الأول الجاري، وجاءت النتائج منقسمة على أساس حزبي، فقد صوتت الأغلبية البرلمانية الممثلة بالديمقراطيين لصالح العزل، بينما صوت الجمهوريون ضده.