وشدد لافروف في حوار مع وكالة تاس نشر أمس على أنه من الخطأ تأجيل حل المسائل المهمة لموسكو وواشنطن وللعالم كله إلى أجل غير مسمى وقال إن موسكو سترد على خطوات واشنطن غير الودية في حال استمرارها.
وحول آفاق التعاون بين روسيا والولايات المتحدة قال لافروف إن موسكو لا تنتظر تغيرات كبيرة خلال السنة المقبلة، مؤكدا في الوقت ذاته أن مقترحات موسكو لبناء تعاون مع واشنطن في مختلف المجالات ستبقى على الطاولة بما يشمل مسألة الاستقرار الاستراتيجي التي يتحمل فيها البلدان مسؤولية خاصة بصفتهما أكبر قوتين نوويتين.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن في شباط الماضي تعليق مشاركة بلاده في معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى رداً على القرار الأميركي الانسحاب من المعاهدة والذي أكدت موسكو أنه مجرد ذريعة لتوسيع وتطوير البرنامج الصاروخي الأمريكي.
واعتبر لافروف أن هناك عوامل تعرقل تطوير العلاقات الثنائية الأميركية الروسية مرتبطة بالوضع السياسي الداخلي في الولايات المتحدة والحملة الانتخابية فيها.
وتدهورت العلاقات بين موسكو وواشنطن خلال السنوات الأخيرة بسبب اختلاف المواقف بينهما حيال حل القضايا الدولية ومن بينها الأزمة الأوكرانية إضافة إلى اتباع الولايات المتحدة سياسة الهيمنة والتدخل في شؤون الدول الأخرى وعدم الالتزام بالقانون الدولي وهو ما تعارضه روسيا بشدة.
وفي سياق متصل أعرب وزير الخارجية الروسي عن قلق بلاده إزاء سياسات واشنطن حيال دول أميركا اللاتينية، مشيرا إلى فشل مخططاتها في إعادة تشكيل هذه الدول بما يخدم مصالحها الجيوسياسية وقال إن مخططات واشنطن في منطقة أميركا اللاتينية بدأت تنزلق وحدث ما لم تكن تتوقعه في هذه المنطقة التي تبين أنها أكثر تعقيدا وتنوعا مما كان يعتقده الأمريكيون.
وأضاف لافروف: رغم العقوبات القاسية واتباع طرق «الثورات الملونة» فإن واشنطن فشلت في تنفيذ حرب خاطفة في كل من فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا.
من جهة ثانية قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في ردها على العقوبات الأميركية المفروضة على مشروع خط أنابيب الغاز «التيار الشمالي2»: لن أتحدث عن طبيعة رد الجانب الروسي تماماً لكن كما سمعتم من المسؤولين الروس على مختلف المستويات سوف نرد دائماً على مثل هذه الإجراءات.
وعبرت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية عن خيبة أمل موسكو إزاء تمديد عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا معتبرة أن الاتحاد الأوروبي أضاع فرصة المضي قدماً بطريق تحسين العلاقات مع أكبر جار له في القارة.
وفي سياق متصل أكد وزير التنمية الاقتصادية الروسي مكسيم أوريشكين أن التعاون بين روسيا والاتحاد الأوروبي يشهد نموا، وأن الضغوطات الأميركية تعطي زخما لتطوير العلاقات بين الجانبين.
وقال في حديث لـموقع روسيا اليوم: كما تلاحظون هذا العام لدينا اتصالات أوسع مع أوروبا، ليس فقط من جانب قطاع الأعمال، لكن على المستوى السياسي أيضا.
وأضاف الوزير الروسي أن العقوبات الأميركية المفروضة على مشروع «السيل الشمالي-2»، الهادف لمد أنبوب عبر قاع بحر البلطيق لضخ الغاز من روسيا إلى ألمانيا، بالإضافة لخطوات أخرى اتخذتها واشنطن، ساهمت في التقارب بين روسيا وأوروبا.
بدوره أعلن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أن لدى روسيا إمكانات لاستكمال مشروع «السيل الشمالي2» بالاعتماد على نفسها في حال عجزت شركة ألسياس السويسرية عن القيام بذلك.
ونقلت نوفوستي عن نوفاك قوله في تصريح صحفي امس: إذا عجزت «ألسياس» عن استكمال المشروع في إطار الرضوخ للعقوبات الأمريكية فلدينا إمكانية استكماله اعتمادا على وسائلنا الذاتية، مضيفا: إن ذلك سيتطلب القيام بأعمال تنظيمية إضافية عدة.
وأعرب نوفاك عن ثقته بأن تتم هذه الأعمال في غضون عدة أشهر مؤكدا أن «السيل الشمالي2» سيبدأ عمله في العام المقبل.
وتأتي تصريحات الوزير الروسي بعدما أعلنت «ألسياس» الشركة المختصة في مد أنابيب الغاز والمشاركة في مشروع السيل الشمالي2 عن سحب سفنها من المشروع وذلك بعد توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قانونا ينص على فرض عقوبات على المقاولين الأجانب المشاركين في المشروع.
ويشمل مشروع «السيل الشمالي2» خطي أنابيب تبلغ قدرتهما الإجمالية 55 مليار متر مكعب من الغاز في السنة يتم مدهما من سواحل روسيا إلى ألمانيا عبر مياه بحر البلطيق.